- صنعاء.. سلسلة غارات عنيفة تستهدف شمال العاصمة برشلونة يواصل نزيف النقاط بالتعادل أمام خيتافي وريال مدريد يتأهب لاستعادة الصدارة نتنياهو يهدد بالعودة للقتال في غزة ويعلن زيادة القوات بمحور فيلادلفيا عشية سريان الإتفاق الفصائل الفلسطينية تبحث في الدوحة مجريات تطبيق وقف إطلاق النار بغزة التايم الأمريكية: لا أحد ربح حرب غزة لكن "يحيى السنوار" حقق بعض أهدافه ما هي آليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة بدءًا من الليلة حتى اليوم 42؟ للشهر الثاني.. مليشيا الحوثي تواصل حملات اختطاف في محافظة الحديدة
سلمان المقرمي
التحديات الاقتصادية والعسكرية ومجلس القيادة
كتابنا| 11 نوفمبر, 2024 - 7:22 م
يقيم معظم أعضاء مجلس القيادة خارج اليمن في وقت حرج، انهارت العملة إلى أدنى مستوياتها، وصار مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين لا تكفيهم مرتباتهم لشراء كيس من الطحين لأسرهم، أما بقية الشرائح الاجتماعية فقد طحنها الفقر ولم يعد لهم وجود. بالمقابل لا ينتظم المجلس في عقد اجتماعاته، ولا يعمل شيئا تقريبا. وعلى خطوات المجلس لا تعمل الحكومة بأي شكل من الأشكال بما فيها عدم عقد الاجتماعات الأسبوعية، ولا تقدم تقارير عن أي نشاط، سوى زيارات أعضائها الفارغة في الداخل والخارج.
محليًا، يحشد الحوثي آلاف العناصر ويجري تدريبات عسكرية مكثفة، ويهجر سكان القرى في الحديدة، استعدادا لمعركة قادمة، يخطط لإشعالها، ضد المواقع المحررة التي يحرسها جنود أنهكهم الجوع ودمرهم الفساد، ولم توفر لهم الحكومة الحد الأدنى من المتطلبات العسكرية والمعيشية، بينما تعيش الحكومة ببذخ هائل، ونفقات باهظة.
يعتقد مجلس القيادة وأعضاؤه المشاركون فيه والمكونات المشكلة للحكومة أن بقاءهم في مناصبهم مضمون، وأن الاكتفاء بالتصريحات الرسمية التي تحمل الحوثي وحده مسؤولية انهيار العملة وغلاء الأسعار وتردي الخدمات، يعفيهم من مسؤولياتهم للقيام بواجب المواجهة والتصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية. وهو اعتقاد خاطئ، ثبت مرات ومرات عبر التاريخ، وفي اليمن تحديدا، وسيكون الخاسر الأكبر فيه الكتل القوية في الحكومة التي تعبر عن تنظيمات اجتماعية وسياسية وشرائح شعبية واسعة، بينما سيفر إلى الخارج الأعضاء الذين لا يمثلون أي شريحة شعبية يمنية.
سيكون من العبث تكرار القول إن مظاهرات اليمنيين في ذكرى 26 سبتمبر تستهدف الحوثي وحده، لأن تلك التظاهرات ومعظمها من الشباب الأصغر سنا، تريد الجمهورية والديمقراطية بمضامينها التي تحمي الكرامة وتجعل من مؤسسات الدولة وسيلة فعالة لتنمية المجتمع والشعب، وبوابة لممارسة السياسة والأعمال العامة والمهنية. إن الحكومة ومجلس القيادة يفتقد كليا لتلك المضامين.
إقليميًا ودوليًا هناك تغيرات هائلة: الحرب العدوانية على قطاع غزة لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ، والعجز العربي الواضح يرسل رسائل إلى الاحتلالات الأخرى مثل إيران أن دمارا كالذي وقع في غزة سيكون ممكنا تكراره في مناطق عدة بما فيها اليمن، خاصة أن فكرة التهجير الشامل، ونسف المربعات السكنية على رؤس ساكنيها بالبراميل المتفجرة وبمختلف الأسلحة جريمة ارتكبتها إيران على مدى العقد الماضي في عدة دول عربية بما فيها اليمن، وكررها الصهاينة في غزة، وقد يكرر الاحتلال الإيراني مباشرة وعبر الحوثي تكرار الإجرام نفسه في اليمن. وكما فرضت التطورات الإقليمية قبل عقدين باحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة، فرصة سانحة لإيران لاحتلال بعض دول المشرق العربي وتهديد بقيتها، فإن الحرب الحالية بين الاحتلال وحزب الله رأس الحربة الإيرانية، لن يكون نتاجها إلا دمارا واسعا أيضا، خاصة اليمن ما لم تعمل الحكومة ومكوناتها والقوى الاجتماعية على إنشاء خطة واضحة المعالم وطنية الأهداف والمبادئ لمواجهة تلك التداعيات على الشعب اليمني المطحون فقرا وجوعا وخوفا ومرضا.
إن بقاء مجلس الرئاسة والحكومة وبقية مؤسسات الدولة المركزية في الخارج، جريمة كبرى وخيانة وطنية ودستورية وقانونية، لا يصح أن تبقى دون معالجة من قبل الشعب، عبر قواه الحية، وما بقي من مؤسسات قانونية ودستورية. ويعيش ملايين اليمنيين آثار تلك الغيبة التي صارت تشبه الغيبة الكبرى في بعض المعتقدات والمذاهب، التي حولت أتباعها إلى السواد والندب والبوح وفقدان الآدمية والكرامة البشرية.
مقالات ذات صلة
كتابنا | 10 يناير, 2025
الشرعية ومكافحة فوضى الفساد!
أراء | 5 يناير, 2025
إلى الحكومة اليمنية: قبل أن ينخرها النمل الأبيض
كتابنا | 5 يناير, 2025
ما الذي يتطلبه إصلاح وإعادة إعمار الاقتصاد اليمني؟
أراء | 26 نوفمبر, 2024
مخاطر تعطيل السياسات المالية للحكومة
كتابنا | 14 أكتوبر, 2024
انهيار العملة يُسقط مجلس الرئاسة