"يمن شباب نت" يجري أول حوار مع "العميد عبد العزيز المجيدي" بعد تكليفه بقيادة اللواء (170) دفاع جوي بتعز

  
في أكتوبر 2016، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا بتشكيل اللواء (170) دفاع جوي بتعز، والذي كان يسمى سابقا (لواء الحمزة)، ويتشكل أفراده من مجاميع المقاومة الشعبية الذين كان يقودهم الشيخ حمود سعيد المخلافي، رئيس المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز (سابقا). وجاء القرار ضمن خطة دمج أفراد المقاومة في الجيش الوطني.

ومؤخرا، في أكتوبر الماضي، أصدر قائد محور تعز، تكليفا بتولي العميد عبد العزيز المجيدي قيادة اللواء (170) دفاع جوي، بعد أن أثير حول اللواء بعض الجدل، بما في ذلك شائعات بشأن انسجامه وتوافقه مع قيادة المحور على عكس بقية الأولية الأخرى بالمحافظة.

وفي أول لقاء صحفي له منذ تكليفه بهذه المهمة الجديدة، يوضح العميد عبد العزيز المجيدي، لـ"يمن شباب نت"، جوانب من حقيقة الجدل الذي يدور حول هذا اللواء، وما هي الإشكاليات الحقيقية التي يواجهها والخطط التي سيعمل عليها لإعادة تأهيله وتنظيمه..

كما تحدث المجيدي عن طبيعة زيارته الأخيرة إلى عدن واللقاء بقيادة التحالف العربي، ومعركة تحرير تعز وأهميتها بالنسبة لمعركة تحرير الحديدة ومسار المعركة اليمنية ضد الميليشيات الانقلابية في كامل اليمن، وتأثير مقتل الرئيس السابق علي صالح على يد حلفاؤه السابقين (الحوثيين)، وغيرها من القضايا العسكرية الهامة والمثيرة للجدل.

نترككم مع الحوار الذي أجراه الزميل مازن فارس، مراسل "يمن شباب نت" بمحافظة تعز:

  
- مؤخرا تم تعيينكم قائدا للواء 170 دفاع جوي بتعز.. فهل بدأتم بممارسة مهامكم الجديدة واستلمتم اللواء أم ما تزال هناك عوائق كما سمعنا؟

بداية نرحب بموقع "يمن شباب نت"؛ نحن أُصدر لنا أمر تكليف من الأخ قائد المحور استناداً إلى توجيهات وتعليمات رئيس هيئة الأركان العامة ونائب رئيس الجمهورية. وبموجب هذا التكليف باشرنا عملنا من ثاني يوم ومنتظرين صدور قرار رسمي.

وبهذه المناسبة، أريد أن أوضح أننا نعمل منذ انطلاق المقاومة ضد الانقلابيين دون أي قرار، وكانت تعرض علينا قرارات ورفضناها في حينها.

- هل نفهم أذا أنكم لم تواجهوا أية عوائق تتعلق بتمكينكم من مهمتكم الجديدة، كما يشاع؟

توجيه الأخ قائد المحور قضى بتكلفينا بالنزول إلى اللواء 170 دفاع جوي، والقيام بالأعمال وترتيب اللواء وإعادة جاهزيته، وقد وجدنا استجابة من قيادات وأفراد اللواء منذ البداية، وتلتها اللقاءات والعمل جاري والجميع متفاعل ومتفائل ويطالب بالإدارة والنظام.

أما بالنسبة للعوائق، فأكبر مشكلة يعانيها اللواء هي الأفراد غير المعززين مالياً، والذين يبلغ عددهم 783 فردا، وهذه المشكلة ستكون بإذن الله هذا الشهر ضمن المشاكل المحلولة والمنتهية.
 
- هذا يجعلنا نتساءل عن أهم الخطوات التي بدأتم القيام بها لإصلاح الاختلالات التي يقال إن هذا اللواء يمر بها؟

العمل جاري على جهتين: الجانب الأول تنظيم الجانب الإداري، والجانب الثاني تقييم مسرح الأعمال القتالية وتجهيزها.

وبالنسبة للحديث عن الاختلالات فأغلبيتها ليست صادرة من أفراد اللواء أو قيادته، وإنما هي اختلالات كان سببها الرئيس تأخير المرتبات، وخاصة أنه حصل هناك خطأ في الترقيم.

وهناك أفراد تم ترقيمهم مؤخراً ولم تغطى تلك الأرقام مالياً، وهذا خارج إرادة قيادة المحور، فهناك تأخير من الدائرة المالية لشؤون الأفراد العامة، وهذه المشكلة موجودة في كل الألوية. والجهود جارية لتجاوز تلك الإشكاليات، بالتنسيق مع قيادة المحور وكل الجهات ذات العلاقة التي تبذل جهدا كبيرا لإعادة جاهزية اللواء القتالية والفنية وكل ما تتطلبه المعركة.
 
- من خلال معرفتكم الأولية وخبرتكم العسكرية.. ماهي التحديات الجوهرية التي تعتقدون أنه من الضروري تذليلها للنجاح في مهمتكم الصعبة هذه؟

ليس هناك مهمة صعبة مع المقاتلين.. ومن أسباب تصعيب المهمة هو الابتعاد عن المقاتلين. ونحن نعتبر منتسبي اللواء 170 دفاع جوي هم أساس نواة المقاومة والجيش؛ فأغلبية منتسبيه كانوا هم الشرارة الأولى للمقاومة بقيادة الشيخ حمود سعيد المخلافي. 

- نريد أن نعرف أين يقع مسرح العمليات القتالية للواء 170؟

اللواء يتواجد في قلب المعركة الرئيسية من جهة اليمين، شمال القصر الجمهوري شرقاً، ومن جهة اليسار يمتد إلى مقوات عصيفرة شمالاً، بالإضافة إلى تواجد كتيبتين في موقع الدفاع الجوي والزنوج.

والاتجاه الرئيسي التي يركز عليها العدو، يبتدئ من اليمين، موقع المكلكل، وينتهي بالدفاع الجوي.
 
- على ضوء ذلك، ما هي أبرز معالم خطتكم، أولا: لانتشال هذا اللواء وتحويله إلى أحد الألوية الفاعلة في مسرح عملياته؛ وثانيا: المساهمة المؤثرة في عملية تحرير تعز؟

بداية أريد أن أؤكد أن اللواء مساهم مساهمة فاعلة ويتواجد في قلب المعركة. فقط حدث تهميش اعلامي نتيجة الفوضى الإدارية التي حصلت في اللواء.

أما أبرز معالم خطتنا لتهيئة اللواء، فتتمثل-إلى جانب ما ذكرناه سابقا- أولا بتوفير الإمكانيات، وهي بالطبع شحيحة في هذا اللواء وبقية الألوية أيضا.

كما أن المهام الرئيسية خلال المعركة، وأنت في حالة الدفاع، أن تحتفظ بمواقعك الدفاعية للتهيئة للأعمال القتالية لمهاجمة العدو.
 
- سمعنا أنكم بعد تعيينكم زرتم محافظة عدن.. هل التقيتم بقيادة التحالف؟ وهل حصلتم على وعود بالدعم لإعادة تأهيل اللواء، مثلا؟

نعم نحن زرنا قيادة التحالف برفقة عدد من القيادات العسكرية برئاسة قائد المحور الذي يبذل جهدا كبيرا رغم المشاكل التي تواجهه خاصة شحة الإمكانيات.

فهناك ما يتم الحصول عليه من إمكانيات هو أقل من اللازم، مقارنة بعدد الأفراد المتواجدين والمحسوبين على المحور، لكننا نخطط ونطلب ما يجب، أي ماهو ضروري، وننفذ بالممكن ولا نشترط، فلو كنا نشترك الحصول على كل شيء 100%، لما انطلقت المقاومة بالأسلحة الشخصية، ولما انتقلت المعركة من الدفاع إلى الهجوم.

أما عن دعم الأخوة في التحالف، فهم يقدمون لنا الدعم اللوجستي والتسليح، وهذا أمر يشكرون عليه كثيرا. أما بالنسبة لإعادة التأهيل فهي تخضع لميزانية تدريب وتتطلب توفير قاعدة مادية ومراكز تدريب، وغيره الكثير..
 
- وماذا بشأن عملية تحرير تعز.. هل ناقشتم هذه المسألة؟

بالنسبة للنقاش، فقد تمت المناقشة على كل المستويات، وما يجري في الميدان من تحركات، مثل شبوة والساحل الغربي، هو دليل على ذلك. فقط تناسق المعركة في وقت واحد، وهذا سيأتي قريباً بإذن الله وسترون ما يثلج الصدور بفضل الله، وبصمود ابطال الجيش، وتكاتف الجبهات وبدعم الإخوة في دول التحالف العربي. 

- بحكم موقعكم السابق كـقائد لعمليات المجلس العسكري، ومن خلال خبرتكم العسكرية، ما الذي يعيق تحرير تعز حتى الأن؟

ينقصها قرار التحرير وتوفير الامكانيات. نحن نخطط على المستوى الأدنى والجهات العليا لها خططها واستراتيجيتها. نحن نؤثر ونتأثر بالجانب الاقليمي والدولي هكذا نقولها بكل صراحة. 


- قبل قليل استشهدتم بما يجري من تحرك في الساحل الغربي، ونعرف انه منذ أسبوعين تقريبا بدأت قوات الجيش، وبدعم وقيادة التحالف التوجه إلى الحديدة لتحريرها.. كيف تقرؤون هذه العملية من الناحية التكتيكية العسكرية، خصوصا وأن تعز ما تزال أطرافها محتلة من قبل الميليشيات الانقلابية، بما في ذلك الجهة المحاذية لخط الحديدة..؟

التقدم الذي حققته قوات المنطقة العسكرية الرابعة بدعم مباشر ومكثف من قوات التحالف، وتقدمها بما يقارب 30 كيلو متر، يعتبر تقدما ونصرا ليس بالسهل، لأن أكثر ما يحكمك على الأرض اثناء المعركة هو جغرافية مسرح الأعمال القتالية.

أما ما كان يجب من الناحية العسكرية، لتكون المهمة متضامنة بين كل الجبهات، هو أن تشتعل كل الجبهات في آنٍ واحد، وأقصد على وجه التحديد جبهات: موزع والوازعية والكدحة، من جهة تعز...
 
- إلى أي مدى قد يؤثر هذا، سلبا، على مسار المعركة الحالية في الحديدة؟

التمدد الأكثر والأطول، وبقاء العدو على الجانب، سيؤثر على المعركة ويستهلك قوة كبيرة؛ لكن هناك أهداف تخضع لخطط كي تنفذ وفقاً للفكرة التكتيكية.. يخطط لها القائد وتصادق عليها الجهات العليا.. نحن نقول هكذا، وهم لديهم على الأرض فكرة ثانية.

فالمعركة عندما تشتعل من كل الاتجاهات، أنت تهدف من خلالها إلى تشتيت جهد العدو وتحرمه من تعزيز مواقعه لأي جهة؛ أما عندما تكون المعركة على الجانب المسيطر عليه العدو خفيفة، بينما تركز المعركة على خط الساحل، فهذا يؤثر على سير المعركة. ومعركة تحرير تعز، بالمناسبة، تتجاوز أهميتها معركة الحديدة... 


- إذا، فأنتم ترون أن تحرير تعز مهما ليس فقط لمعركة الحديدة، بل على مستوى المعركة العسكرية في اليمن؟
 
نعم بالتأكيد، هذا ما نقوله دائما..

- كيف؟ هل يمكنكم توضيح هذه النقطة أكثر؟

إذا حسمت معركة تعز حُسم ما يقارب أكثر من 50% من المعركة، على مستوى مسرح الأعمال القتالية لما تبقى من الجغرافية التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية في بقية المحافظات.

ومن جهة أخرى، فتعز مهمة كثيرا، بموقعها الجغرافي وكثافتها السكانية، السنية، وتاريخها النضالي منذ انطلاق كافة الحركات الوطنية والثورية، وكذا تواجد كل ألوان الطيف السياسي فيها من مكونات الأحزاب...، فهي تمثل قلب اليمن وحركته الثورية، ومن يسيطر على تعز يسيطر على اليمن. هذه قاعدة يعرفها الجميع تقريبا، لذلك نجد الميليشيات تحرص بكل قوتها أن تحتفظ بتواجدها في تعز، وتبذل كل ما بوسعها كي لا تسقط من يدها، لأنها تدرك تماما ماذا يعني ذلك بالنسبة لبقية الجغرافيا الأخرى التي بيدها؟
 
- قبل الختام، نريد أن نتطرق معكم إلى حادثة مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على يد حلفاؤه السابقين، الحوثيين، ما هي توقعاتكم في أن يؤثر ذلك على المعارك بشكل عام، وتعز بشكل خاص، لاسيما وأن هناك قوات عسكرية كبيرة تتبع الرئيس السابق في هذه المدينة؟

مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح نعتقد أنه سيكون له تأثير إيجابي على سير المعارك؛ فالذين قتلوه قتلوا أنفسهم، وأعدموا المظلة التي كانوا يستظلون بها محلياً واقليمياً ودولياً. ومع ذلك فنحن لا نعول أكثر إلا على ابطالنا الصامدين في الميدان.

هناك حالة من الاهتزاز والارتباك في صفوف المليشيات الانقلابية، التي باتت اليوم منهارة معنوياً وتكتيكياً. وما حصل في معركة شبوة دليل واضح على أنها ضعيفة جداً.
لا يمكن لهذه الفئة السلالية الضالة والمجرمة، أن تحكم البلاد بعد 58 سنه من الثورة، وتعيد عجلة البناء والثورة والتقدم إلى الوراء مهما بلغ الأمر. فالشعب اليمني، معظمه، أثبت اليوم أنه مستعد أن يقدم التضحيات أكثر وأكثر للحفاظ على مكاسبه، وهو ما يمكن أن نعتبره الآن تصحيحا لأهداف ثورة 26 سبتمبر.
 
- في نهاية اللقاء، إذا كان لديكم أية رسائل توجهونها.. ما هي؟ ولمن؟

رسالتنا الأولى والأخيرة نوجهها لأبناء تعز جميعاً، من قيادات عسكرية، وإدارة محلية، وأحزاب سياسية، أن نشحذ الهمم ونوحد الجهود لتطهير ما تبقى من محافظة تعز من هذه المليشيات الانقلابية، التي تقتل ابناءنا وأطفالنا ونسائنا ليلا ونهارا، دون رحمة، وبكل إجرام وبشاعة...

وعلينا أن نضع نصب أعيننا دائما ما صدر منهم، من عبد الخالق الحوثي، وغيره، بأن تعز يجب أن تُباد ويجب أن تُحرق لأنها أحرقت قلوبهم وكشفت مخططهم وأفشلته.. ولو أنهم سيطروا على تعز، لكانوا سيطروا على كل المحافظات.
 

جميع الحقوق محفوظة  "يمن شباب نت" ©2017  
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر