- شرطة "تعز" تدشّن إصدار البطاقة الشخصية الإلكترونية لمنتسبي مؤسستها الأمنيّة الخدمة المدنية تعلن الإثنين القادم إجازة رسمية بمناسبة العيد الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة ترامب أو هاريس.. ما الاستراتيجية المحتملة التي ستتخذها الإدارة الأميركية المقبلة تجاه مليشيات الحوثي في اليمن؟ (تحليل) تحقيق أممي: تدمير النظام الصحي بغزة يرقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية رويترز: دول خليجية تحث أميركا على منع إسرائيل من قصف مواقع النفط الإيرانية ابتداء من السبت المقبل..وزارة الدفاع تُعلن فتح باب القبول والتسجيل في كلية الطيران والدفاع الجوي تتكون من 12 مركبة.. القسام توقع سرية مشاة إسرائيلية بكمين مركب في جباليا
سلمان المقرمي
جيل النصر اليمني
كتابنا| 1 أكتوبر, 2024 - 2:43 م
بينما تعيش إيران وحزب الله أسوأ أيامهم منذ عقود، بعد أن قرر الغرب إنهاء خدماتهم التي استمرت فترة طويلة، بتدمير المشرق العربي، تعيش مليشيا الحوثي أيضا وهي إحدى العصابات الإيرانية لخدمة الغرب أيضا، أسوأ أيامها على الإطلاق أيضا.
تتعرض إيران وحزب الله لإذلال مخز يشنه عليها من جعلوا منها أكبر سفاح على وجه الأرض في الألفية الجديدة، بحق العرب في اليمن، والعراق والشام، ويتعرض الحوثي لذات الإذلال لكن بطرق أقل سوءا من حزب الله وإيران، غير أنه شعبيا يتعرض لإذلال أشد.
منذ عشرة أيام يعيش الحوثي استنفارا غير مسبوق، في محاولة يائسة منه للحفاظ على سلطته بالحديد والنار، بنشر عشرات آلاف العناصر المسلحة من أتباعه، في كل المحافظات التي يسيطر عليها تقريبا، لمنع احتفالات الناس بذكرى ثورة 26 سبتمبر.
رغم مرور الذكرى، ومنعه إقامة فعاليات كبرى في مراكز المدن، لكن السكان لجأوا إلى الخيارات الأخرى: القرى والمديريات وقمم الجبال والمنازل والمدارس والجامعات، واحتفلوا رغم أنفه، ما دفعه إلى شن حملات خطف ودهم هائلة وواسعة.
بحملات الخطف الحوثية، أراد الحوثي إرهاب الناس، للحفاظ على هيبته التي انهارت على مدى سنوات خاصة منذ الهدنة، غير أن ما حدث هو العكس: احتشد الآلاف في كل المديريات والقرى والمدن، ولأول مرة منذ سقوط صنعاء والجمهورية بيد الحوثي، يشن الحوثي حملة خطف متزامنة في كل من المديريات التي يسيطر عليها في تعز، ومديريات يسيطر عليها في الضالع، ومعظم مديريات محافظة إب، وعشرات من محافظتي ذمار والبيضاء، وصولا إلى محافظات صنعاء والمحويت وحجة وعمران، وريمة والحديدة.
بمتابعة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي فإن محافظة صعدة هي الوحيدة التي خلت من خطف، ولا يعود هذا إلا لحجب الإنترنت وطرد الصحفيين والناشطين من المحافظة، وتغييب المحافظة عن أعين الإعلام.
في اللحظة التي اعتقد فيها الحوثي بممارساته للقوة أنه أمن نفسه من السقوط، يكون قد وقع في الفخ تماما، صحيح أنه نجح في منع التظاهر الهائل في المدن، لكنه ساهم بقوة في تأسيس حركة وطنية عابرة للمحافظات كما لم تحدث من قبل خلال العشرين السنة الماضية ضده.
الأهم في حملات الخطف الحوثية أنه تعامل كمحتل تماما يخطف أبناء البلد لرفعهم العلم الوطني، وانهارت سرديته تماما أمام لحظة الحقيقة، حتى طالت بعض جرائم الخطف أتباعه.
ساعد الحوثي بحملات خطفه ودهمه، في تكوين حركة شعبية معارضة، عمادها وقوامها وقادتها شباب صغار السن، طلبة في المدارس، وفتيان مراهقون ومعظمهم في المدارس الأساسية، وقلة منهم في المرحلة الجامعية، أما النسبة النادرة فكانت أعمارهم أكبر من ذلك. من ناحية ثانية شملت الخطف نساء وأطفال بعضهم في سن الست سنوات، وبذلك وضع الحوثي نفسه، أمام هذا الجيل كالصهاينة في الضفة الغربية.
هناك سنن ثابتة لسقوط السلط والجماعات والدول، تفاقم الغضب الشعبي، وتحوله إلى حراك غير منظم، ثم حركة منظمة، بالتوازي تتغول السلطة، وتفقد علاقتها بالشعب، وتتحول إلى كابوس على السكان، تراهم أعداء لا يوقفهم إلا القوة والعنف، مع تركيز هائل للموارد بيد ثلة من قادتها الفاسدين الموغلين بالدم، وباجتماع عوامل أخرى، وعند أقرب فرصة، تتصدع الجماعة وأي حكومة تحتضر أيامها وحياتها، وينشق عنها عسكرها. وما بقي لانهيار وسقوط دولة الحوثي، من العوامل المحلية، سوى التمرد العسكري، الذي بدأ يلوح في الأفق خاصة في محافظات صنعاء وإب وذمار.
ميزة الجيل الجديد أنه يؤمن بالجمهورية وثورة السادس والعشرين من سبتمبر كأنه من أوقد شعلتها قبل أكثر من ستين سنة، وكأنه خبر كل الفارق بين حياة الجمهورية اليمنية بنظامها الديمقراطي، وبين النظام الإرهابي الحوثي، ولكن الحقيقة أنه لم يعرف إلا الحوثي حاكما، وبين ما يشعر به من مهانة على يد الحوثي، وما يريده من كرامة بشرية، تحول الشعور إلى فعل، وسيصل إلى غايته في أقرب مما يتوقع أي شخص، وسينقذون اليمن حتما من براثن الاحتلال الإيراني.
مقالات ذات صلة