مطالبات بالطرد وتوثيق الجرائم.. اليمنيون يعتزمون مواجهة "الإمارات" حتى تنال عقابها (تقرير خاص)

[ غارة إمارتية جوية على موقع للجيش في مدخل مدينة عدن الخميس 29 أغسطس 2019 ]

نفذت الإمارات جريمة بشعة بحق القوات الحكومية أمس الخميس، في غارات جوية غادرة، مما أثار غضب اليمنيين والذي أطلقوا دعوات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها طرد الإمارات من اليمن وتوثيق الجرائم المرتكبة بحق اليمنيين لرفع دعوات جنائية في المحاكم الدولية.
 
وأعلنت الإمارات تبنيها قصف جوي قوات الجيش الوطني في غارات جوية شنتها في محافظتي عدن وأبين خلال الساعات الماضية وأمس الأربعاء، وأسفرت عن مقتل وإصابة 300 جندي بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.
 
وقالت الخارجية الإماراتية في بيان لها "إنها شنت غارات بتاريخ 28، 29 أغسطس 2019 في عدن وأبين بناء على معلومات ميدانية بأن هناك مليشيات تستهدف عناصر التحالف" في إشارة إلى قوات الجيش الوطني والذي وصفها البيان بأنها "مجاميع مسلحة تقودها عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية".

 [إقرا أيضاً.. الغارديان: الضربات الجوية "الاماراتية" ضد القوات حكومية تهدد بفتح جبهات جديدة وتعقد الصراع]

وأعلنت زارة الدفاع "إن القصف الإماراتي، أسفر عن سقوط أكثر من 300 شهيدا وجريحا من أبناء القوات المسلحة وعدد من المدنيين في العاصمة المؤقتة عدن وضواحيها ومدينة زنجبار في محافظة أبين (جنوب اليمن)".
 
أين السعودية؟

ففي الوقت الذي اعترفت الإمارات بتنفيذ القصف الذي استهدف الجيش، صمتت السعودية ولم تتخذ أي موقف من السلوك العدائي لأبو ظبي باعتبارها من تقود التحالف العربي لإعادة الشرعية، في ظل تساؤلات كبيرة يضعها اليمنيون عن دور الرياض في عملية إنهاك الشرعية.
 
وطالب الرئيس هادي – في بيان مساء الخميس - السعودية بضرورة التدخل لإيقاف التدخل السافر للإمارات في اليمن من خلال دعم تلك المليشيات واستخدام القصف الجوي ضد قوات الجيش الوطني.
 
ووصف المعركة التي يقوم بها الجيش الوطني ضد مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيا في عدن وأبين وشبوة، بـ"المصيرية"، مؤكدا انها "معركة الدفاع عن وحدة وسلامة واستقرار وطن الأجداد، ومستقبل الأحفاد في اليمن الاتحادي العادل".
 
وقال الرئيس هادي "لا يمكن أن تكون حاجتنا لأشقائنا في معركة العرب ضد إيران، مدخلاً لتقسيم بلدنا، أو التفريط بشبر واحد من أراضيه الطاهرة، فكرامتنا وحياتنا في صون أرضنا، والدفاع عنها وعن سيادتها".
 
وأضاف " لم ترهبنا أسلحة وترسانة إيران وميلشياتها وكذلك لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين أرضنا (الإمارات)، وسنستعيد العاصمة المؤقتة عدن، ونبسط نفوذ الدولة فيها".
 
الإمارات وكذبة الإرهاب

ووصفت الإمارات في بيانها قوات الجيش بانه "جماعات إرهابية"، بعد تعرض الميلشيات التابعة لها لهزيمة كبيرة خلال الأيام الماضية في محافظات شبوة وأبين وعدن، وكانت قوات الجيش تعتزم اكمال السيطرة على مدينة عدن بعد وصولها إلى مداخل المدينة مساء الأربعاء، قبل ان تتدخل "أبو ظبي" بالقصف لإنقاذ ميلشياتها.

 [للمزيد إقرأ أيضا.. ناشطون يمنيون يطلقون عريضة للمطالبة بطرد الإمارات من اليمن]

وقال الباحث عبد الناصر المودع "بإن تصنيف الجيش اليمني بأنهم إرهابيين، استهتار بحياة الناس حيث هدفت إلى قتل أكبر قدر ممكن منهم وهذه أقرب إلى جريمة الحرب" مشيرا "ان من أمر بهذه الجريمة تعامل باحتقار مع الشعب اليمني".
 
من جانبه اعتبر الصحفي عدنان هاشم "أن بيان الإمارات يقول إن السعودية تدعم الإرهابيين في اليمن، بمعنى أخر السعودية إرهابية وجيشها إرهابي، هذه الرؤية الإماراتية جاءت مع رحلة الصيد إلى طهران".

أما المحامي محمد المسوري وصف بيان الإمارات بـ "الهزيل المرتعش" وقال "تقول -أي الامارات - بأنها استهدفت جماعات إرهابية" متسائلا: أصبحت الشرعية التي جاء التحالف لإعادتها جماعات إرهابية؟

وأضاف - في تغريدة بحسابة في "تويتر"- "الإمارات تتهم المملكة العربية السعودية بأنها لم تشكل التحالف لدعم الشرعية وإنما لدعم جماعات إرهابية، وهذا معنى بيان الإمارات".
 
وقاحة "أبو ظبي"

وأثار سلوك "أبو ظبي" المعادي لليمن والداعم لعملية التقسيم شرارة غضب واسعة لم تقتصر على الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي فقط، حيث تحدث مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين بلغة حادة تجاه الإمارات، والتي وصفت بـ "الدولة المارقة"..

وقال الملحق الإعلامي بالسفارة اليمنية في الرياض عارف أبو حاتم "بلغت وقاحة الامارات أن بيان خارجيتها يوصف جيش الجمهورية اليمنية بالإرهابيين ويقصفهم أربع مرات متتالية ويقتل منهم المئات".

وأضاف - في تغريدة بحسابة على موقع "تويتر"- إذا الجيش ارهابي فرئيسه أيضاً إرهابي، وهذا يعني بالضرورة أن التحالف يقتال في اليمن مع ارهابيين وأن المملكة تستضيف إرهابيين.

 [إقرأ أيضا... اعلاميان يمنيان يستقيلان من عملهما في قناتين اماراتيتين]

من جانبه قال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي "أن بيان خارجية الإمارات فيه سلسلة من الأكاذيب والمغالطات التي لم تعد تنطلي على أحد من أبناء الشعب اليمني والغريب انه يتهم الجيش اليمني انه مجاميع إرهابية هل يعقل أن هذا الجيش الذي يدعمه التحالف منذ خمس سنوات هو مجاميع إرهابية".
 
ولفت الرحبي "أن أبو ظبي تعيش حالة تخبط واضح" مشيرا "أن هم ما في البيان هو الاعتراف بجريمة القصف". ويعد الاعتراف بالجريمة وثيقة مهمة لتثبيت الجريمة بدولة الإمارات، ضمن ملف حقوقي يرصد الجرائم المرتكبة تمهيدا لتقديمها للمحاكمة.
 
ملاحقة الإمارات دولياً
 
يرى كثير من الناشطين الحقوقيين في اليمن، أن اعتراف الامارات بجريمة قصف قوات الجيش، سيكون مستقبلاً لصالح الدولة اليمنية في طريقة التعامل معها كدولة معادية، وتقديم ملفات كافة الجرائم المرتكبة إلى مجلس حقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بقصف المدنيين والاغتيالات والتعذيب في السجون.
 
وقال الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي "الامارات ترتكب جرائم متسلسلة ضد اليمن ارضا ودولة وحكومة وشعب لأكثر من أربع سنوات تحت غطاء تحالف دعم الشرعية" مضيفا "والان كشرت عن انيابها بعد انهزام مشروعها في عدن وتدخلت بعنجهية وغطرسة تكشف حقيقتها".
 
من جانبه قال الإعلامي بشير الحارثي "سنلاحق الامارات دولياً في مجلس حقوق الانسان والبداية في شهر سبتمبر القادم في جنيف وسنكون حاضرين وكل ملفات الامارات الارهابية موثقة بالصوت والصورة ابتداء من السجون والتعذيب والاغتيالات وليس انتهاء بضربات الطيران ودعم الجماعات الارهابية داعش والقاعدة".
 
بالتزامن مع ذلك أطلق ناشطون يمنيون، عريضة توقيع؛ للمطالبة بطرد الإمارات وتشكيلاتها العسكرية وغير العسكرية من أراضيهم. وقال الناشطون "إن الإمارات قد ألحقت بمجتمعنا واستقرارنا أضرارا بالغة، وصلت حد تقسيم اليمن إلى دويلات، وزراعة الميليشيات المسلحة في أغلب الأراضي المحررة".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر