تقرير استخباراتي بريطاني يحذر: السعودية ستتحمل كُلفة دعم الإمارات للانفصاليين في اليمن (ترجمة خاصة)

حذر تقرير بريطاني من أن عودة الحركة الانفصالية جنوب اليمن، بدعم اماراتي، سوف تزيد من تكاليف الجهود السعودية لهزيمة الحوثيين المدعومين من طهران، بل وحتى تقويضها.
 
وقال التقرير الذي أعدته "وحدة الاستخبارات" بمجلة «The Economist» البريطانية وترجمة "يمن شباب نت" بالقول "بأن السعودية ومع خفض شريكها الرئيسي في التحالف وجوده في اليمن، ستواصل نزيف الموارد في تمويل وتسليح وتدريب القوات الموالية لحكومة هادي".
 
وفي 29 أغسطس/ آب، أكدت الإمارات العربية المتحدة أنها نفذت غارات جوية ضد القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية، لكن الإمارات وصفتهم بـ "الميليشيات الإرهابية".
 
وكانت الإمارات العربية المتحدة - الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف الداعم للحكومة الشرعية - بدأت في يونيو انسحابًا عسكريًا تدريجيًا من اليمن بررته حكومتها بالقول بأنه يتوافق مع الجهود الأممية الرامية للتهدئـة بين التحالف العربي بقيادة السعودية والحركة الشيعية الحوثية المتمردة. وسعت الإمارات إلى الابتعاد عن الصراع اليمني الأساسي، تاركة المملكة العربية السعودية مثقلة بعبء مواصلـة الحرب.

 [للمزيد إقرأ.. السعودية تجد نفسها في مأزق.. كيف تهدد أحداث جنوب اليمن تماسك التحالف العربي؟]

وأدت الغارات الجوية الأخيرة إلى توتر في علاقات المملكة العربية السعودية مع حليفتها المفترضة ودفعت الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للتعبير عن "غضب شديد" تجاه القيادة الإماراتية. حيث كشفت الغارات الجوية الاماراتية عن توترات في العلاقات الإماراتية ـ السعودية، بل وزادت من تعميقها حيث دعت حكومة هادي اليمنية ومقرها الرياض علناً إلى طرد الإمارات من التحالف الذي تقوده السعودية.
 
تصاعد التوترات الإقليمية ودوره في التحديات بين الحليفين في اليمن
 
برزت هناك اختلافات في الأولويات بين الإمارات والسعودية خلال الحملة العسكرية باليمن حيث حرصت المملكة العربية السعودية على هزيمة ما تعتبره وكلاء إيران في التمرد الحوثي، وعلى الحفاظ على اليمن موحدا، وبدتً مستعدة للعمل مع الجماعات الإسلامية.  في المقابل، كانت الإمارات العربية المتحدة على استعداد لدعم الجماعات الانفصالية في اليمن، معتبرة أن الجماعات الإسلامية تشكل تهديداً أكبر لأمنها.
 
وأجبر تصاعد التوترات مع إيران في مضيق هرمز وخليج عُمان الإمارات العربية المتحدة على التركيز على المصالح القومية، على حساب التزامها بهزيمة الحوثيين. ويعد الاستقرار الإقليمي والعبور الآمن لسفن الشحن التجارية عبر مضيق هرمز وباب المندب (نقطة ضيقة على البحر الأحمر الواقع بين اليمن وساحل شرق إفريقيا)، مسألة ذات أهمية حيوية بالنسبة للوجستيات والملاحة في الإمارات العربية المتحدة وقطاع السياحة فيها.
 
وقد بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة بسحب قواتها في وقت سابق من العام في اليمن، على الرغم من أنها لا تزال راسخة بعمق حيث تسعى لاحتواء التهديدات الأمنية الإسلامية.  ومع ذلك، في إشارة إلى أنها تعطي الأولوية للمصالح الاقتصادية المحلية على حساب حملة اليمن، عقدت الإمارات محادثات أمنية بحرية مع إيران في أواخر يوليو لمنع نشوب المواجهة العسكرية في الخليج وامتنعت عن إلقاء اللوم على إيران في الهجمات على أصول النفط السعودية.
 
الإمارات تدعم الجماعات الانفصالية
 
ساعدت الغارات الجوية الانفصاليين في جنوب اليمن، والمعروفين باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، في مساعيهم لانتزاع السيطرة على مدينة عدن الساحلية الجنوبية من حكومة هادي، مما أضعف الفصيل نفسه الذي تشكل التحالف بقيادة السعودية لاستعادة سلطته في العاصمة اليمنية صنعاء.
 
وبالمثل، تولي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية خاصة لميناء عدن في سياق نظرتها الإستراتيجية طويلة الأجل لبقائها القوة البحرية المهيمنة في القرن الأفريقي بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب الحالية في اليمن.
 
[إقرأ أيضاً.. فورين بوليسي: الرياض ستواجه مشاكل عصيبة مع طموحات المليشيات التي دعمتها الإمارات باليمن]

لقد وجدت دولة الإمارات العربية المتحدة قضية مشتركة مع الانتقالي الجنوبي في عداءهما المشترك لحكومة هادي، المتحالفة مع حزب الإصلاح، وهو حزب إسلامي مؤثر. وبينما يعتبر السعوديون أن الإصلاح طرف حيوي لإعادة بناء اليمن، ترفض الإمارات العربية المتحدة، وهي معارض قوي للإسلاميين، أي دور مهم للإصلاح في حكومة يمنية مستقبلية وتعتبر ذلك أمرًا مستحيلًا بالنسبة لهم.
 
لم يتغير هدف المملكة العربية السعودية في اليمن المتمثل بمواجهة توسع إيران ونفوذها، حيث تزعم ولي العهد، محمد بن سلمان آل سعود، التدخل في اليمن في عام 2015. في أعقاب الغارات الجوية الإماراتية، عززت السعودية مستويات القوات في جنوب اليمن لاحتواء تداعيات الاشتباكات بين الحلفاء الظاهريين في التحالف ومنع المزيد من التشرذم في اليمن.
 
في الواقع، حرضت الأولويات المختلفة في اليمن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد بعضها البعض في المعركة بين الانفصاليين الجنوبيين، من ناحية، والقوات الموالية لحكومة هادي من ناحية أخرى، مما يهدد بتقويض الحملة لهزيمة حركة الحوثيين الذين تدعمهم إيران، بالإضافة لتقويض الهدف الأصلي للتحالف العربي بقيادة السعودية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر