الأخبار
Image Description

عبدالله السامعي

11 فبراير.. مسار جامع لمواجهة الحوثي

‫أراء‬| 10 فبراير, 2025 - 7:45 م

المقاومة الشعبية ضد الانقلاب الحوثي اندلعت من رحم ثورة 11 فبراير، لأن الوضع لا يحتمل التسامح مع مشروع وأد الجمهورية كما تسامحت الثورة من قبل مع النظام السابق عندما أتاحت له فرصة المشاركة مجددا في العملية السياسية وإصلاح مؤسسات الدولة..

وعندما غير الرئيس السابق علي عبدالله صالح موقفه من مساندة الحوثيين إلى مواجهتهم في نهاية 2017م، كان ذلك ثالث موقف يلتقي به مع توجه الثورة (بعد المشاركة في حكومة باسندوة وفي مؤتمر الحوار الواطني الشامل)، قُتل صالح وهو يواجه الحوثي، وتمكن نجل شقيقه العميد طارق صالح من الوصول إلى المخا وتشكيل قوة عسكرية مناهضة للحوثي.

 وبغض النظر عن عدم خوض المعركة في الميدان، إلا أن طارق الان في أعلى هرم السلطة الشرعية، ويمكن تبرير عدم مشاركته في الحرب ضد الحوثيين بأن المعركة لا تزال متوقفة بفعل القرار السياسي رغم أنه أفصح من قبل برفضه لاتفاق ستوكهولم المجحف باعتباره ليس طرفا فيه، وتصريحاته تلك إيجابية لأن الحوثي وحده فقط من استفاد من الاتفاق بينما قدمت الشرعية تنازلات دون مقابل، والأهم الان أن جميع القوى المناهضة للحوثي تؤكد جاهزيتها العسكرية للمعركة الحاسمة..

في كل المراحل السابقة كانت القوى المساندة للثورة هي من تقدم التنازلات لرموز نظام صالح بدءاً بالحصانة ثم بالمشاركة في الحكومة وفي مؤتمر الحوار وصولا إلى قبول طارق صالح كقوة عسكرية في المناطق المحررة ووجوده في مجلس القيادة الرئاسي، وفي مقابل كل ذلك لم يقدم أنصار صالح أي تنازل منذ تنحيه عن الرئاسة، وفي كل ذكرى لثورة 11 فبراير منذ 2018م تظهر دعوات بعض أنصار صالح بعدم الاحتفال بذكرى الثورة لتأكيد وحدة الصف الوطني ضد الحوثيين، أي أن مطلبهم أصبح إقصاء قوى الثورة تماماً مقابل أن يبقوا فقط في الصف الوطني!

إذا لم تكشف لهم كل التجارب السابقة خلال 14 عاما أن درب ثورة فبراير هو المسار الصحيح نحو استعادة الوطن وإعادة بناء مؤسساته، فكيف يمكن إقناعهم بالتخلي عن فكرة الانتقام من الثورة والتوقف عن حملات تشويهها؟!

كان يفترض أن القفز من مساندة الحوثي إلى مواجهته، الذي يحمل تناقضا جذريا وتحولا إيجابيا في الموقف السياسي، يكفي للتوقف عن حملات تشويه الثورة والرغبة في الانتقام منها، والقبول بها باعتبارها ثورة تصحيحية لمعالجة أخطاء النظام السابق - وذلك يشمل أخطاء السلطة والمعارضة في نفس الوقت- خاصة وأنهم قبلوا بعد الثورة بالمشاركة في العملية السياسية التي رفعت شعار معالجة تلك الأخطاء.

أي طرف لا يستطيع التكيف مع الواقع وتقديم التنازلات من أجل المصلحة العليا هو بذلك يتجه نحو الفناء، لأن افتقاده للمرونة سيجعله في مواجهة صفرية كل مرة مع طرف، وليس أمام جميع القوى المناهضة للحوثي الان سوى القبول ببعضها كما هي والتركيز على النقاط المشتركة بدلاً عن التمترس وراء الرغبات التي حتى إذا تحققت حاليا لن تكون سوى صورة لنصر زائف، خاصة وأن الوضع لا يحتمل المزيد من التفكك، فالتوحد عن قناعة وبجدية لإنهاء انقلاب الحوثي أفضل وأكثر تأثيرا من التوحد تحت سوط الحوثي الذي يناصب الجميع العداء.

(من صفحة الكاتب)

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024