207 قتلى على الأقل في اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق في أحد الفصح في سريلانكا

قتل 207 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 450 آخرين بينهم 35 أجنبيا الأحد في ثمانية اعتداءات استهدفت فنادق فخمة وكنائس حيث اقيمت قداديس بمناسبة عيد الفصح في سريلانكا.
 
وقال الناطق باسم الشرطة أن هذه الحصيلة تأخذ في الاعتبار ضحايا الانفجارات الثمانية التي وقعت في الجزيرة.
 
ويعتقد أن انتحاريين نفذوا اثنين من الاعتداءات.
 
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، إلا أن الحكومة أعلنت اعتقال ثمانية أشخاص وأنه يجري تحقيق في ما إذا كانت لهم "علاقات خارجية".
 
وأعلنت السلطات السريلانكية منعا للتجول فورا وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر "أنباء غير صحيحة وكاذبة" بعد التفجيرات، في البلد الذي يعد سكانه 21 مليون نسمة.
 
وهذه الاعتداءات هي الأعنف منذ في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات.
 
وفي تسجيل فيديو في واحدة من الكنائس التي استهدفت، يظهر العديد من الجثث بينما يغطي الأرض حطام وبقع دماء. وأدى الانفجار إلى انهيار أجزاء من السقف.
 
ووقعت ثمانية انفجارات في هذه الجزيرة التي تعد وجهة مهمة للسياح الأجانب، ستة منها في الصباح وانفجاران بعد الظهر.
 
وذكرت الشرطة أن بين القتلى 35 أجنبيا على الاقل بينهم بريطانيون وهولنديون وبرتغاليون وصينيون وأميركيون.
 
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان "نؤكد أن العديد من المواطنين الاميركيين بين القتلى".
 
وفي لندن ذكرت المتحدثة باسم مكتب الخارجية والكومنولث أن بين القتلى بريطانيين.
 
وصرحت "نستطيع التأكيد أن مواطنين بريطانيين بين القتلى في الهجمات الفظيعة التي وقعت اليوم في سريلانكا".
 
ودان رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه "الهجمات الجبانة" ودعا البلاد إلى "الوحدة". ودعا اسقف كولومبو من جهته، إلى معاقبة المسؤولين عن الهجمات "بلا شفقة".
 
- "محاولة منسقة" -
 
في كولومبو استهدفت التفجيرات ثلاثة فنادق فخمة مطلة على البحر وكنيسة، ما أدى إلى مقتل 64 شخصا على الأقل، كما كان ذكر مصدر في الشرطة في وقت سابق.
 
وفي بلدة نيغومبو الواقعة في شمال كولومبو، قتل 67 شخصا في كنيسة سان سيباستيان و25 آخرون في كنيسة باتيكالوا المدينة الواقع بشرق البلاد، بسحب المصدر.
 
وبعد ساعات، وقع انفجاران آخران في ضاحيني ديهيوالا حيث قتل شخصان على الاقل في انفجار في فندق رابع، وفي أوروغوداواتا قام انتحاري بتفجير نفسه ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين، خلال عملية بحث في منزل.
 
ومن إيران إلى بريطانيا، صدرت دعوات إلى التسامح والحرية الدينية ومكافحة الإرهاب.
 
وكان قائد الشرطة الوطنية بوجوث جاياسوندارا حذر قبل عشرة أيام من أن حركة إسلامية تدعى "جماعة التوحيد الوطني" تخطط "لهجمات انتحارية على كنائس مهمة وعلى المفوضية العليا الهندية".
 
وكانت هذه الجماعة عرفت العام الماضي بسبب أعمال تخريب طالت تماثيل بوذية.
 
وفي وقت لاحق الأحد أقر ويكريميسينغه بوجود "معلومات" عن هجمات محتملة، وأنه "يجب أن نحقق كذلك في سبب عدم اتخاذ احتياطات كافية".
 
إلا أنه اكد أن أولوية الحكومة الأولى ستكون "اعتقال الإرهابيين".
 
وتابع "أولا وقبل كل شيء علينا أن نضمن أن لا يرفع الإرهاب رأسه في سريلانكا".
 
- "حالة فوضى" -
 
وقعت الهجمات الأولى التي أعلن عنها في كنيسة القديس انطونيوس في كولومبو وفي كنيسة نيغومبو.
 
وكتبت كنيسة سان سيباستيان في نيغومبو على صفحتها على فيسبوك "اعتداء على كنيستنا نرجوكم أن تساعدونا. ندعوكم إلى المجيء لمساعدتنا إذا كان أفراد من عائلتكم هنا".
 
في فندق "سينامون غراند" الفخم فجر انتحاري نفسه بين نزلاء كانوا مصطفين لدخول مطعم في المبنى في عيد الفصح. وقال موظف لفرانس برس إن الانتحاري "ذهب إلى أول الصف وقام بتفجير نفسه".
 
وأضاف أن "بين الذين قتلوا على الفور مديرا (في الفندق) كان يستقبل الزبائن".
 
ووصف الوضع بأنه "فوضى كاملة"، بينما ذكر مسؤولون آخرون في الفندق أن الانتحاري مواطن سريلانكي استأجر غرفة منذ السبت.
 
وفي فندق شانغري لا القريب، لاحظ مصور فرانس برس أضرارا كبيرة في مطعم في الطابق الثاني. فقد كسر زجاج نوافذه بينما تدلت أسلاك الكهرباء من سقفه.
 
من جهته، كتب وزير الإصلاحات الاقتصادية هارشا دي سيلفا في تغريدة "اجتماع طارىء خلال دقائق وعمليات الانقاذ جارية". وتحدث عن "مشاهد رعب" في كنيسة القديس انطونيوس وفندقين استهدفا وقام بتفقدهما.
 
وكتب على تويتر "رأيت أشلاء مبعثرة في كل مكان"، مشيرا إلى سقوط "العديد من الضحايا بينهم أجانب". وناشد المواطنين "أرجوكم حافظوا على هدوئكم وابقوا في الداخل".
 
وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين.
 
ويعتبر الكاثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية.
 
غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009.
 
وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 بين 80 ألفا ومئة ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة.
 

المصدر: فرانس برس

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر