الحكومة تستعيد الثقة وتُرجح قوتها بعدن.. كيف سيؤثر ذلك في معركتها ضد الحوثيين؟ (تقرير خاص)

[ أحد أفراد الجيش على متن عربة عسكرية في عدن الاربعاء 29 أغسطس 2019 ]

تغيرت مجرى الأمور تماماً في العاصمة المؤقتة عدن، (جنوب اليمن) ومحافظتي ابين وشبوة بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على زمام المدينة أمس الأربعاء، عقب معارك خاضها الجيش ضد مليشيات المجلس الانتقالي الإماراتي، خلال الأيام الماضية.
 
واستطاعت القوات الحكومية الوصول إلى مناطق واسعة في مدينة عدن، فيما توقفت في مداخل عدد من المديريات، في الوقت الذي تركزت القوات بشكل رئيسي في مدخل المدينة، لإتاحة الفرصة لميلشيات الانتقالي الإماراتي للتسليم بشكل سلمي وتجنيب المدينة الدمار.
 
وأحكمت قوات الجيش أمس الأربعاء سيطرتها على "زنجبار" مركز محافظة أبين بعد يومين من المعارك والمهلة التي تُركت للوساطة المحلية من أجل التسليم، وجاء ذلك بعد معارك في محافظة شبوة (شرق اليمن) انتهت بسيطرة قوات الجيش، وكان هذا تطور لافت في مجريات الصراع بين الحكومة الشرعية من جهة والإمارات عبر ميلشيات الانتقالي الذي تدعمها.

 [إقرأ أيضا.. مستشار رئاسي: اليمن سيبقى موحداً واستكمال تحرير تعز المهمة الأولى بعد استعادة عدن]

بالتزامن مع ذلك، أكد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، دعم بلدانهم الكاملة للحكومة الشرعية، وتأكيدهم على التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته أراضيه، والتزامهم بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، وكان رئيس الوزراء معين عبد الملك، اعتبر عودة الدولة إلى عدن "انتصار لجميع أبناء الشعب" مؤكدا "أن الوطن يتسع للجميع في ظل الأمن والاستقرار والحوار البناء تحت سيادة الدولة".
 
هل تغير موقف السعودية؟

من الواضح أن تغير المشهد العسكري على الأرض لصالح قوات الجيش متسارع بعد أقل من شهر من انقلاب الانتقالي الإماراتي في مدينة عدن، برزت التساؤلات حول ما إذا كان موقف المملكة العربية السعودية تغيير وأصبح أكثر جدية وحزم في التعامل مع الانقلابيين المدعومين من الإمارات.
 
ومنذ معركة السيطرة على محافظة شبوة بدت الرياض أكثر اندفاعا للتعاون مع الشرعية لإيقاف تمدد الانقلاب للانتقالي الإماراتي، حيث وصل وفد سعودي إلى عتق وأعلن للمحافظ دعمه لأي إجراءات تقوم بها السلطة المحلية للحفاظ على الشرعية. إلى جانب ذلك تفاعلت وسائل الاعلام السعودية بشكل مختلف من الأحداث حيث بدت أكثر مساندة للحكومة الشرعية.
 
ويرى الصحفي عبد الله دوبلة "أن موقف السعودية كان داعما للشرعية والوحدة، وغير راض عم ممارسات الإمارات والانتقالي" وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" أن الرياض لم تمانع حين انتقد الشعب تصرف الانتقالي، خاصة في شبوة التي كسرت قوات ذلك المجلس عسكريا.
 
[للمزيد إقرأ.. كاتب بريطاني: التحالف الذي تقوده السعودية يخضع لإصلاحات طارئة عقب أحداث جنوب اليمن]

من جانبه قال المحلل السياسي عبد الهادي العزعزي "أن هناك تفاهمات حدثت في التحالف العربي، أنه حان الوقت لأن تتصدر الشرعية المشهد السياسي والعسكري في معركتها ضد الانقلاب المليشاوى، وأمامها مهمتان الاولى التطبيع الكامل للحياة في المحافظات المحررة وإعادة تأهيل الاقتصاد وتحمل مسؤوليتها كسلطة حقيقية على الأرض".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن المهمة الأخرى أن على الحكومة توحيد كافة الوحدات العسكرية في معركتها لاستكمال تحرير كافة المحاطات، التي لاتزال تحت سيطرة مليشيات الانقلاب الحوثي. لافتا "أنه لا يمكن أن تبدأ إلا من مدينة عدن، واستعادتها هي البداية لإنجازها".
 
استعادة ثقة الحكومة

خلال الأيام الماضية استعادت الحكومة الشرعية ثقة المواطنين في انها ما زالت قادرة على صنع تحول في حالة الجمود والرخاوة التي تعيشها، سواء من مدة بقائها خارج البلاد، او تخاذلها في اتخاذ مواقف حاسمة بشأن التدخل الإماراتي السافر في دعم ميلشيات انفصالية وعرقلة عمل الحكومة.
وفي هذا السياق يقول الصحفي دوبلة "أن استعادة عدن تثبت الدولة، ويزيد من ثقة الشعب بالحكومة، وسيساعد ذلك على التحرك تجاه جبهات أخرى، باعتبار أن عدن كانت مختطفة ولم تتمكن القوات بالتحرك ضد ميلشيات الحوثي".
 
ويعد تقدم قوات الجيش في العاصمة المؤقتة عدن، وسيطرتها الكبيرة إحدى أهم نقاط التحول في المعركة المصيرية للحكومة الشرعية ضد ميلشيات الحوثي الانقلابية، حيث سيعزز ذلك من معنويات قوات الجيش بشكل كبير لخوض معارك جديدة، بالإضافة إلى إنهاء حالة التمرد الذي يعيق معركة الشرعية والتحالف ضد الحوثيين.

 [للمزيد إقرأ أيضا.. سياسي سعودي: بسط الدولة وفرض القانون في عدن الحل الأمثل لإنهاء الفوضى]

ويرى المحلل عبد الهادي العزعزي أن سيطرة الشرعية "سيغير مجريات الأحداث بقوة، وإمكانية توحيد القرار السياسي والعسكري والاقتصادي، وهو ما سينعكس على الوضع العام في البلد" مضيفا "أن الحوثي يستشعر ذلك، وقد لجأ لتشكيل لجنة للحوار وهي إعلان انكسار وتراجع مخيف أشبه بالخضوع".
 
تعزيز الاقتصاد

خلال السنوات الماضية ظلت الإمارات تتحكم في معظم الموارد الاقتصادية في المحافظات الجنوبية، وتمنع الحكومة الشرعية من التحكم الكامل بموارد البلاد التي أصبحت مهدورة، وعملت على إغلاق المطارات وتعطيل الموانئ وفرض قيود كبيرة على الحكومة الشرعية في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
 
وقال المحلل السياسي عبد الهادي العزعزي "أن سيطرة الحكومة على المحافظات الجنوبية سوف يعزز قوتها الاقتصادية وسيطرتها على المواد السيادية والبدء باستئناف تصدير النفط والغار والسيطرة على السواحل، فضلا عن تفعيل خفر السواحل".
 
وأشار في حديث لـ"يمن شباب نت" أن السيطرة ستعمل على تنشيط وإعادة ترتيب أوضاع القوات البحرية والعمل لفتح هذه المناطق أمام الاستثمار، وتحسن الأوضاع الاقتصادية وتعزيز ثقة المواطنين بالشرعية والجيش والأمن، وكذا تقوية أدوات تواجد السلطة لتصبح هي صاحبة القرارات الحقيقية.
 
ومع وصول الجيش إلى مداخل مدينة عدن (جنوب اليمن) تكون الحكومة الشرعية قد فرضت واقعاً مختلفاً على الأرض، والذي بدوره سيحدد المستقبل في الأيام القادمة، ورغم ان السيطرة ليست كاملة إلى حد الأن لكن مصادر عسكرية تعتبر إعلان عدن خالية من التمرد "مسألة وقت فقط" في ظل محاولات التفاوض لتجنب المعركة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر