خبراء أمريكيون: إدارة بايدن فشلت في تغيير سلوك الحوثيين وزادت من جرأتهم بحق اليمنيين 

[ مسلح حوثي في صنعاء- أرشيف ]

قال دبلوماسيون وخبراء أمريكيون، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال تنازلاتها الرامية لدفع  الحوثيين لتقديم تنازلات سياسية لإنهاء الحرب في اليمن، قد فشلت فعليًا في تغيير سلوك الحوثيين؛ الذين زادت جرأتهم وممارساتهم الكارثية بحق اليمنيين.


ونشر موقع «The Cipher Brief» مقالا لكلا من السفير مارك والاس، الرئيس التنفيذي لمشروع مكافحة التطرف والذي شغل سابقًا منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، والخبير نورمان تي رول، والذي عمل لمدة 34 عامًا في وكالة المخابرات المركزية، وأدار العديد من البرامج المتعلقة بإيران والشرق الأوسط، يطالب إدارة الولايات المتحدة بمزيد من العمل لتغيير نهج الادارة الامريكية تجاه اليمن.
 

وذكر المقال، الذي - ترجمة "يمن شباب نت" - أن إدارة بايدن أكدت أن قرارها بإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية مصممة بشكل خاص كان مدفوعًا بالرغبة في منع حدوث كارثة إنسانية في اليمن، وخلق الظروف السياسية اللازمة لإنهاء الحرب التي تستمر لقرابة ثماني سنوات في ذلك البلد.


ولفت، أن الولايات المتحدة استخدمت نفس المبرر لإنهاء الدعم الهجومي لجهود التحالف الذي تقوده السعودية لاعادة الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي تعيش في المنفى منذ عام 2015، في الأسابيع التي تلت ذلك، عينت الإدارة أيضًا دبلوماسيًا ذا خبرة ومحترمًا واستأنفت العمل مع شركاء إقليميين.


واستدرك الكاتبان بالإشارة إلى أن "السرعة التي تم بها تنفيذ هذه القرارات تشير إلى أن أياً منها لم يتلق مراجعة قوية مشتركة بين الوكالات - ولا تشير أي من التطورات على الأرض إلى أن إعادة المعايرة الأمريكية نجحت أو ستنجح".


ولاحظ المقال بأنه إذا كان هدف إدارة بايدن هو تغيير سلوك الحوثيين، فإن السياسة هذه قد فشلت بالفعل، فبعيدًا عن منع وقوع كارثة إنسانية، ازداد التهديد على المدنيين مع زيادة جرأة الحوثيين، مستخدمين التراجع الأمريكي لمواصلة هجومهم المدمر، هذه هي الطريقة التي تعمل بها المنظمات الإرهابية، وقرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، أصلا  لم يكن بلا أساس.


وتابع: "أطلق الحوثيون خلال السنوات الأخيرة صواريخ باليستية وقذائف هاون وطائرات مسيرة وقوارب متفجرة ضد المملكة العربية السعودية المجاورة وملايين المغتربين الذين يعيشون هناك، وهذا يعني أن المدنيين مستهدفون بأسلحة إيرانية متطورة".  


وأشار "أن الهجمات على أهداف مدنية سعودية - كان من الممكن أن يؤدي أي منها إلى سقوط ضحايا أمريكيين وسعوديين - وعلى منشأة تخزين النفط في رأس تنورة، أحد أكبر منشآت تفريغ النفط البحرية في العالم، بعد قرار إدارة بايدن ويمكن أن يكون نموذجا لما قد يحدث إذا ما انتصر الحوثيون".


ويرى الكاتبان بأن هذه الهجمات في مصلحة إيران، ففي الواقع اعترف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني  الإيراني بأنه عرض دعمًا عسكريًا للهجمات الإرهابية الأخيرة - والتي أعقبها هجوم على منطقة مأرب اليمنية الهادئة نسبيًا، مما هدد مليوني مدني مع احتمال وجود مئات الآلاف من المدنيين، والذين أجبروا على الفرار مع عواقب إنسانية لا يمكن تصورها،  كما زود فيلق القدس الإيراني الحوثيين بالتمويل والتدريب والتكنولوجيا لتنفيذ العديد من هذه الهجمات منذ بدء الحرب.


كما اتهم الكاتبان الحوثيين بالتسبب في دمار اليمن نفسه باستخدام الألغام الأرضية والجنود الأطفال واحتجاز الرهائن والاغتصاب والهجمات العشوائية والتلاعب بالمساعدات الغذائية للأمم المتحدة لخلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، واستهدفت الجماعة المدنيين والبنية التحتية المدنية والقوات العسكرية، وقالا بأنه ومن خلال العمل من مواقع مدنية واستخدام الجنود الأطفال، استخدم الحوثيون الشعب اليمني بقسوة كدروع بشرية.


وقال الكاتبان "من المفارقات أن هذا السلوك يناسب تعريف حكومتنا للإرهاب الدولي".


هناك حلول قصيرة المدى ممكنة وأهداف طويلة الأجل تستحق المتابعة، لكن لا شيء يمكن تحقيقه بدون دعم إنساني قوي، في اليمن والعراق ولبنان وأماكن أخرى - حيث يعاني المدنيون الأبرياء باستمرار على أيدي الإرهاب المدعوم من إيران - يجب على الولايات المتحدة أن تمارس القيادة من خلال توفير الإغاثة العاجلة، على الرغم من أن اليمن ليس مشكلة أمريكية بحتة.


 إنها مشكلة العالم، والدعم الدولي مطلوب للسماح لليمنيين باختيار مستقبلهم،  مستقبل مليء بالسلام والفرص، غائب عن الهجمات القاتلة بأمر من طهران.


يحتاج القادة العرب إلى إجبار الجهات اليمنية المنقسمة من غير الحوثيين على تنحية خلافاتهم جانباً من أجل الوحدة، وعلى الرغم من استمرار الحوثيين في تجاهل جهود وساطة الأمم المتحدة ودعوات وزارة الخارجية ووقف إطلاق النار من جانب واحد والمبادرات الدبلوماسية الأخرى، يجب أن تستمر الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة.


للأسف؛ أظهر التاريخ أن الحوثيين لن يوافقوا على التنازلات السياسية إلا عندما يواجهون إخفاقات في ساحة المعركة.


 يجب أن يستمر العمل العسكري المنظم ضد الحوثيين، ويجب على الغرب أن يفعل ما في وسعه لضمان أن يكون فعالا ويتم تنفيذه بطريقة لحماية المدنيين في اليمن، على وجه الخصوص، يحتاج خبراء الأمن والمساعدات الدولية إلى المشاركة لضمان إمكانية تقديم المساعدة أثناء استمرار الضغط العسكري.


لا يمكن لإدارة بايدن الاكتفاء برؤية القتال مستمر في ساحات القتال، يمكنها استخدام نفوذها الاقتصادي لمحاربة الحوثيين، وتقليل نفوذ الراعي الإيراني، وحماية دولة على طول البحر الأحمر الاستراتيجي والحدود الجنوبية للسعودية من السقوط في أيدي النظام الإيراني.


 لحسن الحظ، هناك بوادر على حدوث تطور في التفكير في واشنطن، فبينما يواصل الحوثيون المدعومون من إيران هجومهم العنيف على محافظة مأرب اليمنية، قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على قادة الحوثيين المسؤولين عن عمليات مأرب، محمد عبد الكريم الغماري ويوسف المداني.


 إنها خطوة صغيرة، لكنها ملحوظة، وينبغي أن تتبعها سلسلة من الإجراءات التنفيذية والتشريعية الإضافية لمحاربة جماعة الحوثيين ووقف واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.


 أخيرًا، يجب على الولايات المتحدة مطالبة الأمم المتحدة بتمديد عقوبات الأسلحة التقليدية ضد إيران ومنع طهران من الوصول المباشر إلى أموال صندوق النقد الدولي حتى انسحاب قوة فيلق القدس من اليمن وتوقف شحنات الأسلحة الإيرانية.


وصلت إدارة بايدن وهي تعلن عن أهمية القيم.  يمكن أن تظهر هذه القيم بشكل أفضل من خلال ضمان حصول الشعب اليمني على نفس الحماية والأمن التي نطلبها لأنفسنا.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر