- هل تتغير إستراتيجية واشنطن في مواجهة الحوثيين باليمن؟ تقارير أمريكية تضع سيناريوهات جديدة منها "استهداف القيادات" أبين.. مشادة كلامية تودي بحياة شاب طعنًا بالسكين والشرطة تضبط الجاني برنامج الأغذية العالمي يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار برشلونة يتعثر أمام سيلتا فيغو وأتليتيكو مدريد ينجو من فخ ألافيس غزة.. استشهاد 120 فلسطينيا خلال 48 ساعة والاحتلال يجبر سكان حي الشجاعية على النزوح اليمن.. الأرصاد يتوقّع هطول أمطار متفاوتة الشدّة خلال الساعات القادمة الأمم المتحدة: فرص الحد من الإصابة بالكوليرا في اليمن لا تزال مقيّدة
عبد الله شروح
القضية الفلسطينية أكثر من علبة مكياج
كتابنا| 6 أغسطس, 2024 - 5:38 م
يخبرنا التاريخ أشياء كثيرة، منها أن حروب الشيعة متجهة دوماً نحو الداخل الإسلامي، فهي ليست حروب "فتح"، ولا تتغيا إضافة جغرافيا جديدة إلى رقعة العالم الإسلامي، وإنما هي دائماً حروب "استرداد" لما تراه حقاً لها في الداخل. إيران هي الدولة التي تمثل الشيعة في عصرنا، وتتحكم بهم، وقد سلّم لها الشيعة حق القيادة.
أما إسرائيل، حد وصف أحدهم، فهي "حاملة طائرات أمريكية مزروعة في قلب العالم الإسلامي". إنها إحدى ضوامن الهيمنة الغربية على ما أطلق عليه الغرب "الشرق الأوسط"، بما في هذه التسمية من إعلان هيمنة يقوم على جعل الغرب هو المركز الذي تتحدد الجهات وفق موقعها منه.
منذ قيام النظام الإيراني الجديد في سبعينيات القرن الماضي بدأ الشيعة من كل الأقطار العربية والإسلامية يعلنون الموالاة التامة له. وخلال خمسة عقود من عمر هذا النظام تمكنت إيران، عبر مليشياتها الشيعية، من الاستيلاء على خمس عواصم عربية.
تحرص إيران على أن لا تبدو مستغرقة كلياً في الطائفية، وتريد تحييد أكبر قدر ممكن من غضب المكوّن السني الذي تقول إحصاءات، غير دقيقة بالطبع، إنه يمثل ثمانين بالمئة من مجموع العالم الإسلامي، وأفضل طريقة لذلك هي تصدرها للدفاع عن فلسطين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
استغلت تقاعس الأنظمة العربية عن دعم المقاومة الفلسطينية، ومسارعة بعض هذه الأنظمة مؤخراً إلى التطبيع مع إسرائيل، ومضت تقدّم دعماً ل"حماس"، حركة المقاومة الفلسطينية ذات العقيدة السنيّة. لا حيلة أفضل من هذه لتبدو إيران جدية في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وتجردها في ذلك من الحس الطائفي الذي ترمى به. وقد استفادت للدرجة القصوى من الإعلانات المتكررة لقادة حماس بأن إيران تدعمهم، شاكرين لها ذلك في كل مناسبة تقريباً.
طوال ثمانية عقود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ظلّت القضية الفلسطينية مركزية في الوجدان العربي والإسلامي، وما يقوم به الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، من مجازر مهولة في حق إخوتنا الفلسطينيين، بدعم كامل من الترسانة الغربية، جعل الوجدان الشعبي العربي والإسلامي في تهيّج كامل وفي حالة مثالية للخضوع لسردية أن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية من أجل القدس نفسها، وأنها جادة في ذلك، ومنزهة عن أي أغراض أخرى.
ما يحدث في غزة منذ أشهر هو حريق كبير، الأدخنة الصاعدة منه تغبش رؤية الكثيرين عن رؤية الحرائق التي تسبب بها، وما زال، النظام الإيراني في المنطقة. مركزية القضية الفلسطينية أنست البعض القضية العراقية والقضية السورية والقضية اللبنانية والقضية اليمنية، هذه الحرائق التي أشعلها النظام الإيراني مسبباً خسائر فادحة لهذه الشعوب.
باتت الآن هذه الشعوب مطالَبةً من بعض نخبتها بالامتنان لإيران، والخوف عليها من أي ضربة توجهها لها أمريكا، معتبرين أن سقوط النظام الإيراني يعني خلو الساحة من أي مشروع مقاوم للمشروع الصهيوني، هكذا في إقرار صريح، لا يقوم على أي منطق، بأن إيران هي الرادع الحقيقي أمام التوغل والتغول الإسرائيلي، ودون تفكير أيضاً في الحقيقة الناصعة التي ترينا أن أثر المشروع الإيراني على منطقتنا العربية لا يقل كارثية في شيء عن أثر المشروع الإسرائيلي، وأيضاً في "تطنيش" كامل لحقيقة أن النظام الإيراني عبر أذرعه في الدول العربية هو من أكبر العوامل التي عرقلت قيام مشروع عربي ذا وزن.
ما الذي أريد قوله مما سبق؟ فقط أن البشاعة الإسرائيلية لن تجعل وجه النظام الإيراني جميلاً لمجرد تصريحات حماس بأنه يقدم لها دعماً، وأيضاً أن القضية الفلسطينية لطالما كانت هي علبة المكياج التي يعود إليها كل نظام قبيح لتغطية قبحه، وأن الكثيرين ينخدعوا بذلك، لكن القبح سرعان ما يعود فيفصح عن نفسه بأكثر الصيغ هولاً، والنظام الإيراني هو أكثر وجه قبيح أراد استخدام القضية الفلسطينية لتجميله منذ بدئها.
مقالات ذات صلة
أراء | 13 نوفمبر, 2024
إيران.. رأسمال أقل "ربح أكثر"
أراء | 8 نوفمبر, 2024
ترامب والتعامل مع حربَي غزة ولبنان
أراء | 7 نوفمبر, 2024
ترامب رئيساً مجددا.. ماذا يعني هذا لليمن؟
أراء | 3 نوفمبر, 2024
ما المتغير في التحركات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في الساحة اليمنية؟
أراء | 31 أكتوبر, 2024
شجاعة السنوار بين فلسفتين
أراء | 28 أكتوبر, 2024
زلزال في حياته وزلزال في مماته.. أسطورة السنوار