الأخبار
Image Description

هشام طرموم

السجون.. مشاريع حوثية للإرهاب والانتقام 

‫كتابنا‬| 26 أغسطس, 2024 - 5:28 م

توسع ميليشيا الحوثي أدواتها العقابية بحق اليمنيين، وتضاعف من انتهاكاتها في المناطق التي تسيطر عليها بصورة ممنهجة تؤكد توجهها العدواني الذي يفسره سلوكها الإجرامي المتجاوز لخشية العقوبة المحتملة محليا أو دوليا.

ونحن نفتش في سياق المشاريع التي انتشرت في ظل سيطرة الميليشيا الحوثية، نجد السجون في قائمة تلك المشاريع التي اتخذها الحوثيون أدوات قمع وإرهاب ووسائل عقاب وانتقام من الخصوم والمناوئين والمخالفين لمشروعهم الطائفي والسلالي. والمقابر أيضاً لأولئك الذين تجندوا في صفوفهم.

خلال عقد من الزمن تجرع فيه اليمنيون ويلات العذاب الحوثي ولاقوا منه البطش والتنكيل وتحولوا إلى ضحايا لحروبه وآلة قمعه وعدوانه، كانت السجون أحد أبرز أدوات القمع الحوثية التي تزايدت أعدادها واتسعت أحجامها ومبانيها، وما تزال في اتساع مستمر.

الحديث عن سجون الحوثي يمكن أن نلخصه بالقول "أنها أماكن تم تهيئتها لتكون وكرا للجريمة"، فالمشرف الذي يديرها يتعامل مع المختطفين بمنطلقات طائفية ويرى في إيذاءه وتعذيبه تقربا إلى الله.

لم تكتف ميليشيا الحوثي بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21سبتمبر/ أيلول 2014م، بالسجون التي كانت موجودة في زمن الدولة، لكنها قامت بإنشاء عدة سجون أخرى وحولت بعض منازل المسؤولين التي سيطرت عليها عقب اجتياحها لصنعاء إلى سجون أيضا.

حينما نتحدث عن السجون الحوثية من واقع تجربة لأنني كنت أحد ضحاياها لأكثر من خمس سنوات مع زملاء آخرين، سيكون الحديث عن سجون تحمل اختلاف كبير عن سجون العالم المعروفة التي تحتفظ ببعض معايير وحقوق السجين، أما سجون الحوثي فالحديث عنها يمكن أن نلخصه بالقول، "أنها أماكن تم تهيئتها لتكون وكرا للجريمة"، فالمشرف الذي يديرها يتعامل مع المختطفين بمنطلقات طائفية ويرى في إيذاءه وتعذيبه تقربا إلى الله.

ولذا نجد الجرائم والانتهاكات في سجون جماعة الحوثي في حالة ديمومة مستمرة، وفي أقل من أسبوع تحدث تقارير حقوقية وصحفية عن أكثر من جريمة ارتكبتها ميليشيا الحوثي في سجونها، وأعلنت رابطة حقوقية عن وفاة خالد محمد أبو سعيد (40) عاما في سجن تديره ميليشيا الحوثي بمحافظة عمران، فيما كشفت وسائل إعلام عن حادثة اغتصاب طفل في أحد السجون الحوثية بمحافظة البيضاء.

كل هذه الجرائم تأتي في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيا الحوثي اختطافاتها بحق اليمنيين، وقد قامت مؤخرا باختطاف الزميل الصحفي "فهد الارحبي" في محافظة عمران بعد عام على إطلاق سراحه بعد احتجاز استمر 35 يوما، أما الصحفي نبيل السيداوي الذي تجاوز عامه الثامن في سجون الحوثي، فقد قامت محكمة حوثية خلال الأسبوع الماضي بتمديد فترة سجنه من ثمان إلى تسع سنوات.

ومادامت جماعة الحوثي تسيطر على أجزاء من اليمن فالسجون في تلك المناطق ستكون مستمرة وفي توسع دائم، وما قامت به التشكيلية الجديدة التي أعلنت عنها الجماعة قبل أيام وأسمتها "حكومة التغيير والبناء" من توسيع لأحد السجون التابعة لها في محافظة إب كأول نشاط تقوم به تلك التشكيلية الحوثية، يؤكد حقيقية الجماعة وتوجهها نحو إنشاء السجون والاهتمام بها كمشروع هدفه الانتقام والإرهاب والعقاب.

| كلمات مفتاحية: الحوثي|سجون

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024