الأخبار

هل صار التصعيد وشيكا في صراع حزب الله وإسرائيل؟

عربي| 28 يوليو, 2024 - 6:43 م

image

أججت ضربة صاروخية على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران، وهو احتمال أشار كل من الجانبين قبل ذلك إلى الرغبة في تجنبه ولكنهما قالا أيضا إنهما مستعدان له.

وتوعدت إسرائيل يوم الأحد بتوجيه ضربات قوية ضد حزب الله، متهمة الجماعة بالمسؤولية عن الهجوم الصاروخي الذي أصاب ملعبا لكرة القدم في هضبة الجولان وأسفر عن مقتل 12 طفلا وفتى.

ونفت جماعة حزب الله أي مسؤولية عن الهجوم الذي وقع بقرية مجدل شمس الدرزية وأسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في أراض ضمتها إليها منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما أشعل هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل فتيل الحرب في غزة.

وفيما يلي خلفية عن الصراع بين إسرائيل وحزب الله:

* لماذا يتقاتل الجانبان؟

بدأت جماعة حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر تشرين الأول، أي في اليوم التالي لهجوم شنته حركة حماس على تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل.

وتقول جماعة حزب الله، وهي حليفة لحماس، إن الهدف من هجماتها هو دعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي في القطاع.

واستدرجت حرب غزة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في المنطقة. وتعد جماعة حزب الله على نطاق واسع أقوى العناصر في شبكة متحالفة مع إيران والمعروفة باسم محور المقاومة.

وقالت جماعة حزب الله مرارا إنها لن توقف هجماتها على إسرائيل حتى يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وعلى الرغم من ارتباط الصراع بالحرب في غزة، فإن له قوى محركة خاصة به.

وخاضت إسرائيل وحزب الله حروبا عدة، كان آخرها في عام 2006.

ولطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله أكبر تهديد على حدودها، وتشعر بقلق شديد من تزايد حجم ترسانة الجماعة ووجود موطئ قدم لها في سوريا.

وتحددت أيديولوجية حزب الله إلى حد بعيد بالصراع مع إسرائيل. فقد أسس الحرس الثوري الإيراني الجماعة في عام 1982 لمحاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في السنة نفسها. وخاضت الجماعة حرب عصابات على مدى سنوات أدت إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000.

وتعد جماعة حزب الله إسرائيل دولة غير شرعية قامت على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وترغب في زوالها.

* ما هو تأثير الصراع حتى الآن؟

أثر الصراع سلبا بالفعل على كلا الجانبين.

فقد اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار من منازلهم على جانبي الحدود. واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مناطق ينشط فيها حزب الله في جنوب لبنان وقصفت سهل البقاع بالقرب من الحدود السورية.

كما شنت إسرائيل هجمات في بعض الأحيان على أماكن أخرى، ومن أبرز تداعياتها مقتل قيادي كبير في حماس في العاصمة بيروت في الثاني من يناير كانون الثاني.

ووفقا لمصادر أمنية وطبية ومسح أجرته رويترز لبيانات حزب الله، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني من بينهم مسعفون وأطفال وصحفيون.

وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم يوم السبت إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر تشرين الأول، بالإضافة إلى 17 جنديا على الأقل.

وتنفي الجماعة المسؤولية عن هجوم السبت.

وفي إسرائيل يشكل نزوح عدد كبير من السكان مشكلة سياسية كبيرة. ويأمل المسؤولون في أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى منازلهم قبل العام الدراسي الذي يبدأ في الأول من سبتمبر أيلول، لكن هذا لا يزال مستبعدا على ما يبدو مع استمرار الأزمة.

* إلى أي مدى قد يصبح الوضع أسوأ؟

التصعيد محتمل بشكل كبير. لكن رغم ضراوة الأعمال القتالية، لا تزال المواجهة قابلة نسبيا للاحتواء.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ديسمبر كانون الأول من أن بيروت ستتحول “إلى غزة” إذا أشعل حزب الله حربا شاملة.

وأشارت الجماعة قبل ذلك إلى أنها لا تسعى إلى توسيع نطاق الصراع لكنها قالت أيضا إنها مستعدة لخوض أي حرب تضطر إليها، وإنها لم تستخدم حتى الآن سوى جزء صغير من قدراتها.

وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في مقابلة مع قناة الجزيرة في يونيو حزيران إن أي تحرك من إسرائيل لتوسيع دائرة الصراع سيقابل بخراب ودمار وتهجير في إسرائيل.

ولحقت أضرار جسيمة بالجانبين في الحروب الماضية.

وسوت الضربات الإسرائيلية في عام 2006 مناطق واسعة من الضواحي التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب بيروت بالأرض، ودمرت مطار بيروت، وقصفت طرقا وجسورا وغير ذلك من مرافق البنية التحتية. وفر ما يقرب من مليون شخص من منازلهم في لبنان.

كما فر 300 ألف شخص في إسرائيل من منازلهم هربا من صواريخ حزب الله ودُمر حوالي ألفي منزل.

وتمتلك جماعة حزب الله ترسانة أسلحة أكبر بكثير مما كانت لديها في عام 2006، بما في ذلك صواريخ تقول الجماعة إنها قادرة على ضرب جميع أنحاء إسرائيل.

وصار واضحا منذ بداية الأعمال القتالية في أكتوبر تشرين الأول أن حزب الله لديه أسلحة متقدمة أسقط بها طائرات مسيرة إسرائيلية، وأطلق مسيرات محملة بمتفجرات على إسرائيل وصواريخ موجهة أكثر تطورا.

وغزت القوات الإسرائيلية لبنان عدة مرات ووصلت إلى بيروت في غزو عام 1982 الذي كان يهدف إلى سحق المسلحين الفلسطينيين المتمركزين في لبنان.

* هل بالإمكان تفادي التصعيد؟

الأمر سيتوقف كثيرا على ما سيحدث في غزة حيث تعثرت الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. ومن الممكن أن يساعد وقف إطلاق النار في القطاع في تحقيق تهدئة سريعة للتوتر في جنوب لبنان.

وتسعى الولايات المتحدة، التي تصنف حزب الله جماعة إرهابية، إلى تهدئة الصراع.

وأشارت الجماعة إلى انفتاحها على الوصول إلى اتفاق يعود بالنفع على لبنان، لكنها ذكرت أن المناقشات لا يمكن البدء فيها قبل أن توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة.

وأشارت إسرائيل أيضا إلى انفتاحها على تسوية دبلوماسية تعيد الأمن إلى الشمال، وذلك في الوقت الذي تجري فيه استعداداتها لهجوم عسكري لتحقيق الهدف ذاته.

وتوسط المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين في اتفاق دبلوماسي صعب المنال بين لبنان وإسرائيل في 2022 حول حدودهما البحرية المتنازع عليها.

وقال هوكستين في 30 مايو أيار إنه يتوقع عدم تحقيق سلام بين حزب الله وإسرائيل، لكن مجموعة من التفاهمات بإمكانها إزالة عدد من مسببات الصراع وقد تفضي إلى ترسيم حدود معترف به بين لبنان وإسرائيل.

وتضمن اقتراح فرنسي قُدم لبيروت في فبراير شباط انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله لمسافة 10 كيلومترات من الحدود وإجراء مفاوضات تهدف إلى تسوية النزاعات حول الحدود البرية.

المصدر: رويترز

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024