في ظل أزمة "كورونا".. إرتفاع أسعار السلع يُثقل كاهل المواطنين ويهدد معيشتهم (تقرير خاص)

خلال الأسابيع الماضية ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بشكل لافت مقارنة مع الأشهر الماضية وخصوصا فيما يتعلق بالسلع الاستهلاكية خلال رمضان، والتي بدورها انعكست سلبا على نمط الحياة اليومية لدى العديد من الأسر التي تعودت على شرائها.
 
وما إن حل شهر رمضان المبارك إلا وبدأت الأسعار بالارتفاع وتسببت بحرمان غالبية المواطنين من شراء متطلبات كثيرة كانت مهمة في مائدة الأسرة اليمنية خلال الإفطار، بالإضافة إلى السلع الأساسية المهمة التي تتعلق بقوت الناس ومعيشتهم.
 
ويشكو سكان العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، من ارتفاع معظم أسعار السلع الأساسية القمح والدقيق والسكر والزيوت والتي ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة المئة مقارنة مع الأعوام الماضية.
 
ومع غياب الرقابة على التجار ترتفع حدة الأسعار بشكل كبير، ووفقا للسكان "أن تفاوت الأسعار بين تاجر وآخر يظهر مدى الاستهتار بقوت الناس مستغلين غياب الرقابة، بالإضافة إلى عدم الشعور بالمسؤولية إزاء الوضع السيئ الذي يعشيه المواطنين بفعل الحرب".
 
 
وخلال السنوات الماضية أصبحت الأسعار ترتفع بمعدلات جنونية، وذلك بفعل الاتاوات والجبايات الحوثية على التجار وبفعل الانهيارات المتتالية في سعر صرف العملة المحلية وفي هذا العام برزت جائحة كورونا في مقدمة أسباب ارتفاع الأسعار.


الحوثيون وكورونا
 
يقول المحلل الاقتصادي عبد الواحد العوبلي "إن جائحة كورونا المستجد سببت قيوداً في كل دول العالم على الاستيراد كما أدى اقفال العديد من المصانع في أكبر الدول الصناعية في العالم إلى شح في العرض من البضائع خصوصاً في بلد مثل اليمن الذي يعاني أساساً من حصار خارجي يصعب وصول البضائع إلى موانئه".
 
وأضاف في حديث خاص لـ "يمن شاب نت"، "أن القيود والاتاوات التي فرضتها ميليشيا الحوثي الانقلابية على مداخل المناطق الخاضعة لسيطرتهم تسبب في ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين".
 
وأشار "العوبلي" إلى أن الطلب الناشئ من قدوم شهر رمضان سبباً إضافياً لزيادة أسعار المواد الغذائية ووصلت إلى 15-20 % مقارنة مع الأسعار قبل رمضان. كما ظهرت زيادة كبيرة في اسعار الخضروات والفواكه بسبب رمضان وبسبب اتجاه الكثير من المنتجات اليمنية للتصدير إلى دول الخليج. بحكم أن دول الخليج فقد مصادر توريد الخضروات السابقة بسبب أزمة كورونا".
 
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قال أمس الثلاثاء، إن أسعار المواد الغذائية في اليمن ارتفعت بسبب فيروس كورونا. وأوضح البرنامج - في تغريدة بتويتر- أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجمة عن جائحة كورونا سوف يصيب بشكل أكثر العائلات الضعيفة في اليمن".
 
وشدد على "ضرورة استمرار المساعدات الغذائية كونها شريان حياة بالنسبة لليمنيين".
 
 
أعباء على المواطنين

"محمد أمين" وهو موظف حكومي في العاصمة صنعاء قال "إن الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية الأساسية هذا العام جعلت غالبية المواطنين يستغنون عن التسوق وشراء كثير من الحاجات التي تخص رمضان، والاكتفاء بشراء الأشياء الضرورية".
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شاب نت" أن شهر رمضان هذا العام ترافق مع ظروف أشد قساوة من السنوات الماضية في ظل مخاوف الناس من فيروس كورونا وتأثيراته على حياتهم التي هي أساساً سيئة للغاية بسبب حالة الحرب وما رافقها من مأساة.
 
ويعيش غالبية الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين بلا رواتب للعام الرابع على التوالي، في ظل ارتفاع متزايد بتكلفة المعيشة وارتفاع أسعار السلع، وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها الاقتصاد اليمني بفعل هبوط الريال اليمني إلى مستويات قياسية.
 
من جانبه تحدث "محسن الوصابي" (53 عام) بحسرة وغضب قائلا "أن ارتفاع الأسعار هذا العام أثقل كاهلنا حيث لا أعمال ولا مساعدات غذائية نعيش بضيق لا يعلم به إلا الحي القيوم".
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شاب نت" نحن بالكاد نستطيع الحصول على أبسط الأشياء الضرورية ومع ذلك ما يزال التجار يستغلون موسم رمضان برفع الأسعار وأصبحت عادة عندهم في كل عام دون مراعاة لحالة الناس التي يعيشونها.
 
ويعاني غالبية المواطنين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيات الحوثية من أوضاع قاسية نتيجة انعدام فرص العمل وانقطاع الرواتب وارتفاع أسعار السلع بالإضافة إلى تضيق الحوثيين على المواطنين وذلك انعكس على تراجع قدرات المواطنين الشرائية في الوقت الذي يحتاج فيه أكثر من 80% من المواطنين إلى مساعدات عاجلة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر