- الحكومة تُقرّ مصفوفة اجراءات لمواجهة احتياجات كهرباء عدن خلال الصيف القادم
واشنطن بلا إستراتيجية في اليمن.. هجمات ترامب على الحوثيين قد تفشل في تحقيق أهدافها
تقارير | 22 مارس, 2025 - 10:47 م
يمن شباب نت: ترجمة- أبوبكر الفقية

مع استمرار الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن منذ نحو أسبوع، يستبعد مراقبون ومحللون أمريكيون أن تحقق الضربات الجوية أهدافها، في ظل غياب إستراتيجية واضحة، وتجاهل السياق المحلي للصراع في اليمن.
شكك تحليل للمجلس الأطلسي -وهو مركز أبحاث أمريكي- في قدرة ما وصفها بـ"هراوة" ترامب العسكرية في اليمن على تحقيق الأهداف الإقليمية الأميركية، في إشارة الضربات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد الحوثيين.
وحذر من أن إدارة ترامب تُخاطر بالوقوع في نمط أمريكي يعود إلى الحرب العالمية على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، باختيارها عملاً عسكرياً قصير النظر على حساب بناء خطة مستدامة لليمن. وانتقد ما اعتبره إهمالا من قبل إدارات أمريكية عديدة لتعقيدات الصراع، مما أدى إلى فشلها في تنفيذ استراتيجية مستدامة تحمي مصالح واشنطن في اليمن والمنطقة ككل.
واستبعد التحليل أن تُحل الصراعات المتداخلة العديدة والظروف الإنسانية المتردية في اليمن بالعمل العسكري الأمريكي، الذي رجح أن يُرسّخ الحرب، وتدفقات الأسلحة، والتدخل الأجنبي، والتشرذم، وضعف الحوكمة، بالإضافة الى الكارثة الإنسانية.
العواقب الإقليمية
وبحسب التحليل فإن اليمن -التي تُشكّل أحد جانبي مضيق باب المندب- هي أرضٌ استراتيجيةٌ للغاية تُطل على مدخل ومخرج البحر الأحمر، مما يُسهّل هجمات الحوثيين على طرق الشحن العالمية. علاوةً على ذلك، تُهدّد الصراعات والجهات المسلحة المُتعدّدة دول الجوار، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهو ما ساهم في حصول الحوثيين على الدعم الإيراني عام ٢٠١٢.
ويتجلى الأثر السلبي للتدخل العسكري الدولي في اليمن في المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو حركة انفصالية تدعمها الإمارات، -وفق التحليل الأمريكي- ورغم أنها اشتبكت مرارًا مع جهات يمنية أخرى، إلا أنها انضمت في عام ٢٠٢٣ إلى فصائل جنوبية أخرى في الدعوة إلى استعادة جنوب اليمن بحدوده التي كانت قائمة قبل عام ١٩٩٠، في إشارة واضحة إلى أن جهات فاعلة مثل الإمارات ستسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب دولة يمنية موحدة.
من جانب آخر، أشار التحليل إلى أنه وبحلول نوفمبر 2024، كان الحوثيون يتلقون أيضًا دعمًا واسع النطاق من روسيا، "التي ترى على ما يبدو في الجماعة اليمنية أداة للرد على الدعم الغربي لأوكرانيا وردعه".
كما زودت الصين الحوثيين بالصواريخ مقابل ترك سفنها وشأنها، كذلك سعى الحوثيون إلى إقامة علاقات أكثر دفئًا مع الجماعات الجهادية السنية، بما في ذلك منافسهم اليمني تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب في الصومال، وهي تحالفات تساعد الحوثيين على تشديد قبضتهم على باب المندب.
ووفق مركز الأبحاث الأميركي، فقد أدى المزيج السام من العنف الفصائلي، وضعف الحكم، وتدخل القوى الخارجية لحماية مصالحها الجيوسياسية، إلى تكاليف إنسانية باهظة في اليمن.
علاوة على ذلك، يتطلب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية مراجعة برامج المساعدة الأمريكية في اليمن، ويوجه بإنهاء المشاريع والمنح والعقود مع الكيانات التي يثبت أنها دفعت أموالًا لكيانات حوثية أو لم توثق انتهاكات الحوثيين بشكل كافٍ.
استراتيجية أمريكية غير كافية
واعتبر التحليل بأن النهج العسكري الأميركي في اليمن هو في الأساس استراتيجية ذات شقين: السعي إلى تقليص العمليات الإرهابية الخارجية وتعزيز القدرات المحلية لمعالجة التمرد المزعزع للاستقرار.
أولاً، اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على برنامجها للطائرات بدون طيار في مهام مكافحة الإرهاب التكتيكية في اليمن، حيث شنت أكثر من ثلاثمائة غارة بطائرات بدون طيار في محاولة لإبقاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحت السيطرة.
وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل ما يصل إلى 150 مدنيًا وأكثر من ألف مسلح مؤكد، وفقًا لأحد المراقبين، وقد أثبت برنامج الغارات بطائرات بدون طيار فعاليته في مكافحة الإرهاب الدولي، ولكنه أقل فعالية في حل التمردات في البلدان المستهدفة. وتشكل البدائل لبرنامج الطائرات بدون طيار مخاطر مختلفة.
يتضمن الشق الثاني من هذه الاستراتيجية دعم الجهات الفاعلة المحلية، وفي المقام الأول الحكومة اليمنية، لتعزيز قدرتها على مكافحة الإرهاب. ووفقًا لمراقب المساعدة الأمنية، تجاوز هذا الدعم لليمن 850 مليون دولار. وفي حين منع هذا النهج إجبار الجيش الأمريكي على الانتشار في اليمن، إلا أنه جعل الدعم مشروطًا بنجاحات مكافحة الإرهاب، وليس الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها.
ويشير التحليل إلى أن الهجمات على الحوثيين وتصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية قد تلحق الضرر بالجماعة، لكنها لن تُساعد القادة السياسيين في اليمن على بناء توافق. وقال "اليمن الآن دولة فاشلة فعليًا، حيث أسباب الصراع وحلوله المحتملة معقدة للغاية، وقد أحبطت هذه التعقيدات صناع القرار الأمريكيين ودفعت البلاد إلى أدنى مستويات أولويات السياسة الخارجية الأمريكية".
الجهل بالصراع في اليمن
وتُشكّل الحرب الأهلية خلفيةً للعديد من آفات اليمن -خصوم يبدون متشددين، وضعف الحكم، والإرهاب، والتدخل الخارجي، والأزمة الإنسانية- وكل منها يُشكّل تهديدًا كبيرًا لاستقراره، ويضمن استمرار كونه على الأرجح تحديًا كبيرًا لصناع القرار الغربيين والإقليميين.
في الواقع، ازدهر الصراع في اليمن إلى حد كبير بسبب جهل الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى وخطواتها الخاطئة. وفق مركز الأبحاث الأمريكي.
وعلى الرغم من أن المواجهة العسكرية في اليمن "مجمدة"، وفقًا لعدة مراقبين، فإن الجمود يؤدي إلى تقسيم محرج، وإن كان غير رسمي، شمال يحكمه الحوثيون وجنوب تحكمه عناصر انفصالية معارضة لهم.
ومع ذلك، وكما يشير غريغوري جونسن، فإن التقسيم "لن يكون نهاية الحرب في الجنوب. بل على الأرجح، سيخلق جولة جديدة من القتال".
وصرح هانز غروندبرغ، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، في يوليو/تموز بأن "السبيل الوحيد للمضي قدمًا في اليمن هو إيجاد حلول مقبولة للطرفين من خلال الحوار والتفاوض".
وبينما يبدو هذا الاحتمال أسهل قولًا من فعل، فإن الولايات المتحدة لا تشارك حتى في مثل هذا الجهد في الواقع، بحسب التحليل الأمريكي. حيث أوضح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن مخاوفه بشأن الصراع اليمني تقتصر على مواجهة التهديدات لمصالح واشنطن في المنطقة. وكما قال في ظهوره نهاية الأسبوع الماضي على قناة فوكس نيوز، "لا نهتم بما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية".
أخبار ذات صلة
ترجمات | 23 مارس, 2025
نيويورك تايمز: السفن لن تعود إلى البحر الأحمر إلا بعد تعرض الحوثيين لهزيمة حاسمة
سياسة | 23 مارس, 2025
أميركا: قضينا على قيادات "كبيرة" من الحوثيين في الضربات على اليمن
سياسة | 23 مارس, 2025
غارات أمريكية تستهدف مواقع للحوثيين في معقلهم الرئيس بصعدة
سياسة | 22 مارس, 2025
غارات أميركية جديدة تستهدف مواقع للحوثيين في الحديدة ومأرب
ترجمات | 22 مارس, 2025
"أمام ترامب فرصة ذهبية".. هل ستسحق القوات الجوية الأميركية الحوثيين باليمن؟