كيف تحوّلت الحديدة إلى أبرز جبهة قتالية في حرب اليمن؟

[ ميناء الحديدة - ارشيفيه ]

تحولت مدينة الحديدة اليمنية إلى أبرز جبهات القتال في الحرب الدائرة في البلد الفقير منذ 2015. فمن ينتصر في نزاعها؟ وماذا يحمل لها المستقبل لا سيما أن ميناءها يشكل مصدر عيش الملايين؟

كيف تحولت مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر إلى جبهة القتال الرئيسية في الحرب الدائرة في اليمن؟ من ينتصر في معاركها؟ وماهو مستقبل هذه المدينة التي تضم ميناء يشكل شريان حياة لملايين السكان؟

بعد نحو أربع سنوات من الحرب بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، طال النزاع شوارع المدينة ما أثار تحذيرات من كارثة إنسانية، ودفع باتجاه ضغوط دبلوماسية لإنهاء الأزمة.

ماذا يحدث في الحديدة؟

الحديدة هي المدينة الأهم تحت سيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر. ويمر عبر مينائها نحو 80 بالمئة من الواردات الغذائية، على الرغم من القيود التي يفرضها التحالف العسكري على الحركة فيه.

ويتهم التحالف إيران باستخدام الميناء لتهريب أسلحة إلى الحوثيين، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية. وأُطلقت من هذا المنطلق حملة عسكرية ضخمة قبل خمسة أشهر في مسعى للسيطرة عليه.

وتقول إليزابيث ديكنسون الباحثة في "مجموعة الأزمات الدولية" إن "معظم الزخم الذي رأيناه على الجبهات في العام الماضي كان على ساحل البحر الأحمر، باتجاه الحديدة شمالا، أكبر الأهداف الإستراتيجية".

وتتابع "لكن الأسباب ذاتها التي جعلتها إستراتيجية على الصعيد العسكري، تثير مخاوف منظمات الإغاثة من تبعات الحملة العسكرية".

وأضافت أن "أي ضرر في عمليات الميناء وفي تدفق البضائع قد يؤدي إلى كارثة ليس في الحديدة وحدها، بل في كل أنحاء شمال اليمن الذي يعتمد على هذا الممر للحصول على كل الأغذية والبضائع".

من ينتصر؟

يتمتّع كل من المتقاتلين في الحديدة بمزايا عسكرية مختلفة عن الآخر.

فالقوات الحكومية تتلقى دعم تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، يحظى بدوره في بعض عملياته بمساندة أمريكية، ويتمتع بقدرات تسليح متطورة. من جانبهم، يمتلك الحوثيون خبرة طويلة في حرب العصابات، الأمر الذي يمثل عاملا مساعدا في القتال داخل المناطق السكنية. وأكد الحوثيون الذين يستخدمون الألغام والعبوات الناسفة بكثافة، أنهم مصرون على الدفاع عن مواقعهم في المدينة حتى النهاية. والأربعاء، أفاد قادة ميدانيون في القوات الموالية للحكومة أنهم تلقوا أوامر بوقف الهجوم في مدينة الحديدة، على الرغم من الاختراقات التي استطاعوا تحقيقها في الشرق والجنوب.

لذا، ليس هناك من خاسر أو منتصر في الحرب، أقله في هذه المرحلة، خاصة وأن مواصلة الهجوم يهدد حياة نحو 14 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة.

وتقول كريستين بيكرلي الباحثة في شؤون اليمن في منظمة هيومن رايتس ووتش "القتال عنيف. حقق التحالف انتصارات خلال العام المنصرم، إذ إنه تقدّم على طول الخط الساحلي، لكن الحوثيين ما زالوا يقاتلون".

وأوضحت "المنتصرون غير معروفين، حتى الآن. لكن المدنيين هم الخاسرون".

ماذا بعد؟

تحاول الدول الكبرى إعطاء دفع لمحادثات السلام، بعدما انتقلت للتركيز على حرب اليمن بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول والضغوط الناجمة عن قضيته على المملكة التي باتت تعاني من أزمة علاقات عامة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد جولة محادثات سلام جديدة بحلول نهاية العام الحالي، وهو ما تدعمه الإمارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف العسكري لكن هذا الأمر لا يعني أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة قد توقف تماما ولن يستأنف. فتقول ديكنسون "التحالف يرى في الضغط العسكري وسيلة لضمان جلوس الحوثيين حول الطاولة مع استعدادهم للمساومة".

وذكرت أن التحالف سبق أن أوضح أن استعادة الحديدة من أيدي الحوثيين "سيحد من مداخيل الحوثيين ويدفعهم للتفاوض". وتقود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الدعوات لوقف الأعمال العدائية في اليمن، إذ قدّمت واشنطن لسنوات مساعدة عسكرية للسعودية عبر تزويد طائراتها بالوقود، حتى الأسبوع الماضي، وشاركتها في معلومات استخباراتية.

وبالنسبة إلى بيكرلي، فإن القوى الكبرى تملك حاليا القدرة على العمل على إنهاء الحرب، إلا أنه يتوجب عليها أن تظهر للتحالف أنها جدية في ذلك، عبر وقف بيع أسلحة للرياض ودول أخرى، واعتماد لغة متشددة في مجلس الأمن الدولي، وتسمية أفراد ربما يكونون قد خرقوا القانون الإنساني ثم فرض عقوبات عليهم.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر