الأخبار

حصار وقتل وإخلاء مستشفيات شمال غزة.. إبادة إسرائيلية في جباليا

‫غزة‬| 9 أكتوبر, 2024 - 3:12 م

image

لليوم الرابع على التوالي، يتعرض الفلسطينيون بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، لعملية "إبادة وتطهير عرقي"، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي حصارا بريا، وينفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري يرفضه الأهالي، في إطار حربه على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.​​​​​​​

ويصرّ الأهالي على الصمود بمنازلهم وعدم النزوح إلى جنوب القطاع، رغم حرب الإبادة والضغط العسكري الكثيف الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي، وعمله على إخراج المنظومة الصحية بشمال القطاع عن الخدمة، بعد طلبه من المستشفيات الثلاثة العاملة هناك الإخلاء خلال مدة 24 ساعة.

ويتعمد الجيش الإسرائيلي أيضا استهداف كل هدف متحرك بشوارع المخيم، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين تركوا ينزفون دون تمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم بسبب الاستهداف المباشر لها.

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية بجباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو/ أيار الماضي.

وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال القطاع منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023.

والاثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي، الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة ومخيم جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع والتوجه جنوبا عبر "ممر آمن"، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك معتبرة إياه "خداعا وكذبا".

ويتمسك الآلاف من أهالي شمال قطاع غزة بخيار البقاء في منازلهم وعدم النزوح إلى المناطق الجنوبية، منذ 14 أكتوبر 2023، عندما أصدر الجيش الإسرائيلي أول أمر إخلاء لهم.

ومن أصل 1.2 مليون نسمة كانوا يقطنون في محافظتي غزة والشمال يوجد حاليا نحو 700 ألف نسمة رفضوا النزوح إلى جنوب القطاع، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

حصار المخيم

وتشهد معظم المحاور المحيطة بمخيم جباليا توغلا من قوات الجيش الإسرائيلي التي أطبقت حصارها على المنطقة صباح الأربعاء، وفق شهود عيان تحدثوا للأناضول.

غازي الكفارنة (24 عاماً) نازح بمدرسة "شادية أبو غزالة" غربي مخيم جباليا قال: "خلال الليلة الماضية تقدمت آليات إسرائيلية تجاهنا من ناحية الغرب ووصلت إلى بوابة المدرسة والشارع العام لمنطقة الفالوجا".

وأضاف للأناضول إن "الآليات الإسرائيلية قطعت بساتر ترابي ضخم الشارع الرئيسي الذي كان يستخدمه الناس للهروب ناحية مدينة غزة".

وبيّن أن "تقدم الآليات بهذه الطريقة دبّ الرعب في قلوب المواطنين، لكن لا خيار أمامهم حالياً سوى المكوث في أماكنهم لأن كل الطرق أضحت مقطوعة".

ولفت النازح الفلسطيني إلى أن "هناك شحا بالطعام والشراب والأدوية للمرضى داخل مراكز الإيواء، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي إبادة وتطهيرا عرقيا".

وفي المحور الشرقي لمخيم جباليا، تتواجد آليات الجيش منذ اليوم الأول للعملية العسكرية، وأطبقت الحصار على تلك المنطقة وأطلقت النار على كل من يتحرك، بحسب شهود عيان تحدثوا للأناضول.

وتقدمت القوات الإسرائيلية من الشرق إلى ناحية "نادي خدمات جباليا" الذي يقع على الحد الجنوبي للمخيم وتمركزت هناك لتقطع الطريق المؤدية لمناطق مثل "حي الجرن وبلدة جباليا وأحيائها".

 قتلى بكل مكان

وبحسب شهادات لمواطنين محاصرين بمخيم جباليا لمراسل الأناضول، فإن هناك عشرات من الجثث ملقاة بشوارع المخيم، ولا تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم لانتشالهم جراء إطلاق الجيش النيران على كل من يتحرك.

وقال أحمد طعيمة والذي لا يزال محاصراً داخل مركز إيواء بشارع "الهوجا" بقلب مخيم جباليا: "هناك عدد من الشهداء لا يزالون في الطرقات، وبعض المصابين فارقوا الحياة نتيجة عدم تمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم".

وأردف أن "حركة الإسعافات وطواقم الدفاع المدني تكاد تكون شبه معدومة منذ يومين تقريباً لأن جيش الاحتلال يتعمد استهداف كل هدف متحرك بمناطق مخيم جباليا إضافة للتحليق المكثف للطائرات المُسيّرة".

وأشار طعيمة إلى أن "الأهالي المحاصرين يطلقون مناشدات كل دقيقة للصليب الأحمر لأجل إجلائهم لكن دون استجابة حتى هذا الوقت بسبب رفض الاحتلال التنسيق لإخراجهم".

ويرى الشاب الفلسطيني أن سبب تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته على المخيم هو "صمود المواطنين ورفضهم قرارات الإخلاء والتهجير نحو جنوب قطاع غزة والتي صدرت منذ بداية العملية العسكرية".

الناطق باسم جهاز الدفاع المدني بغزة محمود بصل قال للأناضول: "لا تزال جثامين الشهداء بشوارع مخيم جباليا وشمال قطاع غزة، ولا نستطيع الوصول لها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني".

وأضاف: "الأوضاع الإنسانية بشمال قطاع غزة خطرة جداً مع الحصار المشدد المفروض على المواطنين ومنع دخول إمدادات المياه والطعام وارتكاب المجازر البشعة بحق المدنيين من قبل جنود الاحتلال".

واقع صحي صعب

ومساء الثلاثاء، طالب الجيش الإسرائيلي مستشفيات "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة" التي تعمل بمنطقة شمال قطاع غزة بالإخلاء خلال 24 ساعة.

وقال مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية: "إن قوات الاحتلال طالبتنا عبر اتصال هاتفي بإخلاء المستشفى خلال مدة 24 ساعة من المرضى والنازحين والطواقم الطبية".

وأوضح للأناضول أن "الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان بالنار ويطلق النار من خلال طائراته المُسيّرة بين الفينة والأخرى تجاه المباني ومكتب الإدارة".

الفلسطيني محمود أبو الجديان (42 عاماً) المحاصر بمستشفى "كمال عدوان" برفقة شقيقه المصاب معاذ يقول إن "إفراغ المستشفى غير ممكن أبداً في ظل الاستهدافات الإسرائيلية لكل هدف متحرك".

وأضاف في شهادته للأناضول أن "شقيقه يعاني من إصابة بالقدم والبطن، ولا يمكن نقله إلا بسيارة إسعاف خوفاً على حياته".

ولفت إلى أن "قوات الاحتلال ترفض التنسيق لسيارات الإسعاف حتى الآن للخروج الآمن من مستشفى كمال عدوان ونقل الجرحى لمستشفى آخر بحسب ما أبلغت الطواقم الطبية".

وتابع أبو الجديان أن "الجيش طلب إخلاء المستشفى دون توفير ممر آمن للمواطنين والجرحى والطواقم الطبية".

وطالبت وزارة الصحة بغزة، الثلاثاء، في بيان "بضرورة توفير الحماية الجادة للمؤسسات الصحية وكوادرها العاملة خصوصا في شمال محافظة غزة"، محذرة من "توقف مستشفيات شمال القطاع عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود".

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

المصدر: الأناضول

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024