- على وقع التقدم المتسارع للمعارضة.. إيران تسحب عناصرها وقادتها العسكريين من سوريا اليمن..وزير الخارجية يبحث مع المبعوثين الأممي والأمريكي الانتهاكات الحوثية.. وواشنطن تقول إن "الصبر الدولي نفد" إب..مليشيا الحوثي تختطف أستاذاً جامعياً وتنقله إلى صنعاء "غوتيريش" يجدد دعوته للإفراج الفوري عن موظفي الوكالات الأممية والإغاثية المحتجزين لدى الحوثيين منذ 6 أشهر الجيش الوطني ينفذ عملية نوعية ضد مليشيات الحوثي شرقي "تعز" وقفة جماهيرية حاشدة في مدينة مأرب تندد بجرائم الاحتلال في غزة مقتل مواطن وإصابة آخر بانفجار لغم حوثي مضاد للمركبات جنوب الحديدة
بعد شهرين من الغارات الإسرائيلية.. كيف تسير القدرة التشغيلية في موانئ الحديدة؟
ملفات| 19 سبتمبر, 2024 - 11:34 م
خاص: يمن شباب نت
حرائق في خزان وقود بميناء الحديدة بسبب غارات الاحتلال الاسرائيلي في 20 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)
بعد شهرين من العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة (غربي اليمن) تعرضت منشآت تخزين المشتقات النفطية لدمار، أدى لتراجع قدرات الموانئ التي تعد الشريان الرئيسي للمحافظات اليمنية الأكثر كثافة في السكان، التي يسيطر عليها الحوثيون.
وشن الاحتلال الإسرائيلي نحو 20 غارة جوية في 20 يوليو/ تموز الماضي، على ميناء الحديدة، واستهدفت الغارات بصورة رئيسية خزانات الوقود في الميناء ما سبّب اندلاع حرائق ضخمة استمرت عدة أيام، بالإضافة إلى تدمير رافعات في الميناء.
يرصد "يمن شباب نت" في هذا الملف، حجم الضرر الذي لحق بميناء الحديدة والموانئ الأخرى، بعد الغارات الإسرائيلية في الوقت الذي يمتنع الحوثيون الحديث عن الأزمة التي تعانيها في ميناء الحديدة التي تعد أهم مصدر لإيرادات الجماعة.
وتحدثت مصادر متعددة عن "أزمة في تموين المقطورات خلال الأسابيع الماضية بمواني الحديدة، ومحاولة التكتم عليها من قبل الحوثيين" في ظل مخاوف من أزمة تموينية في الغاز المنزلي ويطالب سائقو الشاحنات المتكدسة في الميناء بالسماح لهم تعبئة المقطورات من منشأة صافر في مأرب. ويمتنع الحوثيين عن الرد أو إيجاد حلول للأزمة.
تراجع قدرات الميناء
قالت مصادر ملاحية في موانئ الحديدة إن سفن الغاز والوقود المتوجهة إلى الموانئ تراجعت بشكل كبير منذ شهرين، بعدما ألحقت غارة إسرائيلية دمارا واسعا بمنشآت التخزين الرئيسية في ميناء الحديدة. وأضافت المصادر لـ"يمن شباب نت"، أنه "لا توجد أي ناقلة مسجلة لنقل الوقود أو الغاز المسال في الحديدة تتجه إلى الميناء، وفق قائمة السفن المقرر أن ترسو في الميناء".
وتمتنع مؤسسة موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثي والغرفة التجارية بأمانة العاصمة والمركز الإقليمي وعدة منافذ إخبارية حوثية عن نشر حركة السفن بمواني الحديدة منذ منتصف يوليو الماضي، قبل غارات الاحتلال الإسرائيلي بأسبوع، بدون تفسير عدم النشر.
وأفاد مصدر في إحدى شركات الملاحة، بأن "ميناء الحديدة أصدر إشعارًا رسميًا للسفن، يطلب منها عدم الوصول، كان هذا مؤشرًا رئيسيًا على عدم قدرتهم على استقبال النفط والغاز السائل".
وقال سائقو شاحنات نقل الغاز في منتصف سبتمبر الجاري– في بيان- إن سفينة غاز واحدة راسية في ميناء رأس عيسى منذ فترة طويلة وليس بها ما يكفي من الغاز سوى بحدود تتراوح ما بين 200-300 قاطرة. وقالوا "أن ريحا شديدا دمر معدات في رصيف الميناء بني بطريقة مخالفة للمقاييس وأخرج الرصيف عن الخدمة".
وكشف الصحفي فارس الحميري، أن سفينة كانت راسية في ميناء رأس عيسى انزلقت مطلع سبتمبر ودمرت شبكة من الأنابيب والمعدات والمحابس، بعد ما وظف الحوثي طاقما جديدا من الفنيين في الأسابيع الماضية، وأدى ذلك الانزلاق إلى تعطيل عملية التفريغ البدائية التي كانت قائمة في الميناء.
للمزيد اقرا..
- هيومن رايتس: الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة "جريمة حرب محتملة"
- ميناء الحديدة.. طورته الثورة اليمنية وعسكره الحوثيين وأحرقته إسرائيل
- لماذا اختارت إسرائيل قصف المنشآت النفطية في ميناء الحديدة؟
وتقدر سعة الخزانات في ميناء رأس عيسى بنحو 50 ألف طن من الوقود، وخلال السنة الماضية زعم الحوثيون أنهم يسعون لبناء خزانات جديدة بحيث تصل السعة إلى 75 ألف طن. ورغم مرور سنة من إعلان الحوثيين هذا، لا يوجد أي أثر لتلك المشاريع التي زعم أنه سينفذها..!!
وتظهر صور من محيط مينائي رأس عيسى والصليف انعدام البنية التحتية، وعدم وجود أي مبان إدارية وفنية لتشغيل الميناءين، كما لا توجد بوابات لميناء رأس عيسى ولا خطوط اسفلتية واسعة، ولا أرصفة أيضا.
وأفادت مصادر ملاحية لـ"يمن شباب نت"، إن ميناء رأس عيسى صغير ويعرف بأنه مغلق، وأن حجم نشاطه أبطأ بعشرين أو ثلاثين مرة عن ميناء الحديدة الرئيس ويفتقر لبنية تحتية ورصيف وغيرها من البنية التحتية اللازمة لنشاطه.
وذكرت أنه "كان سابقاً يتم تفريغ ناقلة كل يوم بوفق قدرات الميناء، الان يستغرق تفريغ الناقلة الواحد ما بين 20 إلى 30 يوماً".
الأضرار على ميناء الحديدة
أظهرت بيانات مفتوحة المصدر، الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحق بميناء الحديدة، حيث تقلص حجم التخزين الذي كان يستوعب من 40إلى 50 ألف طن، وكانت طاقة التفريغ السابقة قبل انقلاب الحوثي حوالي 50 ألف طن من النفط والغاز السائل كل 48 ساعة أو نحو ذلك، وهذا يعتمد على عدد مرات رسو السفن وحجم تلك الحاويات.
وتشير البيانات - التي اطلع عليها "يمن شباب نت"- "الميناء يعمل بنحو 30% من طاقته الأصلية، وأن الحوثيين كانوا يفرغون يوميا من خزانين إلى ثلاثة خزانات وقود أو غاز، أما الآن فإنهم يفرغون خزانا واحدا شهريا".
وتكشف حركة التتبع الملاحية إلى أن سفن نقل الوقود إلى ميناء الحديدة لم تتلق أي دعوات جديدة لرسو الناقلات في الميناء خلال نحو أربعة أسابيع على الأقل حتى 21 سبتمبر/أيلول، وهذا يعني أن الميناء سيظل مغلقاً لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.
وتشير البيانات إلى أن أنابيب الغاز في ميناء الحديدة تم تدميرها بالقصف وتحتاج إلى تكلفة كبيرة لإعادة بنائها، وأشهرا من العمل المتواصل، ولم يرصد الحوثي أي موازنة جديدة لإعادة البناء بدلا عن المدمرة.
ولتوضيح حجم الأضرار – وفق مصادر مطلعة – فإنه حالياً إذا كانت هناك سفينة تحمل 30 ألف طن من الوقود يحتاج تفريغها إلى 1300 شاحنة وقود خلال 24 ساعة، وهو ما لا يتسع له ميناء الحديدة الرئيسي، ويفتقر لذلك كليا ميناء رأس عيسى المتهالك.
ووفق تقديرات الحوثيين، بلغ حجم الأضرار المادية للضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة نحو 20 مليون دولار من دون احتساب الخسائر النفطية، وقال نصر النصيري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر (التابعة للحوثيين) "إن الخسائر "تتجاوز 20 مليون دولار بالنسبة للميناء، أما المنشآت النفطية فالتقدير متروك لوزارة النفط". وفق تصريح نقلته الوكالة الفرنسية.
تدمير نحو 38 خزاناً.. هل يستطيع الحوثيين إعادة بنائها؟
دمرت الغارات الإسرائيلية في عدوانها على ميناء الحديدة، ما لا يقل عن 38 خزانا تقريبا؛ تتراوح سعتها بين: 10 آلاف طن للحجم الكبير، وثلاثة آلاف طن للحجم المتوسط، وألف طن للحجم الصغير.
ولبناء خزان يتسع لثلاثة آلاف طن، استغرقت شركة شل النفطية الهولندية العملاقة، على سبيل المثال؛ مدة ستة أشهر لبناء خزان واحد بهذه السعة. بينما استغرقت دول أوروبية أخرى قرابة سنة كاملة لبناء مثل هذا الخزان. لذا ليس من المتوقع أن يتمكن الحوثيين من بناء خزانات بديلة بسهولة. وفي حالة قرروا إعادة بنائها فعلا، فقد يستغرق ذلك ضعف هذه المدة. ومع قلة الموارد المتاحة وضعف الإمكانيات والقدرات اللازمة، فمن المرجح أن تتضاعف المدة أكثر من ذلك بكثير..!!
ويحتاج بناء الخزانات موادا فولاذية صلبة، وأنظمة استشعار وتبريد، وقياس وتدفئة. كما تحتاج إلى أنابيب ضخمة تمتد لأميال تحت الأرض ومضخة وأسلاك ووقتا طويلا من العمل، وجهودا احترافية وشركات عملاقة لبنائها مجددا.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية تسربا للوقود من الخزانات التي قصفت في يوليو/ تموز الماضي إلى البحر، في إشارة إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية ربما أصابت أيضا تلك الأنابيب، إذا لم يكن حدثاً آخر تسبب بذلك.
ويبرز هنا سؤول، هل يمكن افراغ السفن من الغاز بشكل مباشر، إلى مقطورات النقل، تفيد مصادر مطلعة أنه "في حالة السعة القصوى ثلاثين ألف طن فإن ميناء الحديدة يحتاج لمساحة كبيرة تكفي لدخول 1300 شاحنة سعة 20-25 طنا لكل شاحنة إلى رصيف ميناء الحديدة لتفريغها في يومين".
وذكرت المصادر "أن ميناء الحديدة لا يتسع لذلك العدد الضخم من الشاحنات، فضلا عن فقدانه للإمكانيات الفنية التي تقوم بتلك العملية، في حال قرر الحوثي القيام بها لتخطي أزمة تدمير الخزانات في الميناء".
وكشفت مصادر عن حملة اختطاف طالت عمال، بسبب توقف نقل الغاز من ميناء راس عيسى. وقالت مصادر عاملة في سوق النقل "إن مليشيا الحوثي خطفت الأسبوع الماضي شخصين أثناء احتجاجهما على توقف عملية نقل الغاز من ميناء الحديدة".
مخاوف من أزمة تموينه في الغاز
وحصل "يمن شباب نت" على وثيقة خاصة، تكشف طلب إدارة شركة الغاز بالحديدة من السائقين التوجه إلى ميناء رأس عيسى لتعبئة المقطورات بشحنات الغاز، بعد توقف. ولم توضح الوثيقة الحوثية مدة التوقف، لكنها لم تتحدث أيضا عن سبب استئناف الغاز دون وصول سفن غاز جديدة إلى الميناء.
وكشفت مصادر خاصة لـ"يمن شباب نت"، "أن هناك أكثر من 600 شاحنة (قاطرة) تنتظر دورها منذ 40 يوماً من أجل نقل الغاز إلى المحافظات اليمنية المختلفة التي تقع تحت سيطرة ميلشيات الحوثي".
وحصل "يمن شباب نت" على وثيقتين لسائقين محتجين يتهمون فيهما مليشيا الحوثي وشركة الغاز بميناء رأس عيسى بمحاصرتهم ومنعهم من تحميل الشاحنات دون توضيح الأسباب. وفي إحدى الوثائق طالب سائق تعويضهم عن المصاريف التي يتكبدونها في التأخير.
الوثيقة قدمت من سائقي المقطورات وموجهه لوزير النفط في حكومة الحوثيين (غير معترف بها)، حذرت من حدوث أزمة تموينية في كافة المحافظات اليمنية. وطالب السائقون السماح لهم بتعبئة حصصهم من منشأة صافر في مأرب التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وأظهرت صورة - حصل عليها "يمن شباب نت"- مئات الشاحنات المخصصة لنقل الغاز متوقفة منذ أكثر من سبعة أسابيع في ميناء رأس عيسى تنتظر من أجل تموينها بالغاز.
وكانت مليشيا الحوثي منعت استيراد الغاز المنزلي من منشأة صافر في مأرب، في مايو/ آيار 2023 واستبدلته باستيراد خارجي ضمن سلسلة إجراءات في إطار حربها الاقتصادية على الحكومة الشرعية، التي حذرت ان ذلك سيضاعف سعره على المواطنين وقالت حينها "ان الميلشيات تتاجر بقوت اليمنيين".
إيرادات الحوثيين
تجني مليشيات الحوثي، -وفق تقديرات اقتصادية-، أكثر من 3 ملايين دولار يوميًا من أرباح استيراد وبيع المشتقات النفطية بمناطق سيطرتها والتي تعد الأكثر كثافة سكانية في اليمن، وهذا يعني ان ميلشيات الحوثي تخسر كثير من العوائد الاقتصادية.
أما الضرائب المعلنة فتجني منها المليشيا الحوثية أكثر من ملياري دولار سنويا، ولا تشمل الجبايات التي تنتزعها بعشرات المسميات التي اسستها الميلشيات خلال السنوات الماضية، بهدف الجبايات على التجار والمواطنين في مناطق سيطرتها.
الإحصائيات الحكومية في أغسطس/ آب 2023 تشير إلى أن كميات المشتقات النفطية التي دخلت عبر ميناء الحديدة خلال عام، من أبريل/ نيسان 2022 وحتى ذات الشهر في 2024 بلغت «6518000» طن، وأن الحوثيين يفرضون مبالغ مادية تصل إلى أكثر من 50 ريال يمني عن كل لتر يباع في مناطق سيطرته.
ويصل إجمالي إيراد الحوثيين بإجمالي اثنين مليار دولار صافي حصتها المباشرة عن بيع تلك الكميات. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن "157 سفينة محملة بالنفط تم التصريح بدخولها وأفرغت حمولتها في ميناء الحديدة منذ إعلان الهدنة الأممية مطلع أبريل 2022".
أخبار ذات صلة
عربي | 6 ديسمبر, 2024
"لم يكن مفاجئا".. فورين بوليسي تكشف عن أسرار الانهيار السريع لنظام الأسد
تقارير | 5 ديسمبر, 2024
على وقع انتصارات ثوار سوريا.. خطاب يائس ومهزوز لعبدالملك الحوثي
غزة | 5 ديسمبر, 2024
"بتحس إنك مش بني آدم".. تحقيق للعفو الدولية يؤكد وقوع "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في غزة
غزة | 4 ديسمبر, 2024
قطر تدافع عن خيارها السماح لحركة حماس بمواصلة تشغيل مكتبها السياسي من الدوحة
غزة | 4 ديسمبر, 2024
رويترز: حماس تحدد آلية التعامل مع أسرى الاحتلال تحسبا لأي "مغامرة" إسرائيلية
عربي | 3 ديسمبر, 2024
إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول كبير بحزب الله في دمشق