سريلانكا.. إعلان الطوارئ والرئيس يفوض صلاحياته لرئيس الوزراء والمتظاهرون يقتحمون مقري الحكومة والتلفزيون

تتسارع التطورات في سريلانكا اليوم الأربعاء؛ فبعد ساعات من فراره للمالديف، فوّض الرئيس غوتابايا راجاباكسا صلاحياته لرئيس الوزراء رانيل ويكريمسينغه، الذي أعلن حالة الطوارئ في البلاد، وأمر الجيش والشرطة بإعادة إرساء النظام، مما فاقم غضب المحتجين الذين اقتحموا مقري الحكومة والتلفزيون.
 
ففي أحدث التطورات، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن متظاهرين غاضبين اقتحموا اليوم مقر الحكومة في العاصمة كولومبو، وكانت وسائل إعلام سريلانكية أفادت قبل ذلك بتوقف بث التلفزيون الوطني بعد اقتحام مقره من قبل المحتجين الذين يصرون على رحيل كل رموز السلطة الحالية.
 
ويأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس مجلس النواب عن تعيين رئيس الوزراء رئيسا للبلاد بالإنابة، وقال إن راجاباكسا أبلغه بتعيين ويكريمسينغه لأداء المهام والوظائف الرئاسية نظرا لغيابه ووفقا للدستور.
 
كما أعلن رئيس البرلمان أن رئيس البلاد الفار أبلغه بأنه سيرسل له اليوم خطاب استقالته من منصبه، وقال إنه سيتم انتخاب رئيس جديد في 20 من الشهر الجاري.
 
وكان متحدث باسم رئيس الوزراء قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن رئيس الوزراء وبوصفه القائم بأعمال الرئيس أعلن حالة الطوارئ للتعامل مع الوضع بعد مغادرة الرئيس البلادَ.
 
وذكرت الوكالة أن ويكريمسينغه أعلن الطوارئ في المقاطعة الغربية (التي تشمل العاصمة كولومبو)، وأمر باعتقال المحرضين على العنف.
 
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الشرطة السريلانكية أطلقت الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين الذي تجمعوا أمام مكتب رئيس الوزراء للتعبير عن رفضهم لاستمراره في منصبه.
 
وكان يفترض أن يقدم رئيس الوزراء استقالته إلى جانب الرئيس الذي وعد في وقت سابق بتقديم استقالته بحلول اليوم.
 
وقال مراسل الجزيرة صهيب جاسم إن التوتر تصاعد حول مقر رئيس الوزراء، مشيرا إلى تحليق مروحيات فوق المقر.
 
وأضاف أنه وقعت بعض الإصابات خلال مناوشات في محيط رئاسة الوزراء.
 
كما قال المراسل إن المحتجين يطالبون بتغيير كامل للرئاسة والحكومة، وأشار إلى أن قسما منهم يرغب في أن يكون هناك رئيس جديد للبلاد من المعارضة.
 
وفي السياق، ذكرت وكالة رويترز أن حزب المعارضة الرئيسي أعلن ترشيح زعيمه ساجيت بريماداسا لرئاسة البلاد.
 
وكانت قد هبطت فجر اليوم في المالديف طائرة تقل الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا، وذلك بعد محاولة فاشلة للمغادرة.
 
وقالت القوات الجوية السريلانكية في بيان "بموجب أحكام الدستور وبناء على طلب من الحكومة، قدمت القوات الجوية السريلانكية طائرة في وقت مبكر اليوم لنقل الرئيس وزوجته واثنين من مسؤولي الأمن إلى جزر المالديف".
 
وسبق أن قال مسؤول في مطار ماليه (عاصمة جزر المالديف) لوكالة الصحافة الفرنسية إن طائرة عسكرية من طراز أنطونوف-32 هبطت في المطار آتية من كولومبو، وعلى متنها 4 أشخاص، بينهم الرئيس (73 عاما) وزوجته وحارس شخصي.
 
وأضاف أنه فور نزولهم من الطائرة تم اصطحابهم بحراسة الشرطة إلى وجهة لم تُعرف في الحال.
 
وأفاد مراسل الجزيرة بأنه لا تعرف الوجهة المقبلة للرئيس غوتابايا راجاباكسا، وما إذا كان سيقدم استقالته من المالديف أم من بلد آخر.
 
وأشار إلى أن رئيس البرلمان أكد أنه يقبل أي ترشيحات لمنصب الرئيس قبل أن يقدم راجاباكسا استقالته.
 
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) عن مسؤول في إدارة الهجرة السريلانكية أن راجاباكسا فرّ من البلاد مع وزوجته واثنين من حراسه على متن طائرة تابعة للقوات الجوية السريلانكية، متجهين إلى ماليه.
 
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت أمس عن مصادر رسمية أن موظفي الهجرة بالمطار منعوا راجاباكسا من المغادرة بعد "مواجهة مهينة".
 
والسبت الماضي، فرّ راجاباكسا من القصر الرئاسي في كولومبو بحراسة أمنية من سلاح البحرية، قبل وقت قصير من قيام آلاف المحتجين باقتحام المجمع الرئاسي.
 
ولجأ راجاباكسا حينئذ إلى منشأة تابعة للبحرية، وفق ما أعلنه مسؤول كبير في وزارة الدفاع، قبل أن يُنقل إلى قاعدة كاتوناياكي، التي تتقاسم سياجا مشتركا مع مطار بندرنايكي الدولي.
 
وكان الرئيس راجاباكسا وعد بإعلان استقالته اليوم، كما أعرب رئيس الوزراء عن استعداده للاستقالة، من دون تحديد موعد لذلك.
 
وفي هذا السياق، ذكرت رويترز أن حزب المعارضة الرئيسي أعلن ترشيح زعيمه ساجيت بريماداسا لرئاسة البلاد.
 
ويتواصل توافد عشرات الآلاف من السريلانكيين على القصر الرئاسي بعد 3 أيام من اقتحامه، كما يهدد المتظاهرون بالدعوة لإضراب عام بحلول غد الخميس إذا لم يستقل الرئيس ورئيس الوزراء.
 
*نقلا من الجزيرة نت

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر