"مستعدون لمواصلة المعركة".. "حماس" تنفي تفاوضها على صفقة تبادل وهدنة جديدة

[ إخلاء جندي إسرائيلي أصيب بمعارك غزة الاثنين الماضي (نير كيدار/ الأناضول) ]

أكد مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه "حتى الآن لا يوجد أفق بشأن التوصل لاتفاق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلية" حول صفقة تبادل جديدة، في حين اعترف وزير الأمن القومي الإسرائيلي بفشل المعركة في غزة.
 
ونقلت صجيفة العربي الجديد" عن قيادي بارز في حماس - لم تسميه-، قوله إنّ ما أبلغت به الحركة الوسطاء هو مطلب وقف إطلاق نار شامل، متهماً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"المراوغة، ضمن محاولات التفلت من الضغط الداخلي المفروض عليه من جانب أسر الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة".
 
ووصف الحديث مع المسؤولين المصريين خلال الاجتماعات مع وفد "حماس" الذي يزور القاهرة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، بـ"المثمرة"، كاشفاً عن أنه "جرى الحديث حول زيادة معدلات المساعدات التي تعبر إلى قطاع غزة".
 
وتابع: "لمسنا إرادة مصرية حقيقية في زيادة المساعدات الإغاثية وتجاوز العقبات التي تمنع تدفق المزيد من مواد الإغاثة للقطاع، في ظل وجود نحو مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني قرب الحدود المصرية مع غزة".
 
وحول الحديث عن قرب التوصل لاتفاق بشأن هدنة جديدة، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى جزئية مع الاحتلال، قال المصدر، إن "كل ما يثار في هذا الشأن غير صحيح على الإطلاق"، مضيفاً أن "ما وُضع أمام حماس لا يرقى لوصفه بالطرح الذي يستحق المناقشة والتباحث بشأنه، وهذا يعني أنه لا يوجد عملية تفاوض أصلاً".
 
وأوضح أن الحركة "أبلغت الوسطاء في مصر وقطر، رسالة واضحة بأنه لا تفاوض على هدنة جديدة، والحديث فقط عن وقف شامل لإطلاق النار"، مشيراً إلى "استعدادها لتحمل تبعات هذا القرار".
 
ولفت في الوقت ذاته إلى "جهوزية المقاومة واستعدادها الكامل لمواصلة المعركة في الميدان وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو"، كاشفا، عن وجود "خسائر ميدانية فادحة لم يعلن عنها جيش الاحتلال حتى الآن، وتحتفظ كتائب القسام بحقها في الإعلان عنها في الوقت المناسب".
 
وقال إنه "خلال الأيام الماضية لم يكن هناك ما يدفع حكومة نتنياهو للإسراع نحو التوجه للوسطاء مجدداً، لكن حادث قتله أسراه الثلاثة بالخطأ في الشجاعية (15 ديسمبر/ كانون الأول الحالي)، أدى إلى تطورات ميدانية أكثر قسوة، لم تتخذ حماس القرار بعد بالكشف عنها".
 
وأوضح أن "القسام هي من تحدد الموعد والتوقيت المناسب للإعلان عما تحت أيديها من منجزات موثقة، يخجل جيش الاحتلال الكشف عنها، ربما لأن ذلك سيضعه في أزمة كبيرة أمام مواطنيه".
 
وقال القيادي إن "حماس وهي تتجه لقرار رفض الحديث عن هدن أو صفقات جزئية، فهي تدرك جيداً تبعاته، وفي أتم الاستعداد لذلك".
 
وأشار في الوقت ذاته إلى أن "أي حديث من جانب نتنياهو أو مجلس حربه بشأن الإمساك بزمام الأمور عبر العملية العسكرية، حديث كاذب وواهم"، مضيفاً أن "القسام وفصائل المقاومة تقف بثبات على أقدامها، بل إن زمام المبادرة في أيديها هي".
 
وحول الحديث عن خطط لغزة ما بعد الحرب، وما يُثار بشأن تصورات من بينها إبعاد قيادة "حماس" إلى إحدى الدول العربية، علّق قيادي ثانٍ بالحركة بالقول إنها "تسريبات مضحكة"، مضيفا: "لا تضيعوا أوقاتكم بالحديث عن غزة بعد الحرب، فغزة مستقبلها وحاضرها يحدده أبناؤها وشعبها".
 
وكشف عن أن الاحتلال "حاول خلال الأيام الماضية استمالة بعض الشخصيات العامة في مناطق مثل خانيونس من أجل الاستعانة بهم في إدارة مدنية تتبعه عقب الحرب".
 
وتابع: "هم يعملون على تصور في الوقت الراهن بتقطيع غزة إلى تجمعات صغيرة منفصلة كل منها بإدارة محلية تنفذ توجهاته"، معتبراً أن "الاحتلال لا يقتنع بأنه يبذل مجهوداً في أمور لا طائل منها، فالشخصيات التي يسعى لاستمالتها لا تمثل أي وزن في الشارع الغزّي".
 
ويتوافق ذلك مع ما أعلنته حركة "حماس"، عبر "تليغرام" اليوم الخميس، من أن الفصائل الفلسطينية اتخذت "قراراً وطنياً بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل" مع إسرائيل، "إلا بعد وقف شامل للعدوان" على قطاع غزة.
 
اعتراف إسرائيلي بفشل المعركة
 
في الأثناء دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، إلى حل المجلس الوزاري الحربي، بسبب ما اعتبره فشل مجلس الحرب في إدارة المعركة على  قطاع غزة.
 
ويضم المجلس الوزاري الحربي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، والوزيرين بلا حقيبة بيني غانتس وغادي إيزنكوت، وكان قد تشكل في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليدير الحرب على قطاع غزة.
 
وقال بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، في تغريدة على منصة إكس "إذا كان هناك من ينوي، لا سمح الله، إيقاف الجيش الإسرائيلي قبل هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة جميع المختطفين، فليأخذ في الاعتبار أن القوة اليهودية ليست معه".
 
وأضاف أن فكرة تقليص النشاط في غزة هي "فشل في إدارة الحرب من قبل الحكومة المحدودة (المجلس الوزاري الحربي) ويجب تفكيكها على الفور"، واعتبر أن الوقت قد حان لإعادة زمام الأمور إلى الحكومة المؤسسة.
 
مفاوضات جديدة
 
وكانت القناتان 12 و13 الإسرائيليتان قالتا أمس الأربعاء نقلا عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إن الخطوط العريضة لصفقة تبادل جديدة مع حركة حماس هي إطلاق سراح ما بين 30 و40 محتجزا لدى حماس مقابل هدنة تصل إلى أسبوعين، وإطلاق عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين البارزين، والانسحاب من بعض المناطق في غزة.
 
وبحسب القناة 12، فإن إسرائيل على استعداد للنظر في تغيير الانتشار العسكري في غزة بما يتوافق مع خطط الحرب في حال تم تنفيذ الصفقة بين المرحلة الحالية من القتال والمرحلة التالية.
 
وكانت مصادر إسرائيلية قالت لوسائل الإعلام في الأيام الماضية إن البلاد ستنتقل إلى المرحلة الثانية من الحرب في غضون منتصف يناير/كانون الثاني المقبل.
 
والاثنين الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 12 إن مفاوضات يجريها الوسيطان القطري والمصري مع إسرائيل في محاولة للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
 
ووفق إحصاءات إسرائيلية، أسرت حماس نحو 239 شخصا خلال هجومها على غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بادلت العشرات منهم خلال هدن إنسانية استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
 
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 20 ألف شهيد فلسطيني، و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر: العربي الجديد + وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر