اقتحامات مكثفة للمستوطنين في الأقصى وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال

اقتحم مستوطنون، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى، بشكل مكثف ولافت، وسط حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، التي تمنع المرابطين من الاقتراب منهم.
 
وأكد مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ 912 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، وهو العدد الأعلى خلال اقتحاماتهم للمسجد في أيام "عيد الفصح اليهودي" الذي ينتهي الأربعاء المقبل.
 
وكانت دائرة الأوقاف قد أفادت، في تصريح صحافي صباح اليوم، بأن نحو 300 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى في الفترة الأولى من الاقتحام، في حين توجد أعداد كبيرة منهم على مدخل باب المغاربة في انتظار دورها في الاقتحام.
 
وكانت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال قد انتشرت في ساحات الأقصى واعتلت سطح المصلى القبلي، فيما حاول المعتكفون داخل المصلى التصدي للاقتحامات وسط التكبيرات وترديد هتافات فداءً للأقصى.
 
وحاولت قوات الاحتلال منذ ساعات الفجر الأولى إعاقة وصول المصلين إلى الأقصى لأداء صلاة الفجر، واعتدت على بعض الشبان في منطقة باب الأسباط. كما منعت شرطة الاحتلال إدخال وجبات السحور للمعتكفين، ومنعت كل الشباب من دخول مسجدهم فجراً، ما دفع مئات الشبان إلى الصلاة على الأبواب.
 
وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قد أمر بزيادة أعداد قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى، لتفريغه من المصلين لتأمين اقتحام المستوطنين اليوم الأحد.
 
وبالرغم من ذلك، فشلت محاولات الاحتلال في إخراج المعتكفين من المصلى القبلي، في ساعات ما بعد صلاة العشاء والتراويح، رغم الاتصالات التي أجراها كبار المسؤولين في خارجية الاحتلال مع أطراف عربية ودولية، كالأردن ومصر، لإقناع الأوقاف بإخراج المعتكفين، مهددة بقيامها هي بهذه المهمة.
 
وفي هذا الشأن، أكد زياد ابحيص، الباحث المختص في شؤون المقدسات، لـ"العربي الجديد"، أن الاعتكاف استمر حتى الفجر داخل المصلى القبلي وفي ساحة المسجد الأقصى، رغم اقتحام قوات الاحتلال وتهديدها بإجلاء المعتكفين بالقوة قبل انسحابها لاحقا.
 
وأضاف: "الارتباك كان واضحاً للعيان، وهو ما قادها إلى الطلب العلني من الأردن تولّي أمر طرد المعتكفين؛ وهو ما قوبل بالرفض". وتابع: "ساحة الأقصى عامرة بالمرابطين، فلم تفرغها مسبقاً للمقتحمين كما كانت تفعل في الأيام السابقة وفي اقتحامات الفصح العام الماضي".
 

لبيد: بن غفير يريد إشعال الشرق الأوسط

في غضون ذلك، أرجع رئيس المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد، توتر الأوضاع في المسجد الأقصى، إلى عدم تحمّل حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية، متهما بن غفير بمحاولة إشعال الشرق الأوسط.
 
جاء ذلك في لقاء بثته الإذاعة الإسرائيلية العامة صباح الأحد، على خلفية تزايد التوترات في المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة، في ظل اقتحامه مرات من قبل قوات الشرطة التي يتولى بن غفير توجيهها بموجب صلاحيات منصبه.
 
وبحسب ما نقلت "الأناضول"، فإن لبيد أرجع عنف الشرطة الشديد مع المعتكفين في الأقصى: "إلى عدم مسؤولية الحكومة". وأضاف: "هذا ما يحدث عندما تعْهد بالمكان إلى أكثر الرجال تطرفا في دولة إسرائيل". وقال إن بن غفير "مهرج التيك توك يريد فقط أن يشعل الشرق الأوسط".


(العربي الجديد)
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر