- ترامب يتوعد "بجحيم" في الشرق الأوسط إذا لم يُفرج عن المحتجزين بغزة حماس تعلن عن مقتل وفقدان 33 أسيراً إسرائيلياً خلال الحرب على غزة مركز أميركي: التقارب بين روسيا والحوثيين يشكل انحرافا عن الحياد الأولي الذي تبنته موسكو في حرب اليمن حضرموت.. عناصر تابعة للانتقالي تقتحم فعالية شبابية وتعتدي على المنظمين أردوغان: نأمل إنهاء عدم الاستقرار عبر اتفاق يلبي المطالب المشروعة للشعب السوري حكومة كندا تعلن تصنيف مليشيات الحوثي "جماعة إرهابية" الجيش السوداني يسيطر على منطقة مصنع سكر سنار ويقترب من مدينة ود مدني
أزمة "الرزامي".. بؤرة الحوثي المسكوت عنها.. إلى أين؟ وما الخيارات الممكنة؟
تقارير | 2 ديسمبر, 2024 - 1:16 ص
خاص: يمن شباب نت
لقطة شاشة من برنامج "من الآخر"، يظهر فيها على الشاشة الحائطية "يحي عبد الله عيضة الرزامي" بالزي العسكري
كشف برنامج "من الآخر"، الذي بثته قناة "يمن شباب نت" الفضائية، عن بعض تفاصيل الأزمة الخطيرة "المسكوت عنها" داخل ميليشيات الحوثي الإيرانية، مع أحد جيوبها القبلية المسلحة، والتي أصبحت تشكل رقما عسكريا صعبا داخل الجماعة، رغم عدم خضوعها للتراتبية العسكرية والإدارية لزعيمها الحالي عبد الملك الحوثي، أو حتى الترتيب الأمني المفروض من قبل الحرس الثوري الإيراني على ميليشياتها في اليمن.
وأكد برنامج "من الآخر"، على أن القيادي الحوثي "عبد الله عيضة الرزامي" ونجله "يحيى الرزامي"، باتا يشكلان مصدر قلق حقيقي داخل الجماعة، والذي بدأ بالتنامي تدريجيا منذ تولي زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي القيادة عقب وفاة شقيقه، مؤسس الجماعة: حسين بدر الدين الحوثي عام 2004.
وكشفت حلقة البرنامج التي بثت السبت (30 نوفمبر)، وفقا لمعلومات خاصة، أن هذه الأزمة وصلت ذروتها مؤخرا، حين رفض عبد الله الرزامي، ونجله يحيى الرزامي، أوامر زعيم الجماعة بنقل قواتهما إلى محافظة "تعز"- وسط جنوب اليمن. وتسائل مقدم البرنامج عن الموقف الذي يمكن أن يتخذه الحوثي إزاء رفض أحد قادته أوامره، لا سيما في ظل ما يشاع من حزم ووحدة تنظيمية صارمة داخل الجماعة..؟!
ووصف مقدم البرنامج الصحفي "عبد الله دوبلة" هذه الأزمة بـ"المكتومة"، داخل أجنحة ميليشيا الحوثي، "وخاصة أن هذا الجيب العسكري والقبلي داخل الجماعة ربما غير منظور، ولا يتوقعه الكثيرون، ممن يعتقدون أن جماعة الحوثي تمتاز بوحدة تنظيمية صارمة، ولا يوجد فيها بعض النتوءات أو الجيوب الخاصة، وخصوصا في الجنابين الأمني والعسكري".
واستدرك: "لكن لدينا هذه المرة قصة عن شخص لطالما كان حاضرا في جماعة الحوثي، هو عبد الله عيضة الرزامي، والذي كان رفيقا لحسين الحوثي في مجلس النواب، وشاركه أيضا الحرب الأولى في 2004. والأن معه نجله يحيى عبد الله الرزامي، والذي بات رقما عسكريا صعبا داخل الجماعة، ولا يخضع للترتيب التراتبي في الجماعة".
لماذا يريد الحوثي التخلص من يحيى الرزامي؟ | من الآخر pic.twitter.com/tC8n965N0A
— قناة يمن شباب الفضائية (@TVyemenshabab) November 30, 2024
الرزامي.. خلفية النشأة والولاء
قدم البرنامج خلفية عن "عبد الله عيضة الرزامي"، الذي كان عضوا سابقا في مجلس النواب اليمني (2003) مع حسين بدر الدين الحوثي، مؤسسة الجماعة، وكان شريكه منذ الحرب الأولى في صعده (2004)، وحين لقى الأخير مصرعه على يد قوات الجيش اليمني في نفس العام، وتولي شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الجماعة، أشيع حينها أن عبد الله الرزامي أنشق ورفض الانخراط معهم مجددا تحت قيادة عبد الملك.
ولاحقا ظهر نجله المدعو "يحيى عبد الله عيضة الرزامي"، والذي أصبح يقود مجاميع مسلحة تسمى "محور همدان"، وهو محور حدودي مع المملكة العربية السعودية، وتحديدا مع منطقة نجران- جنوب غرب المملكة. وقد أطلق أسم هذا المحور نسبة إلى قبائل "همدان بن زيد" التي تعتبر أحد أشرس القبائل اليمنية في صعدة، وهي متاخمة للحدود السعودية، ما جعلها تكتسب أهمية كبيرة داخل الجماعة، وأيضا لدولة الجوار (المملكة السعودية).
وبحسب البرنامج، فإن القوات القبلية المسلحة في محور همدان، والتي تتبع عبد الله الرزامي ونجله يحيى، "لا تخضع لتراتبية عبد الملك الحوثي، أو الترتيب الأمني الإيراني..."، حيث يحظى عبد الله الرزامي باستقلال خاص، وهو يقول إنه يوالي حسين الحوثي الذي يؤمن بأنه سيعود..!!
وأعتبر الصحفي "دوبلة" تصريحات الرزامي (الأب) هذه، بأنها "ليست غباء منه"، كما يعتقد البعض، خصوصا وأن حسين الحوثي قد مات، "وإنما ذكاء"، موضحا: "فعندما يؤكد الرجل على أنه يوالي حسين الحوثي، بإعتباره الأصل، فهو بطبيعة الحال لا يوالي شقيقة عبد الملك الحوثي"، الزعيم الحالي للميليشيات الحوثية، "والذي يجد الرزامي نفسه ندا قويا له"...، "وبالتالي هو لا يعترف بزعامة عبد الملك على الجماعة، وإنما يوازيه"، في حين أن كل من عبد الله الرزامي، ونجله يحيى أيضا، بحسب الصحفي دوبلة "يريدان أن يكونا شريكين للحوثي، وليسا تابعين له".
وفي هذا السياق، أشار إلى أن عبد الملك الحوثي "لطالما تعامل مع قوات عبد الله الرزامي ونجله، على الحدود السعودية، باعتبارها جزء من قواته، والتي كانت تهاجم الحدود أحيانا، وبوتيرة أقل أحيانا أخرى"، ما يجعله يخمن أنها "ربما تريد أن تلعب على بناء علاقة جيدة، مع المملكة العربية السعودية"، فعبد الله الرزامي، ونجله أيضا، لم يكونا "يريدان القطيعة التامة مع السعودية".
ولكن على خلاف ذلك، أشار مقدم البرنامج إلى أنه "عندما واجهت الجماعة علي عبد الله صالح، تحركت هذه القوات من صعدة، وشاركت في الحرب ضده، وبقت في صنعاء، خاصة في مناطق همدان وبعض المحاور في محيط العاصمة صنعاء". ما يوحي بتبعيتها للحوثي، مستدركا: "لكن هذا الوجود كجيب عسكري، بات اليوم يقلق، أو لا يروق الجماعة، المسيطر عليها من قبل الحرس الثوري الإيراني، خاصة من الناحية الأمنية".
تصاعد الخلافات
وكشف برنامج "من الآخر"، بحسب معلومات خاصة، أن يحيى، نجل عبد الله الرزامي، رفض توجيهات من زعيم الجماعة، أمره فيها الانتقال بقواته إلى محافظة "تعز"- وسط جنوب اليمن. وفي ظل ما يعتقد من أن مثل هذا الرفض ليس بالأمر الهين حدوثه داخل الجماعة، فقد حدد البرنامج طريقتين أمام الجماعة، وزعيمها عبد الملك الحوثي، للتعامل مع هذه القضية، وكلاهما سيكون لهما تبعات سيئة على الجماعة: "فإما أن يتم القضاء على يحيى عبد الله الرزامي، ويخسر الحوثي قبائل همدان بن زيد، كمقاتلين، وجيب عسكري مهم وغير عادي. وإما أن يتم التغاضي عنه، وحينها يكبر أكثر، ويتعزز كمصدر قلق للجماعة"..!!
وبالتالي، يضيف الصحفي "دوبلة": يمكن القول إن عبد الله عيضة الرزامي، يمثل حاليا، (مع نجله يحيى)، مشكلة داخل الجماعة في التراتبية الأمنية والسياسية مع عبد الملك الحوثي. فهو يواليه من جهة، ومن جهة أخرى يحتفظ باستقلال مالي وإداري وعسكري لقواته، التي لا تخضع للتراتبية الإدارية مع قوات عبد الملك الحوثي".
وأستدرك بالقول: "وهذه بطبيعة الحال مشكلة لجماعة الحوثي، وسنرى ما الذي يمكن أن تقوم به الجماعة معه؟"- يقصد مع "يحيى عبد الله الرزامي"، تحديدا.
استهداف حوثي منظم
في الواقع، حين عجز عبد الملك الحوثي من الحصول على ولاء وتبعية عبد الله عيضة الرزامي، حاول استمالة نجله يحيى من خلال منحه رتبة لواء في الجيش التابع له، كما عينه أيضا رئيسا للوفد العسكري الحوثي المكلف بالتفاوض مع الحكومة الشرعية في العاصمة الأردنية (عمان). ورغم ذلك، بدى وكأن هذا الأخير لم يكن من السهل استمالته وفصله كليا عن مسار والده.
أضف إلى ذلك، أن يحيى الرزامي أتضح أنه كان على علاقة جيدة بالدولة التي تربض قواته على حدودها. حيث ابتعثته ميليشيات الحوثي على رأس وفدها الذي وصل الرياض منتصف العام الماضي (2023) في أول زيارة علنية للحوثيين إلى السعودية، والتي جاءت تلبية لدعوة من المملكة لحضور مناسك الحج. وهناك التقى الرزامي بالأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي، والمسئول المباشر عن ملف الحرب في اليمن. ونتيجة لذلك تعرض الرزامي لهجوم لاذع ومنظم من قبل وسائل إعلام حوثية، قامت بعضها بالتعريض به في أمر محرج لدى تواجده في السعودية، (كما اعتبرته وكالة أبناء (سبأ) التابعة للحوثي بأنه أحد المشاركين، وليس رئيسا للوفد)..!!
وعلى إثر ذلك، عندما عاد يحيى الرزامي إلى صنعاء، سعت جماعته، من قبائل "همدان بن زيد" وقواته المتواجدة في صنعاء، إلى رد الاعتبار إليه من خلال تنظيم استقبال ضخم له في مطار صنعاء، كان لافتا، قبل الانتقال به إلى قاعة أعراس كبيرة مكتظة بالموالين وسط العاصمة. وكان ذلك بمثابة رسالة ليست للسعودية فحسب، وإنما للحوثيين الذين استهدفوه إعلاميا.
لقد تحول يحيى الرزامي، بمساعدة والده، بداية؛ إلى كتلة صلبة مستقلة خارج إطار الجماعة الحوثية، ما جعله، بعد ذلك، يشكل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه داخل الجماعة نفسها. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الحوثية ظلت تتجاهله، حيث لم تكن تغطي أخباره، بحسب ما ذكر في البرنامج؛ إلا أنه عمل على تجاوز ذلك من خلال أنشأه لنفسه منصات وقنوات إعلامية خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، على رأسها منصة "اليوتيوب"، لبث خطاباته وخطابات والده عبد الله الرزامي. ولوحظ أنها تستخدم مسميات خاصة بقواته، مثل: "رزاميون" أو "الرزاميون"، و"المقاتل الباسل"، ما يوحي بإحداث تمييز مقصود لها عن القوات التابعة للحوثي، بشكل كلي. وهذا الأمر، بحسب ما يراه البرنامج: "له دلالاته، بأن هذه القوات لا تخضع بالكامل لعبد الملك الحوثي".
خيارات الحوثي
وتطرق مقدم البرنامج إلى ما يتردد من شائعات بشأن تلقي الرزامي دعما ماليا سخيا من قبل المملكة السعودية، التي وصفها بأن "لها خبرة أيضا في التفكيك، أو في التواصل مع المجاميع داخل الجماعات المعادية"، ما يجعلهما يمثلان حالة إقلاق متزايد لميليشيا الحوثي. إلا أنه عاد ونوه إلى أن الحديث عن الدعم السعودي المذكور ليس مؤكدا، "وربما هي من إشاعات الجماعة الحوثية" ضدهما بهدف "شيطنتهما" حتى "يسهل التعامل معهما عسكريا".
ومع أنه استبعد، بداية، أن يقدم الحوثي على مثل هذه الخطوة، نظرا للدعم القبلي الكبير الذي يحظى به الرزامي من أشد القبائل قوة في صعدة، قائلا: "من وجهة نظري أجد أن التعاطي مع عبد الله الرزامي، أو حتى مع نجله، ليس بالأمر السهل، وستفكر الجماعة الحوثية ألف مرة قبل أن تقدم على خطوة كهذه (القضاء على الرزامي)، باعتبار أنه يحظى بدعم قبلي كبير في الرزامات، وهي قبائل كبيرة، وخاصة قبائل همدان بن زيد في صعدة"، مضيفا: "أظن أن الميليشيا ستتعامل معه كما تعاملت معه دائما، بغض الطرف، ولن تقدم على خطوة خطيرة كالتخلص منه".
إلا أنه عاد لاحقا، وعدل من توقعه السابق إلى عدم استبعاده إمكانية حدوث ذلك، من حيث أن جماعة الحوثي "ربما قد تضطر أيضا إلى التخلص منه، إن مثّلَ حالة إقلاق كبيرة وغير محتملة".
لكن في المجمل، بحسب ما يقرره البرنامج؛ "فيحيى الرزامي، ووالده عبد الله الرزامي، قوة عسكرية وقبلية لا يستهان بها داخل جماعة الحوثي"، مستدركا: "ولنرى ما الذي يمكن أن يفعله عبد الملك الحوثي والمنظومة الأمنية التابعة للحرس الثوري مع هذه البؤرة، أو مع هذا الجيب العسكري القبلي المهم داخل الجماعة؟"
وأضاف: "وهل تسكت الجماعة على رفض يحيى الرزامي نقل قواته إلى تعز وإبقاءها في العاصمة صنعاء. خصوصا وأن بقاء هذه القوات في العاصمة صنعاء يشكل حالة قلق للحوثي، إلى جانب تلك القوات الموجودة في محور الحدود (محور همدان)، والتي هي أيضا تمثل حالة قلق للجماعة".
أخبار ذات صلة
ترجمات | 2 ديسمبر, 2024
مركز أميركي: التقارب بين روسيا والحوثيين يشكل انحرافا عن الحياد الأولي الذي تبنته موسكو في حرب اليمن
سياسة | 2 ديسمبر, 2024
حكومة كندا تعلن تصنيف مليشيات الحوثي "جماعة إرهابية"
عربي | 2 ديسمبر, 2024
وكالة: فصائل عراقية موالية لإيران تدخل سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد
عربي | 1 ديسمبر, 2024
صحيفتان بريطانيتان: نظام الأسد يواجه وضعا قاتما وحلفاؤه عاجزون عن دعمه
محلية | 1 ديسمبر, 2024
وفاة مغترب يمني بحادث مروري مروع في السعودية