النساء اليمنيات يواجهن ظلامية مليشيات الحوثي بحملة "الهوية اليمنية" (تقرير)

على خطى نظام ولاية الفقيه وحركة طالبان الأفغانية؛ تواصل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تشديد القيود على النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بإجراءات متخلفة قوبلت بتنديد واستنكار واسع في أوساط اليمنيات.

وعقدت مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن، قبل أيام اجتماعا في صنعاء، لإقرار ضوابط خاصة تفصيل العبايات النسائية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن خطواتها للتضييق على المواطنين ومصادرة حريتهم خصوصا النساء.
 
وضم الاجتماع الذي عقد في المركز الثقافي بصنعاء مسؤولين مدنيين وأمنيين رفيعين في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) من بينهم وكيل وزارة الداخلية وأمين العاصمة ومدير أمن الأمانة ووكيل وزارة الثقافة، إضافة إلى مالكي محال بيع وخياطة العبايات النسائية.
 
المسؤولون الحوثيون أبلغوا مالكي محال خياطة وبيع العبايات النسائية بالضوابط التي أُقرت من قبلهم فيما يخص شكل العباية، وحذروهم من عدم الالتزام بتلك الضوابط.
 
وألزمت مليشيات الحوثي، أصحاب المحال ببيع العبايات الفضفاضة ذات الخمار فقط، وأن تكون ألوانها سادة، بينما منعوا "المزهنقة ذات الألوان، أو المخصرة أو القصيرة".
 
انتهاك حقوق المرأة

 سبق أن فرضت مليشيات الحوثي سلسلة إجراءات ضد النساء منها منع النساء من السفر دون محارم، وأغلقت العديد من برك السباحة وقاعات الرياضة المخصصة للنساء في صنعاء شهر آب/أغسطس الماضي، كما منعت حفلات التخرج المختلطة من الجامعات وفي المطاعم.

وبشأن الخطوة الأخيرة للمليشيا، تقول الناشطة انتصار الرفاعي لـ"يمن شباب نت" إن "نساء جماعة الحوثي سيوافقن على مخرجات اجتماع القيادات الحوثية مع الخياطين، غير أن فئة كبيرة من الشعب ستعارض هذه المخرجات التي تأتي في إطار التضييق على الحريات العامة".
 
وأضافت، أن هذه الإجراءات "تؤثر نفسيا على الفتيات وأولياء الأمور في مناطق سيطرة الحوثي، خاصة إذا ما علمنا أن لباس النساء اليمنيات يعد من أكثر اللباس حشمة، ولا يتعدى تعاليم الدين ولا الأعراف والتقاليد، ومع ذلك لا أعتقد أنه سيكون هناك خطوات لمواجهة هذه الإجراءات في مناطق سيطرة الحوثي".
 
من جهتها قالت أماني العنسي طالبة في جامعة صنعاء لـ"يمن شباب نت" إن "الحوثيين ينتهكون حقوق المرأة ويتدخلون في خصوصيتها، ويقدمون أنفسهم كأوصياء عليها، ووصل بهم الحد إلى التدخل في لبسها".
 
وأكدت أن "هذا الأمر سيضاعف من حالة الاحتقان الشعبي ضد هذه الجماعة الكهنوتية والظلامية، وإن الشعب سيقاوم هذه الجماعة بكل الوسائل المتاحة، وانشغال الحوثيين بسفاسف الأمور دليل قاطع على أن هذه الجماعة تعيش آخر أيامها، وهي الآن بمرحلة الإفلاس".
 
الهوية اليمنية
 
النساء اليمنيات قررن مواجهة قرارات الحوثي بتنظيم حملة في وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج "الهوية اليمنية" لعرض الأزياء الشعبية التي تمتاز بها مناطق اليمن المختلفة.
 
وتهدف الحملة للتنديد بقرارات مليشيات الحوثي التي اعتبرنها صادرة عن جماعة ظلامية، وتأتي في سياق التضييق على الحريات العامة، وهي السياسة التي تنتهجها المليشيا الحوثية.
 
وعن جدوى حملة الهوية اليمنية في مواجهة قرارات مليشيات الحوثي؛ تقول الصحفية أفنان توركر لـ"يمن شباب نت" إنه" لطالما كان لبس اليمنية يؤرق جزءاً كبيراً من مجتمعنا اليمني -مع الأسف- لكن لم يسبق أحدٌ جماعة مليشيا الحوثي بتعليق إخفاقاتها في المعارك وما يسمونه تأخير النصر على النساء".
 
وأضافت،" عموماً مجتمعنا لم يصل للحد الذي تُحدث فيه الحملات الإلكترونية تغييراً على الواقع، مع ذلك أختار المشاركة في مثل هذه الحملات والترندات لأنها السبيل الوحيد لقول لا في وجه الرجعيين بكل أشكالهم".
 
وتابعت توركر، "مشكلتنا الحقيقية ليست فقط في محاولة تقييد حرية النساء في لبسهن وخروجهن ودخولهن إنما مشكلتنا أكبر مع المليشيا التي تواجه مجتمعنا بفكر وعقيدة رجعية مستوردة وبالسلاح ولا تتم مواجهتها إلا بالفكر والعلم والسلاح، ويكون هذا حين يكون لدينا دولة معها إرادة وقرار".
 
وتأتي خطوة مليشيات الحوثية الحوثي كامتداد لسياستها المتمثلة بالتضييق على الحريات، ومحاولة فرض منهجها الظلامي على القاطنين في مناطق سيطرتها، حيث تسعى الجماعة لتغيير أفكار ومعتقدات الشعب بأفكار ومعتقدات مستوردة من النظام الإيراني.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر