"وفاة إيرلو لن يؤثر على حرب اليمن".. مجلة أمريكية: أيديولوجية الحوثي في غسل أدمغة مقاتليه تنذر باستمرار العنف

[ دخان يتصاعد من موقع ضربات جوية للتحالف العربي في صنعاء، 7 مارس 2021 (رويترز) ]

قالت مجلة أمريكية بأن وفاة حسن إيرلو، مندوب إيران لدى الحوثيين، لا تعني أن الحرب في اليمن ستنتهي في أي وقت قريب، معتبرة بأن الضربات الجوية السعودية المستمرة وانتقام الحوثيين، أمور تقضي على أي احتمالات للسلام، وحذرت من أن أيديولوجية جماعة الحوثي في غسل أدمغة مقاتليها تنذر باستمرار العنف في البلاد.
 
وأضاف تقرير لمجلة «Inside Arabia» بالقول بأن وفاة ايرلو، تمامًا مثل وصوله إلى اليمن في عام 2020، أطلق رحيل إيرلو العنان لمشاعر متضاربة بين اليمنيين، حيث وفور تلقي نبأ وفاته وصفه اليمنيون الموالون للحوثي بالشهيد، في المقابل اعتبره المعارضون مجرم حرب، بحجة أن رحيله يمثل ضربة موجعة للحوثيين.
 
ووفق التقرير الذي - ترجمة "يمن شباب نت" - اعتبر الإيراني إيرلو مهندس العمليات العسكرية للحوثيين في مأرب، التي حصدت معركتها الشرسة آلاف المقاتلين من الجانبين.
 


وأشار التقرير: "لسوء الحظ فإن زوال إيرلو لا يعني أن نهاية الحرب في اليمن وشيكة، وذلك لأسباب مختلفة".
 
أولاً، كانت جماعة الحوثي المتمردة تقاتل الحكومة اليمنية منذ عام 2015، ثم تحالفت مع الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح، وسيطروا على عدة محافظات منذ ذلك الحين، كل التقدم العسكري للجماعة حدث في غياب إيرلو، لذلك يمتلك الحوثيون كل الإمكانيات المطلوبة لمواصلة القتال في عدة محافظات مثل مأرب والحديدة والضالع وتعز.
 
ولفت التقرير "بأن العلاقة بين وجود إيرلو في صنعاء والعمليات العسكرية للحوثيين ليست قوية للغاية، فعلى مدى السنوات السبع الماضية، تصرف الحوثيون كدولة على المستوى العسكري، اذ طوروا قدراتهم الصاروخية وتمكنوا من حشد آلاف المقاتلين، مما يشير إلى استمرار تنظيمهم وإدارتهم، ولن تتوقف غاراتهم فجأة، لا سيما في مأرب الغنية بالنفط".
 
بلا منازع، تتلقى الجماعة دعمًا عسكريًا من إيران، لكنها لا تعتمد كليًا على الجمهورية الإسلامية، حيث تسعى قيادة الحوثيين جاهدة لوضع مخططات عسكرية للتعامل مع خصومهم وعرقلتهم، وبالنظر إلى تجربة الجماعة في الحرب وأيديولوجيتها المتبعة لغسل أدمغة مقاتليها، من المتوقع أن يستمر العنف.
 
ثانيًا، تماشيًا مع إجلاء إيرلو وموته، زاد التحالف العربي بقيادة السعودية مؤخرًا من غاراته الجوية في اليمن، لا سيما في صنعاء، في 21 ديسمبر/ كانون الأول، قصفت الغارات مطار صنعاء الدولي، مما تسبب في دمار هائل، حيث من المرجح أن يؤدي ذلك إلى انتقام الحوثيين.
 
علاوة على ذلك، كلما زاد الدمار الذي لحق بالبنية التحتية المدنية مثل المطارات والمستشفيات والطرق، كانت فرصة الحوثيين أفضل لجذب المقاتلين من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، حيث أنه وغضبًا من هذه التفجيرات، انضم الناس في المناطق التي يديرها الحوثيون إلى ساحة المعركة لدعم مقاتلي الحوثيين، ومع اتساع نطاق العنف، ستستمر جهود السلام في الضعف.
 


ثالثًا، أدى رحيل إيرلو إلى زيادة العداء بين السعودية وإيران، حيث جادلت طهران بأن التأخير في نقل إيرلو من صنعاء أدى إلى وفاته، وألقت باللوم على المملكة العربية السعودية في تعاونها البطيء.
 
بينما تقول إيران إن كوفيد -19 أودى بحياة إيرلو، فإنه لا يوجد إجماع عام على سبب وفاته، وقد وصفته وسائل إعلام إيرانية رسمية وشخصيات حوثية بارزة بأنه شهيد، وهو مصطلح يناسب القتلى في المعارك، وليس من ماتوا بفيروس.
 
تزعم بعض المصادر أن غارة جوية سعودية أصابت إيرلو في اليمن، ونقل الموقع الإخباري الإيراني "كيهان"، عن مصادر "مطلعة"، أن الرجل أصيب في غارة جوية في صنعاء، وذكر المصدر أن الأنباء التي تزعم إصابة المبعوث الإيراني بكوفيد -19 كانت مزيفة.
 
بغض النظر عن سبب الوفاة، فقد أدى رحيل إيرلو إلى زيادة حدة العداء الإيراني السعودي، وهذا ليس مؤشر إيجابي للسلام في اليمن، إذ سيستمر الخصوم اللدودين في دعم وكلائهم في الدولة التي مزقتها الحرب، وسيستمر الصراع بلا هوادة.
 
في التحليل النهائي، لا يمكن أن تساعد وفاة قادة أو سياسيين معينين في إرساء الأساس للسلام في اليمن، فقد سلم الزعيم السابق علي عبد الله صالح السلطة في عام 2012 وقتل في اشتباكات مع الحوثيين في عام 2017، وقتل الرئيس المعين من قبل الحوثيين صالح علي الصماد في غارة جوية سعودية في الحديدة عام 2018، كما لقي العديد من جنرالات الجيش اليمني من الجانبين مصرعهم في الحرب، لكن السلام لم يحضر أبدا.
 
واختتم التقرير بالقول: "لوقف الحرب في اليمن، هناك حاجة إلى حل دولي وإقليمي، فضلاً عن تنازلات جدية من جميع أطراف النزاع".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر