الأخبار

إضرابات واحتجاجات غاضبة.. هذه تفاصيل القرارات الحوثية التعسفية ضد مصدري الرمان في صعدة

تقارير | 7 أغسطس, 2024 - 7:13 م

يمن شباب نت- خاص

image

لم تكد مصانع المياه المعدنية تعلق إضرابها قبل أسبوعين ضد قرارات تعسفية حوثية بفرض جبايات جديدة عليها تزيد عشرين ضعفا عما تجبيه باسم القانون، حتى التحقت نقابات أخرى بالإضرابات المناهضة لسياسة الجبايات التي تنتهجها مليشيات الحوثي الإرهابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن.

لا تقتصر الإضرابات والاحتجاجات على صنعاء، بل امتدت إلى عمق صعدة، حيث يظن الحوثي أنها حصنه الآمن ومعقله المنيع، وجاءت الإضرابات هناك من الفئة الزراعية من القبائل التي كانت تعتمد عليها المليشيات المدعومة من إيران في التجنيد، باعتبارها المعقل الرئيس لها.

ومنذ أيام ينظم مصدرو الفواكه إضرابا شاملا ومفتوحا عن التصدير إلى الخارج رفضا لقرارات حوثية تهيمن على سوق المنتجات الزراعية. وقالت مصادر خاصة لـ"يمن شباب نت"، إن أكثر من 60 مصدرا زراعيا لفاكهة الرمان، دخلوا في إضراب مفتوح عن التصدير رفضا لسلسلة قرارات أصدرتها المليشيا الحوثية لصالحها باسم مكتب الزراعة في محافظة صعدة.

قرارات تستهدف قطاع الزراعة

مع بداية موسم جني محصول الرمان وتصديره إلى الخارج في يوليو الماضي، أصدر مدير مكتب الزراعة التابع لمليشيات الحوثي في صعدة المدعو زكريا المتوكل، سلسلة من القرارات التعسفية المدمرة لقطاع الزراعة تشمل إلغاء عشرات المؤسسات التجارية الخاصة التي تعمل في تصدير الرمان.

كما تشمل منع البيع والشراء من المواطنين إلا عبر سوق تجاري واحد يمتلك حصة فيه، تسليم 4% من قيمة الرمان للسوق الذي يساهم فيه، حظر أي تصدير خارج ذلك السوق، إجبار التجار على شراء كراتين جديدة من مصنع جديد، بأشكال جديدة تكبد التجار خسائر تزيد ضعفين عن الكراتين القديمة.

وتحتل محافظة صعدة المركز الأول في زراعة الرمان بين المحافظات اليمنية، حيث يبلغ عدد أشجار الرمان بالمحافظة مليوني شجرة، وتقدر المساحة المزروعة بالرمان (1618) هكتار، وكمية الإنتاج تصل الى 100 ألف طن، وفق أحدث إحصائية.

وقال مزارعون وناقلون وتجار إن المؤسسات التجارية المعنية بالتصدير اتفقت على إضراب شامل رفضا لتلك القرارات حتى التراجع عنها. واعتبر المصدرون تلك القرارات غير قانونية، ومن ناحية ثانية عشوائية تكبد المزارعين والمصدرين خسائر باهظة، وتتحكم بالسوق، وتفرض جبايات بدون وجه حق بمبالغ باهظة لصالح مسؤول حوثي يريد تحويل التصدير إلى صالحه.

وأثار امتناع المصدرين عن الخضوع للقرارات كسادا كبيرا في سوق الرمان، وتشير مصادر زراعية وتجارية عدة تحدثت ليمن شباب نت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي إلى خسارة في قيمة الرمان تصل إلى 50% على الأقل.

وبحسب المصادر تراجع سعر السلة الرمان من 18 ألف إلى ثمانية آلاف ريال بالطبعة القديمة جراء تكدس الرمان في أسواق مزارع صعدة. وقال أحد المزارعين لـ"يمن شباب نت"، إنه كان ينتج كل سنة محصولا وفيرا من الرمان لكن الإجراءات الحوثية المتجددة كل سنة بحق المزارعين دفعته للتخلي عن زراعة الرمان والتصدير.

قال تجار آخرون على وسائل التواصل إنهم يفكرون جديا بالتوقف عن زراعة الرمان أيضا في المواسم المقبلة بعد الخسارات التي تكبدوها هذا الموسم أيضا.

تصاعد الضغط الشعبي

على وسائل التواصل الاجتماعي نشر المزارعون والتجار والمتضررون وحتى المستهلكون منشورات غاضبة ضد الحوثيين، واحتشد العشرات من المزارعين يتعهدون برفض كل القرارات الحوثية المتعلقة بالسيطرة على تصدير الرمان وتسويقها وبيعها محليا لصالح "شركة وهمية" حوثية تدعى جمعية ثمار صعدة، يشارك ويساهم فيها القيادي الحوثي زكريا المتوكل.

وفي سياق الغضب الشعبي من القرارات الحوثية بث ناشطون مقطعا لمزارعين مع مسؤول حوثي في صعدة يعمل وكيلا للمحافظة يتحدثون فيه عن أن المليشيا الحوثية تريد مبالغ بمئات الدولارات وقد تصل إلى 2000 دولار عن كل شحنة مصدرة من المزارع.

في ضوء الغضب الشعبي المتصاعد والإضراب المستمر، التقى القيادي الحوثي المدعو أبوزيد الطاووس الذي يعمل مدير أمن محافظة صعدة لدى المليشيا بالمزارعين وطلب مهلة تنتهي يوم الأربعاء في مسعى منه لإنهاء الإضراب الذي ينظمه المصدرون، وأنه سيسعى لدى مكتب الزراعة وزكريا المتوكل للوصول إلى حل بشأن تلك القرارات التي عطلت التصدير وكبدت المزارعين خسائر فادحة.

لا ثقة بالحلول المؤقتة

وقال مزارعون ومصادر مطلعة في صعدة إن الاجتماعات مع القيادات الحوثية لم تؤد إلى نتيجة، وأنه لا ثقة بهم، موضحين أنهم التقوا في وقت سابق بمحافظ صعدة الحوثي ويدعى محمد جابر وعدد من وكلاء المحافظة منتصف الأسبوع الجاري، ووعدوهم بالتراجع عن تلك القرارات، لكنهم تجاهلوا كل تلك الوعود بإزالة عراقيل التصدير التي افتعلها زكريا المتوكل، وغيره.

وقال أحد المصادر لـ"يمن شباب نت" إن ما يقوم به المدعو زكريا المتوكل يلقى دعما من القيادات العليا في مليشيا الحوثي، مشددا على أن لا خيار أمام المزارعين والتجار سوى المقاومة السلمية لانتزاع حقوقهم، المشروعة عبر الإضرابات والتظاهرات والطرق المشروعة.

اشتكى عدد من التجار والمزارعين من أن مليشيا الحوثي تسعى بإصرار لتدمير القطاع الزراعي في صعدة أحد أهم مصادر العمل والدخل في المحافظة لصالح بناء شبكة اقتصادية حوثية جديدة تقوم على منطق القوة وليس منطق السوق والمنافسة.

وخلال السنوات الماضية، استهدفت مليشيات الحوثي مختلف القطاعات التجارية ضمن مخطط واضح للسيطرة على القطاع الخاص والسواق التجاري، من خلال استهداف المنشآت والشركات التجارية والتضييق على التجار وإنشاء شركات تابعة لها.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024