الأخبار

منها استهداف قادة الحوثيين.. معهد أمريكي يقدم 3 خطوات إستراتيجية لأزمة البحر الأحمر

ترجمات| 23 ديسمبر, 2024 - 10:54 م

يمن شباب نت - ترجمة خاصة

image

رأى معهد أمريكي، أن على الولايات المتحدة التعامل مع التهديد الحوثي في البحر الأحمر باعتباره جزءاً من المنافسة الاستراتيجية وليس مجرد تحد محلي أو إقليمي. ولفت إلى ضرورة توسيع نطاق الهجمات في اليمن باستهداف قيادات الحوثيين وقدم ثلاث خطوات استراتيجية.

وفق تقرير معهد دول الخليج العربي بواشنطن الأمريكي «AGSIW»، في الأشهر الأخيرة، ومع رفع الولايات المتحدة للقيود المفروضة على الضربات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، ردت روسيا بزيادة دعمها للحوثيين وهجمات الجماعة على الشحن التجاري في البحر الأحمر.

وأضاف التقرير – ترجمه يمن شباب نت – "قدمت روسيا بالفعل بيانات تتبع الأقمار الصناعية للسفن التجارية للحوثيين من خلال وسطاء إيرانيين، وهي تهدد الآن بتزويد الجماعة بصواريخ مضادة للسفن متطورة".

"ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تمكن الحوثيين من تشكيل تهديد أكبر، وربما حتى تعريض السفن الحربية الأمريكية التي تقوم بدوريات في المياه للخطر". وفق تقرير المعهد الأمريكي الذي كتبه جريجوري جونسن، العضو السابق في فريق خبراء لجنة العقوبات المتعلقة باليمن في مجلس الأمن الدولي (2016 - 2018).

رسالة روسيا في اليمن

ووفق المعهد الأمريكي، فإن رسالة روسيا واضحة: "إذا استمرت الولايات المتحدة في التصعيد في أوكرانيا، فسوف تصعد روسيا في البحر الأحمر"، وقد ثبت أن كل صراع أكثر صعوبة مما كان متوقعا بالنسبة للدول المعنية.

ففي أوكرانيا، تعثرت الخطة الأولية لروسيا لتوجيه ضربة خاطفة لقطع رأس الحكومة في حرب شاقة دخلت الآن عامها الرابع. وفي البحر الأحمر، أثبتت الولايات المتحدة عجزها عن ردع الحوثيين أو إضعافهم إلى الحد الذي يجعل الجماعة تتوقف عن هجماتها على السفن التجارية.

في الوقت نفسه تحرق الولايات المتحدة مخزوناتها بسرعة، وتطلق بشكل روتيني صواريخ بقيمة 2 مليون دولار لهزيمة طائرات بدون طيار بقيمة 20 ألف دولار. وهذا يكشف عدم فاعلية الولايات المتحدة، إلى جانب اختلال التوازن في التكاليف، الضوء على نقاط ضعفها في مواجهة روسيا والصين.

واستعرض تقرير المعهد الأمريكي بالقول، على سبيل المثال، قد تحاول روسيا الاستفادة من الحوثيين إذا تعرضت قاعدتها البحرية في اللاذقية بسوريا للتهديد بعد سقوط الرئيس بشار الأسد. أو إذا اعتقدت روسيا أن قاعدتها البحرية على البحر الأبيض المتوسط معرضة للخطر.

لافتا أنها قد تتطلع – أي روسيا - إلى استبدالها بقاعدة في البحر الأحمر، بناءً على وجود روس مختلطين مع الحوثيين. وعلى نحو مماثل، قد تشجع الصين كل من روسيا والحوثيين، لأن الصواريخ الأميركية التي تُطلَق في البحر الأحمر لا يمكن استخدامها في المحيط الهادئ.

تنافس القوى العظمي في البحر الأحمر

وقال المعهد الأمريكي "هذا ببساطة تنافس بين القوى العظمى اليوم. فالصراعات تتداخل وتؤثر على بعضها البعض. ولم تعد الحروب الإقليمية هي السائدة. فالتنافس بين القوى العظمى، مثل الحرب الباردة التي سبقتها، هو تنافس عالمي، والحروب ــ سواء كانت كبيرة أو صغيرة ــ لها تداعيات عالمية".

وقد حدث هذا للولايات المتحدة من قبل في الشرق الأوسط. في عام 2000، نشرت الصين ورقة بيضاء تشير إلى أنها لا تحتاج إلى قواعد عسكرية في الخارج. وبعد ثماني سنوات، وبعد ضغوط كبيرة من الولايات المتحدة، وافقت الصين على التعاون في دوريات مكافحة القرصنة في البحر الأحمر. 

وكان هذا انتصارا كبيرا للولايات المتحدة وإشارة إلى أنها يمكن أن تقنع الصين بالتعاون بدلا من المنافسة فقط. ثم في عام 2017، أشارت الصين إلى وجودها المستمر في البحر الأحمر لمكافحة القرصنة كسبب مقنع لإنشاء قاعدة بحرية في المنطقة. وفق المعهد الأمريكي.

وكان الموقع الذي اختارته هو جيبوتي، بجوار القاعدة الأمريكية مباشرة. لذا، فإن ما كان في عام 2008 انتصارا للولايات المتحدة - إقناع الصين بالتعاون والانضمام إلى المجتمع الدولي في مكافحة تهديد عالمي - تحول بعد ما يقرب من عقد من الزمان إلى عيب استراتيجي، مما وفر للصين موطئ قدم في البحر الأحمر.

وقال المعهد الأمريكي "منذ ظهور التهديد الحوثي في البحر الأحمر تعاملت الولايات المتحدة مع الحوثيين باعتبارهم قضية شرق أوسطية، وجزءًا من مجموعة مشاكل إيران، وشيء أقرب إلى حروب مكافحة الإرهاب في الماضي منه إلى المنافسة الاستراتيجية في الوقت الحاضر".

إستراتيجية واشنطن ضد الحوثيين

ورأى المعهد الأمريكي، "أن الحوثيين- كما تظهر روسيا - مرتبطون بالحرب في أوروبا الشرقية والتحدي الأمني في المحيط الهادئ. وبالتالي، ينبغي أن تكون استجابة الولايات المتحدة دقيقة ومدروسة على نحو مماثل لتنمية التحالفات وفرض الكلفة على الخصوم".

وقدم المعهد الأمريكي ثلاث خطوات واسعة النطاق تكون ضمن إستراتيجية الولايات المتحدة ضد الحوثيين في البحر الأحمر كالتالي:

أولا، يتعين على الولايات المتحدة أن تزيد بشكل كبير من مشاركة الحلفاء والشركاء. إذ أن التدفق الحر للتجارة هو منفعة عالمية يجب على جميع البلدان في المجتمع الدولي أن تلعب دورا في الحفاظ عليها. ويتعين على الولايات المتحدة أن تطلب دعما بحريا إضافيا من حلفائها في حلف شمال الأطلسي للمساعدة في مراقبة البحر الأحمر، وتوفير درع أكثر قوة للسفن التجارية.

ويتعين على الولايات المتحدة أيضا أن تشجع الحلفاء والشركاء من خارج حلف شمال الأطلسي على زيادة الدوريات في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب لوقف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين. 

كما يتعين على الشركاء الإقليميين، مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، أن يلعبوا دورا في وقف الشحن البري لمكونات الصواريخ إلى الحوثيين فضلا عن عزل الجماعة في المنطقة. وتدفع مصر على وجه الخصوص تكلفة اقتصادية باهظة بسبب انخفاض حركة المرور البحرية عبر قناة السويس.

ثانيا، يتعين على الولايات المتحدة أن تزيد من كلفة العمل مع الحوثيين. ويتضمن هذا فرض عقوبات متزايدة على روسيا، وإن كان تأثير هذه العقوبات قد يكون أكثر تأثيرا على السمعة من التأثير الاقتصادي.

على سبيل المثال، إذا تمكنت الولايات المتحدة من إظهار كيف أن الدعم والمساعدات الروسية تزيد من عدد وقوة هجمات الحوثيين على السفن التجارية، والتي تؤثر على الاقتصادات في أفريقيا وأميركا الجنوبية، فسوف تكون في وضع أفضل لعزل روسيا دبلوماسيا.

وكلما ازدادت روسيا يأسا في أوكرانيا، كلما زادت رغبتها في التعاون مع الجماعات المنبوذة. وينبغي للولايات المتحدة أن تضمن بأنها-موسكو- ستدفع ثمناً باهظاً لسمعتها في مقابل مثل هذه الارتباطات.

وعلى نحو مماثل، يتعين على الولايات المتحدة أن توضح التكاليف المترتبة على تعطيل التجارة بالنسبة للصين، التي تعتمد بشكل كبير على النفط من الشرق الأوسط وتواجه اقتصادا متعثرا. ولم تستفد أي دولة من الربع الأخير من القرن الماضي من التجارة الحرة العالمية أكثر من الصين. 

وإذا استمرت الصين في تشجيع روسيا من على الهامش، فإن الولايات المتحدة قادرة على إظهار مدى التكلفة الباهظة التي قد تتكبدها الصين من جراء تصرفات الحوثيين المدعومة من روسيا. وفق المعهد الأمريكي.

ثالثا، يتعين على الولايات المتحدة أن تزيد من كلفة استمرار الهجمات على الحوثيين. فخلال العام الماضي، تجنبت إلى حد كبير الانتقام الواسع النطاق من الحوثيين. فقد وجهت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومؤخرا إسرائيل، ضربات داخل اليمن.

ولكن هذه الضربات استهدفت إلى حد كبير البنية التحتية للحوثيين ومخابئ الأسلحة، ويتعين على الولايات المتحدة أن تزيد من ضرباتها الهجومية، وأن توضح للحوثيين أن القادة المسؤولين عن الهجمات في البحر الأحمر يمكن استهدافهم وسوف يتم استهدافهم.

إن التحدي الحوثي لم يظهر بين عشية وضحاها ولن يختفي بسرعة، ولكن من خلال تبني وجهة نظر أوسع للمشكلة وإشراك المزيد من الجهات الفاعلة، ستكون الولايات المتحدة في وضع أفضل لإنهاء التهديد.

| كلمات مفتاحية: الحوثيين|البحر الأحمر

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024