واشنطن بوست: كيف أدت القيود الإسرائيلية على المساعدات لغزة إلى حافة المجاعة؟

[ عبور 3 قوافل مساعدات إلى غزة (الأناضول) ]

قالت صحيفة الواشنطن بوست إن القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية قد أدت إلى دفع قطاع غزة إلى حافة المجاعة، مشيرة إلى أن إسرائيل ولعدة أشهر، قاومت ضغوط واشنطن للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حتى مع اعتمادها على القنابل الأمريكية والدعم الدبلوماسي لتنفيذ حملتها العسكرية العقابية هناك.

واستغرب تقرير للصحيفة قيام الولايات المتحدة بإسقاط 38 ألف وجبة طعام جواً على غزة يوم السبت– في الوقت الذي يعد القطاع منطقة لا تسيطر عليها قوة أجنبية معادية، بل يسيطر عليها أحد أقرب حلفائها ،في إشارة إلى اسرائيل.

ووفق التقرير، كان المشهد الرائع لحزم المساعدات الأمريكية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع هو أوضح مثال حتى الآن على الخلاف الذي تزايد بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية بشأن حرب غزة . 

وقال بأن مأساة قافلة المساعدات التي وقعت يوم الخميس - والتي قُتل فيها أكثر من 100 شخص وجُرح 700 آخرين في مدينة غزة، - سلطت الضوء على يأس المدنيين في قطاع غزة ، الذي يندفع نحو مجاعة يقول مسؤولون إنسانيون إنها من صنع إسرائيل إلى حد كبير. 

ويشيرون إلى القيود التي فرضتها إسرائيل على نقاط الدخول البرية للمساعدات؛ وعملية تفتيش إسرائيلية مرهقة ومربكة؛ ضمن الجهود الإسرائيلية لتقويض الأمم المتحدة؛ بالاضافة الى استهدافها لشرطة غزة التي كانت ذات يوم تحمي بعثات المساعدات.
 
وذكرت الصحيفة أن الادعاءات بأن إسرائيل تعرقل عمدا دخول المساعدات إلى غزة هي جوهر قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. ولم تحكم المحكمة في لاهاي في مسألة الإبادة الجماعية، لكنها أمرت في أواخر يناير/كانون الثاني إسرائيل "باتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها".

ومع ذلك، لم تصل أي مساعدات تقريباً إلى الشمال، حيث تعيش بعض الأسر على العشب وعلف الحيوانات. وقد توفي ما لا يقل عن 15 طفلاً بسبب سوء التغذية، وفقاً للسلطات الصحية المحلية.

وبينما تسيطر مصر وسلطة حدود غزة التي تديرها حماس اسمياً على رفح، مارست إسرائيل فعلياً فيتو عسكري على ما يدخل ويخرج، وقصفت المعبر في مناسبات متعددة في وقت مبكر من الحرب.

كما واجهت مقدمي المساعدات مجموعة من التحديات اللوجستية منذ البداية. فقد تم بناء معبر رفح ليكون نقطة عبور للناس وليس للبضائع. ويقع في شمال سيناء، وهي منطقة عسكرية حساسة حيث تواصل مصر الحد من وجود موظفي الأمم المتحدة، وفقًا لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة موضوع حساس.

وقد رفض المسؤولون الإسرائيليون غالبية طلبات وكالات الإغاثة لتقديم المساعدة إلى الشمال. ولم تصل أي قافلة تابعة للأونروا إلى هذا الجزء من الجيب منذ 23 يناير/كانون الثاني. 

ويواجه جميع سكان غزة تقريباً مستويات أزمة الجوع. وفي الشمال، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 300 ألف شخص ما زالوا هناك، كان حوالي 16 بالمائة من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد اعتباراً من يناير/كانون الثاني، حسبما أفادت الأمم المتحدة، مشيرة إلى معدل "غير مسبوق" من التدهور في الوضع التغذوي لسكان غزة.

وبحسب الواشنطن بوست، يصر القادة الإسرائيليون على المضي قدماً في حربهم ضد حماس، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار. إذ تقول منظمات الإغاثة إن وقف الأعمال العدائية هو السبيل الفعال الوحيد لتخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين في غزة.

لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض مراراً وتكراراً ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وحتى مع تكثيف إدارة بايدن ضغوطها العلنية على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، فقد امتنعت حتى الآن عن التهديد بحجب المساعدات العسكرية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر