













العملة

بعد توقف الحرب بين الشرعية والحوثي، ولم يفض مسارها إلى نقطة انتصار أو هزيمة، وتوقفها على الأرض في حدود جغرافية معينة؛ تعمد الحوثي تغيير سياسته واللجوء إلى خطط بديلة واستراتيجيات خفية هدفها إرباك المشهد السياسي وافتعال الأزمات في المناطق الشرعية

لم يحمل تعيين بن بريك أي زخم أو أمل بتغيير مرتقب، بل بدا كامتداد لما سبقه من حكومات عاجزة، تعيش خارج البلاد وتعجز عن تقديم أدنى مؤشرات الفاعلية في الداخل..

طيلة عقد منذ ابتلاع الحرب للبلد لم يشهد اليمنيون في المناطق المحررة تأزماً معيشياً فتاكاً كهذا، رغم أنهم عايشوا كل أهوال الحرب والخوف والنزوح والتشرد، وكانت حياتهم أمنياً على كف عفريت..

الانهيار المريع للعملة الوطنية (الريال) في اليمن، تحتم على الحكومة استخدام ما تبقى لها من صلاحيات لاعتماد مقترح صندوق النقد الدولي الذي كان قدر عرض عليها العام 2019 باعتماد الريال السعودي والدولار كعملتين قانونيتين للتداول في اليمن..

تبدو حجم التحديات والعوائق التي تواجه الشرعية في كفة؛ والفساد في كفة أخرى لها السيطرة والنفوذ، ويشكل الإعاقة الكبرى في إحراز أي تقدم ملموس يحتسب لعمل الدولة والسلطة الشرعية ككل، وكان لغياب أجهزة الرقابة والمحاسبة دور فعال في اتساع دائرته وتشعب مساحته

سيكون من العبث تكرار القول إن مظاهرات اليمنيين في ذكرى 26 سبتمبر تستهدف الحوثي وحده، لأن تلك التظاهرات ومعظمها من الشباب الأصغر سنا، تريد الجمهورية والديمقراطية بمضامينها التي تحمي الكرامة وتجعل من مؤسسات الدولة وسيلة فعالة لتنمية المجتمع والشعب، وبوابة لممارسة السياسة والأعمال العامة والمهنية. إن الحكومة ومجلس القيادة يفتقد كليا لتلك المضامين.