روسيا تحبط هجمات داخل مدينة خيرسون ووضع حرج للقوات الأوكرانية بمدينة دونيتسك

قالت روسيا والسلطات الموالية لها إنهما أحبطتا هجمات أوكرانية على مدينة خيرسون (جنوب شرقي أوكرانيا) وعلى قرى في مقاطعة خيرسون، في حين قالت مصادر أوكرانية لصحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية إن الوضع في مدينة باخموت الإستراتيجية في مقاطعة دونيتسك (جنوب شرقي البلاد) هش للغاية، مع ضغط القوات الروسية ومرتزقة فاغنر لقطع الإمدادات عن القوات الأوكرانية في المدينة. 

  

وذكرت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية أحبطت هجمات أوكرانية على قرى في مقاطعة خيرسون. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات بلاده نفذت ضربات صاروخية على وحدات واحتياطات الجيش الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق). 

  

وقالت سلطات مقاطعة خيرسون (الموالية لروسيا) إنها قضت على مجموعة وصفتها بالتخريبية وسط المدينة، مساء أمس السبت، وقالت سلطات المقاطعة إن العملية تمت من دون خسائر مادية جسيمة أو بشرية في صفوف القوات الروسية أو المدنيين، وإن القوات الروسية تسيطر على أراضي مقاطعة ومدينة خيرسون بشكل كامل. 

  

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خسائر القوات الأوكرانية في محور ميكولايف (جنوب غرب) -غير بعيد عن خيرسون- بلغت أكثر من 180 عسكريا في يوم واحد. 

  

 جبهة باخموت 

وفي جبهة إقليم دونباس، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر أوكرانية قولها إن الوضع بمدينة باخموت أصبح هشا للغاية، مع ضغط القوات الروسية ومرتزقة فاغنر من الجبهة الشرقية والجنوبية الشرقية لقطع الإمدادات عن القوات الأوكرانية في باخموت. 

  

وأصبحت باخموت مركز اهتمام للقوات الروسية، إذ تحقق تقدما بطيئا تجاه المدينة الإستراتيجية، وذلك بعدما سيطرت موسكو على مدينة ليسيتشانسك أوائل يوليو/تموز الماضي، وهي ثالث أكبر مدينة في مقاطعة لوغانسك بعد العاصمة لوغانسك ومدينة سيفيرودونيتسك. 

  

وتشكل مقاطعتا لوغانسك ودونيتسك إقليم دونباس الحدودي مع روسيا، الذي سيطرت القوات الروسية وقوات الانفصاليين الموالين لها على الجزء الأكبر منه. 

  

  

ويأتي تقدم القوات الروسية باتجاه باخموت في ظل تراجعها في مقاطعة خاركيف (شمال دونيتسك)، إذ استعادت القوات الأوكرانية عشرات القرى وآلاف الكيلومترات في المقاطعة، كانت بيد موسكو. 

  

  

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن جنود أوكرانيين في جبهة القتال حول مدينة باخموت أن القوات الروسية مكونة أساسا من مرتزقة شركة فاغنز، وهي شركة أمنية خاصة مقربة من الكرملين. 

  

الجنرال ميلي 

من جانب آخر، دعا رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي لليقظة والاستعداد لأي تحركات روسية، وأضاف المسؤول العسكري الأميركي أنه ليس واضحا كيف سترد روسيا على تراجعها في المعارك مع أوكرانيا، وصرحت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بأن بلادها ستواصل دعم أوكرانيا إلى أن تقرر روسيا وقف هجومها، وسحب قواتها من أوكرانيا. 

  

وقالت غرينفيلد إن الولايات المتحدة ستعمل على عزل روسيا وإدانتها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي؛ مشيرة إلى أنه لا يمكن تغيير حقيقة أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، لكن يمكن عزلها، حسب تعبيرها. 

  

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن واشنطن واثقة من مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا للمضي قدما في المعركة، وإن احتياجاتها تقع في الصدارة، وأضاف المتحدث باسم البنتاغون إن المساعدات الأمنية لأوكرانيا بلغت أكثر من 15 مليار دولار منذ بداية الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي. 

  

في المقابل، قالت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة إن تزويد الغرب كييف بالمدفعية بعيدة المدى يجعله "شريكا في جرائم النازيين الأوكرانيين". 

  

تشكيك روسي 

وبشأن الاتهامات الأوكرانية للقوات الروسية بتعذيب قتلى -أغلبهم مدنيون- وضعوا في مقابر جماعية في بلدة إيزيوم (شرقي أوكرانيا) قبل الانسحاب منها قبل أيام، قال عضو مجلس الدوما الروسي (البرلمان) نيكولاي نوفيتشكوف للجزيرة إنه يشكك في مصداقية الصور التي تظهر وجود مقابر جماعية في أوكرانيا، مشددا على أن بلاده تؤيد إجراء "تحقيق محايد تشارك فيه دول غير غربية بشأن المقابر الجماعية". 

  

وكان رئيس الإدارة المتحالفة مع روسيا -التي تركت منطقة إيزيوم هذا الشهر- اتهم الأوكرانيين بتلفيق الفظائع في مدينة إيزيوم. وقال فيتالي جانتشيف لمحطة "روسيا-24" التلفزيونية الرسمية "لم أسمع أي شيء عن عمليات دفن". 

  

ووصف المستشار في وزارة الدفاع الأوكرانية سيرهي كوزان نفي روسيا وجود مقابر جماعية في إيزيوم بغير الإنساني، وأضاف في تصريح للجزيرة أن وجود تلك المقابر "يثبت أن روسيا دولة إرهابية". 

  

  

تجدر الإشارة إلى أن روسيا أطلقت حربها على أوكرانيا بدعوى نزع سلاح كييف وحماية المواطنين في إقليم دونباس، وتبع ذلك رفض دولي للحرب وفرض الدول الغربية عقوبات مشددة على موسكون، التي تشترط لإنهاء الحرب تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده أوكرانيا تدخلا في سيادتها. 

  

(الجزيرة) 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر