الصحة العالمية ستعلق 80% من خدماتها باليمن ومسؤول غربي يتهم الحوثيين بمعاقبة السكان بالتجويع البطيء

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، "من المرجح أن تقوم منظمة الصحة العالمية بتعليق حوالي 80٪ من خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها في البلد، في الوقت الذي يترقب فيه اليمن احتمال حدوث أزمة مدمرة جراء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)".
 
وأضاف الموقع في تقرير له ـ ترجمه يمن شباب نت ـ "بأن هذا التْرَاجْع الهائل يأتي بعد أن خفضت الولايات المتحدة حصتها الأكبر من مساعدتها الإنسانية لليمن، الشهر الماضي، في إطار مواجهة القيود المشددة على المساعدات، والتي يفرضها المتمردون الحوثيون.  وعقب ذلك بوقت قصير، أوقف الرئيس دونالد ترامب التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية".
 
وقال ليزا غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن - في جلسة عبر الانترنت، استضافها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- "إننا نواجه أزمة تمويل ذات أبعاد ضخمة".  وأشارت إلى أن "المانحين فقدوا الثقة" بسبب القيود الحوثية المفروضة على المساعدات في شمال اليمن.
 
وأشارت بالقول "السلطات خاصة في شمال اليمن أدركت أن هناك مشكلة". مضيفة بالقول "إنهم يدركون ذلك وقد بدأوا في اتخاذ خطوات لتغييرها"، وذلك في الوقت الذي شددوا فيه على أنه لا يزال يتعين القيام بالمزيد لضمان أن يتمكن عمال الإغاثة من القيام بعملهم دون عوائق.
 

ما هو سبب أهمية ذلك؟
 
وأشارت غراندي إلى أنه سيتعين على منظمة الصحة العالمية أن "تقلل" أو "توقف" على الأرجح من عملياتها في 189 مستشفى يمنيًا بالإضافة لـ 200 مركزًا صحياً أولياً.  وبالإضافة إلى ذلك، سيتعين على منظمة الأمم المتحدة للطفولة تقليص أو إيقاف الخدمات في 18 مستشفى رئيسيًا و2500 مركزًا للصحة الأولية، مما يؤثر على حوالي 250 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.

إقرا ايضا ..
مقيدون ولا يوجد لدينا موارد.. الأمم المتحدة تشكو من صعوبات كبيرة بعملها في اليمن


وستفرض تخفيضات تمويل الأمم المتحدة أيضًا تخفيضات على الخدمات بل ووقفها في 142 مخيماً للنازحين اليمنيين، وعمليات إزالة الألغام، وبرامج الحماية، ومبادرات الصحة الإنجابية، والتوزيع الطارئ لمنتجات النظافة للمساعدة في مواجهة "جائحة كورونا".
 
وعلى الرغم من التخفيضات الحادة في التمويل، أشارت غراندي إلى أن منظمة الصحة العالمية تقوم "بتدريب وتمويل" 33 فريق استجابة سريعة لاختبار اليمنيين الذين يعانون من أعراض فيروسات كورونا، وذلك على أمل مضاعفة هذا العدد ثلاث مرات "في غضون الأسابيع القليلة القادمة فقط".
 
كما قامت منظمة الصحة العالمية بتحويل 32 مستشفى في جميع أنحاء البلاد وتخصيصها لمكافحة الفيروس، كما سهلت استيراد الأقنعة وغيرها من المعدات الواقية وأجهزة التهوية وأسرّة العناية المركزة وسط منافسة عالمية شديدة.
 
 وقالت غراندي "لنكن صريحين، لا أحد يستطيع فعل ما يقومون به".



ماهي الخطوة التالية؟
 
ويوم الأحد، تعقّدت جهود الأمم المتحدة لتثبيت وقف إطلاق النار المتعلق بفيروس كورونا في البلد الذي مزقته الحرب، عندما أعلن الانفصاليون الجنوبيون في اليمن الحكم الذاتي في عدن ومحافظات أخرى.  حيث أشارت غراندي إلى أن الأمم المتحدة تجري محادثات مع المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن تنفيذ المساعدة.
 
وقالت "كلما ازدادت كثرة السلطة الإدارية، تصبح مسألة الحكم أكثر تعقيدًا". مضيفة ً بالقول "كما سيكون من الأصعب الاستجابة للـفيروس على النطاق وبالشدة اللازمتين".
 
 
مسؤول غربي: الحوثيون يعاقبون السكان بالتجويع البطيء
 
إلى ذلك، قالت صحيفة «The Washington Post» الأمريكية إن خفض المساعدات الأمريكية للبرامج الإغاثية العاملة في اليمن سيعمق بؤس اليمنيين خصوصاً في وقت تستعد فيه البلاد لمواجهة التفشي المحتمل لفيروس "كورونا".
 
وذكرت بأن مسؤولون إنسانيون حذروا من أن عشرات من برامج الأمم المتحدة التي تساعد ملايين اليمنيين الفقراء يمكن أن تتوقف بحلول نهاية الشهر، وذلك إلى حد كبير بسبب التخفيضات الكبيرة في المساعدات الأمريكية.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي ـ تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة ـ قوله بأن الحوثيين هم من يتحمل المسؤولية عن ذلك.
 
وقال المسؤول "برفضهم الالتزام بالمبادئ الإنسانية التي يتم احترامها في كل دولة أخرى، فإن الحوثيون يقومون بمعاقبة نصف سكان اليمن عبر التجويع البطيء".
 



وقالت الصحيفة بأنه، وفي حين اتخذ الحوثيون خطوات لتحسين ظروف العمليات الإنسانية، إلا أن الجماعة لا تزال تفرض قيودًا مشددة على تسليم المساعدات وحركة موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة.
 
ووفق الصحيفة، فقد أبلغ مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن 31 من أصل 41 برنامجًا في اليمن قد تضطر إلى تعليق عملها في غضون أسابيع قليلة، وذلك في حال لم تفي الولايات المتحدة والمانحون الآخرون بتعهدات التمويل الخاصة بهم.
 
ويشمل ذلك الأموال المخصصة للمساعدة الغذائية، وتغذية الأطفال، والصحة، والمياه والصرف الصحي، فضلاً عن توفير المأوى. حيث تعد كلها جوانب ضرورية لمكافحة فيروس "كورونا"، وغيرها من الأمراض.
 
وتأتي التحذيرات بعد أن ألغت إدارة ترامب عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية الشهر الماضي عقب اتهام المتمردين الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران بالتلاعب بالمساعدات وتعطيلها. 
 
كما قرر الرئيس ترامب، الأسبوع الماضي، سحب التمويل لمنظمة الصحة العالمية، التي تلعب دورًا كبيرًا في اليمن.
 
وذكرت الواشنطن بوست بأن منظمة أوكسفام وجماعات المساعدة الأخرى، حثت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على اتباع نهج أكثر تعاونًا واستئناف إرسال المساعدة، نظرًا لخطر فيروس كورونا.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر