"لا دليل على وجود مركز قيادة".. صحيفة عبرية: السنوار أوقف اتصالاته بالوسطاء رداً على اقتحام مجمع الشفاء

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، إن قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، أوقف اتصالاته بالوسطاء، احتجاجاً على اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبّي، الأمر الذي قد يعقّد إبرام صفقة تبادل أسرى، بحسب الصحيفة الإسرائيلية التي لم تذكر مصدر معلوماتها.
 
وكتب مراسل الشؤون العسكرية والأمنية في الصحيفة، يوسي يشواع، أنه "مع تزايد التقارير عن تقدّم في المفاوضات حول صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح عدد محدود من المختطفين والمختطفات، تتزايد معها أيضاً علامات الاستفهام حول جدواها".
 
وأضاف، "لا ينبغي في أي حال من الأحوال التقليل من أهمية عودة كل واحدة وواحد من الإسرائيليات والإسرائيليين إلى ديارهم (نحن نتحدث في هذه المرحلة عن النساء والأطفال)، لكن إسرائيل دخلت المعركة، معلنة أن الوضع لن يعود كما السابق، ومثل هذه الصفقة يمكن أن تحوّل هذا الالتزام إلى حبر على ورق".
 
وأضاف يشواع أن "المستوى السياسي (الإسرائيلي) يدرك جيداً وجود ثغرات في الصفقة، لكن الاتجاه هو قبولها من أجل منح الجمهور الصورة التي يتمناها".
 
ويعتقد جيش الاحتلال الاسرائيلي وجهاز "الشاباك" أن هذه خطوة خاطئة، بحسب يشواع الذي يضيف أنه "بعد إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح من الأسهل بكثير التشكيك في موقفهما. كذلك إن معرفة الصف الذي ستقف فيه معظم وسائل الإعلام (الإسرائيلية) ستجعل الحياة أسهل قليلاً بالنسبة إلى المستوى السياسي".
 
وعن سير الصفقة، قال يشواع: "يمكن فهم عيوب الصفقة المحتملة من خلال التعامل غير الممكن مع الشخص الذي يتلاعب في عقول الإسرائيليين"، قاصداً السنوار.
 
وتابع: "يمكننا أن نكشف هذا الصباح أن يحيى السنوار اختفى بكل بساطة في اليوم الأخير. وقال للوسطاء القطريين إنه طالما بقي الجيش الإسرائيلي يعمل في مستشفى الشفاء، فإنه لا يستطيع التفاوض مع إسرائيل، ولهذا السبب لم يُحرَز أي تقدم خلال هذه الفترة الزمنية".
 
ويصف يشواع تفاصيل الصفقة المرتقبة "بأنها مشكلة تكتيكية"، مهاجماً السنوار، وواصفاً طريقته بالتفاوض بأنها "محاولة مثيرة للاشمئزاز للتلاعب بأعصاب المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأ الأمر بالتغيّر المتكرر في أعداد المختطفين والمختطفات، الذين سيُطلق سراحهم: في البداية كان هناك حديث عن 100، ثم انخفضنا إلى 80، وأمس وصلنا إلى 50 فقط".
 
وفي المقابل، من المفترض أن "يوقف الجيش الإسرائيلي القتال لمدة خمسة أيام، وهو وقت أكثر من كافٍ بالنسبة إلى حماس لالتقاط أنفاسها وإعادة تجميع صفوفها. وكما أظهرت التجارب السابقة، فإن التوقف عن القتال فيما توجد قواتنا في عمق قطاع غزة، فإن هذا لا يضمن أمنهم"، بحسب يشواع.
 
وتابع المراسل انتقاد تفاصيل الصفقة، التي لم يذكر مصدر حصوله عليها، قائلاً: "لم يكن ذلك كافياً، فقد قدّم السنوار مطلباً لا يصدّق، هو إطلاق سراح المختطفين والمختطفات على دفعات يومية. بمعنى آخر، يمكن للسنوار بإرادته الشخصية أن يطلق سراح عشرة (محتجزين)، وبإرادته أن يوقف إطلاق سراحهم لعدم رضاهم عن شيء ما، لعلمه أن الجيش الإسرائيلي لن يسارع في العودة إلى عملياته، وفي غضون ذلك، سيجنّ جنون العائلات، وبعدهم الجمهور (الإسرائيلي). والأكثر إثارة للدهشة من هذا الطلب المثير للغضب، أن إسرائيل مستعدة حتى الآن لقبوله (أي الطلب الذي تدعيه الصحيفة)".
 
"لا دليل على وجود مركز قيادة لحماس في الشفاء"
 
وينتقل المراسل إلى اقتحام مجمع الشفاء الطبي في غزة، عازياً اقتحامه إلى عدم تقدم المفاوضات "طالما لا يوجد أي تقدّم، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل الاندفاع إلى الأمام، حيث كانت النقطة المحورية بالأمس هي مستشفى الشفاء ومحاولة اجتثاث وسائل القيادة والسيطرة التابعة لحماس من هناك".
 
ويتابع بأن الواقع جاء مخالفاً للادعاءات الإسرائيلية "تبين أن الشيطان (في إشارة إلى تصوير إسرائيل للمستشفى على أنها مركز لقيادة حماس)، ليس بالفظاعة التي أخافونا منها طوال العشرين عاماً الماضية، وكان كافياً القيام بعملية حذرة وذكية لتسجيل إنجاز مهم (في المعركة)".
 
واعترف يشواع بأنه "لا بد من القول باستقامة إنه لم يُعثَر حتى الآن على أي مركز قيادة استثنائي لحماس، ولا يوجد أي دليل على وجود مجمّع تحت الأرض. ونظراً لأن الأميركيين قدموا دعماً قوياً للعملية في الشفاء، فإن النشاط يجب أن يستمر".
 
وأشار إلى أن وحدة (شيلداغ) التي قادت عملية الاقتحام تعاملت مع 10 بالمائة من مجمّع الشفاء "وواجهت مقاومة بسيطة نسبياً"، ما يدل، برأيه، على أن حركة حماس تتخلى عن المعارك في الأوضاع التي لا تخدمها وتركّز في الجنوب (جنوب القطاع)، "حيث لم يصل الجيش الإسرائيلي بعد، ولكن كما سيتضح على الفور، فإنه في طريقه" إلى هناك.
 
ويستدل يشواع بما قاله قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال يارون فينكلمان، أمس الأربعاء، "سنواصل وسنتقدّم في ضوء خططنا العملياتية"، في إشارة إلى أمرين: "الأول هو التقدّم جنوباً، وهو ما تم إبلاغ سكان الجانب الشرقي من خان يونس به من خلال منشورات تطالبهم بالإخلاء، والثاني هو الهجوم الممنهج على مدينة حماس تحت الأرض، الأمر الذي سيجبر حماس على الصعود فوق الأرض، ويفرض المزيد من الضغط" على المقاومين "المتحصنين في الجنوب"، كما يقول.
 
لكن، كل هذا، "معرّض لخطر التجميد"، برأي المراسل "إذا قُبِلَت الصفقة التي يدور الحديث عنها، ويدّعي مؤيدوها أنْ لا يوجد أي خيار، وأنّ من الصحيح أخلاقياً إطلاق سراح الأطفال والنساء على الأقل، على الفور".
 
وأشار الكاتب إلى أن "المعارضين (للصفقة) يدّعون أن الجيش الإسرائيلي يوجد في زخم هجومي، وأن حماس تحت الضغط، والسنوار هو من يريد الصفقة، لذلك ليس من الصواب التوقف بل الاستمرار في الضغط عسكرياً للتوصل إلى صفقة شاملة. ومن جهة أخرى، إن ترك إسرائيليين وإسرائيليات في الأسر، بمن فيهم الجنود، سيكون حدثاً يمكن أن يمزّق الشعب ويثير غضب عائلات المواطنين والجنود على حد سواء".
 
وخلص الكاتب إلى أنهم "في الجيش، يعرفون جيداً إلى من ينظر أهالي الجنود والمجندات الآن. وهذا لن يمنع أصحاب القرار من تسويق أي صفقة يجري قبولها، حتى لو كانت جزئية، على أنها نجاح باهر".

(العربي الجديد)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر