أزمة طالبي اللجوء تدق أبوابها.. أوكرانيا تستنفر قواتها و"تستنجد" بالحلفاء

في ظل إجراءات صارمة تفرضها بولندا على طول حدودها مع بيلاروسيا، لصد طالبي لجوء عن دخول أراضيها والاتحاد الأوروبي، تتحسب أوكرانيا لانتقال الأزمة قريبا إلى حدودها، ما جعلها حسب مراقبين تستنفر قواتها وتنسق مع حلفائها الإقليميين.
 
وحسب مراقبين، بدا هذا الاستنفار والتحرك جليا من خلال اتصالات تنسيقية ماراثونية بين مسؤولي أوكرانيا وبولندا، على مستوى الرئاسة والداخلية والأجهزة الأمنية المعنية، ولا سيما بعد أن حذرت وارسو من أن سلطات بيلاروسيا قد تدفع المهاجرين صوب أوكرانيا، للتسلل لاحقا إلى الاتحاد الأوروبي.
 
وبالفعل، عززت أوكرانيا حدودها مع بيلاروسيا بنشر نحو 8500 جندي، وتدريبات تجريها شرطة الحدود استعدادا لاشتباكات محتملة مع المهاجرين، مع تخصيص 15 مروحية لنقل مزيد القوات إلى الحدود، ودراسة فرض حالة طوارئ في المناطق الحدودية الشمالية، إذا استدعى الأمر.
 
ويبدو أن أوكرانيا تتوجس من انتقال الأزمة إلى أراضيها، بما تحمله من أعباء وتداعيات شتى، لدرجة أن أحد الألوية في جيشها هدد بـ"القضاء" على كل من يحاول اجتياز حدود البلاد من الجانب البيلاروسي، قبل أن يتراجع ويفسر التهديد بأنه يقتصر على "مجموعات استطلاع تخريبية"، قد تحاول التسلل تحت قناع طالبي اللجوء.
 
وفي هذا الصدد، قال الخبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيليا كوسا إن الأزمة لم تصل بعد إلى أوكرانيا، لكن وصولها سيكون أكثر خطورة من انحصارها اليوم في إطار الحدود البيلاروسية البولندية.
 
وأوضح للجزيرة نت أن الحدود الأوكرانية البيلاروسية أطول بكثير من الحدود البيلاروسية البولندية، ومن المعروف أن ضبطها كان ولا يزال صعبا، ما يعني أن الأمور فيها قد تخرج عن السيطرة، وهذا ما تخشاه أوكرانيا، لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، حسب تعبيره.
 

دور الحلفاء

وإلى جانب استنفارها الأمني، تنشط الدبلوماسية الأوكرانية لتفعيل تحالفات إقليمية ودولية، من شأنها منع الأزمة، أو الحد من تداعياتها، حسب مسؤولين ومحللين.
 
وهنا يبرز تحالف "مثلث لوبلين"، الذي عقدته في يوليو/تموز 2020 كل من أوكرانيا وبولندا وليتوانيا، بمدينة لوبلين البولندية، وهو عبارة عن منصة ثلاثية للتعاون بين هذه الدول، ومواجهة ما يعتبرونه "خطرًا روسيًّا" عليها.
 
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الأوكراني السابق بافلو كليمكن إن مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني يجب أن يعقد اجتماعات تنسيق مع نظرائه في دول المثلث ولاتفيا بمشاركة بروكسل، للخروج بموقف وإستراتيجية مشتركتين.
 
وهنا يوضح إيليا كوسا أن أوكرانيا تنظر إلى أزمة المهاجرين كأزمة خلقتها روسيا، التي تتحكم بقرارات وإجراءات حليفها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك، وبالتالي، من المنطقي أن يذكر تحالف "مثلث لوبلين"، الذي يجمع الدول المعنية، حسب قوله.
 
ويعتبر كوسا أنه "من غير المنطقي التعويل كثيرا على الحلف، لأنه حديث عهد، ولم يعقد ليواجه سريعا أزمات بهذا الحجم؛ في حين أن الدور الأوروبي سيكون -دون شك- أكبر وأكثر تأثيرا".
 

ضمانات ودعم

وفي إطار تحالفاتها وشراكتها مع الاتحاد الأوروبي، يرى سياسيون أن على أوكرانيا دفع الاتحاد نحو تقديم ضمانات ودعم، في خضم الأزمة.
 
ويرى وزير الخارجية الأوكراني السابق بافلو كليمكين أنه "إذا ما وصل المهاجرون إلى حدودنا، يجب أن نحصل على ضمانات من الأوروبيين، بأنهم سيساعدون المهاجرين، إما بنقلهم إلى دول في الاتحاد الأوروبي، أو بإعادتهم إلى أوطانهم".
 
ويرى كليمكن أن أوكرانيا يجب أن تحصل على دعم عاجل، وبنفس الطريقة التي سيساعد بها الاتحاد الأوروبي دوله المجاورة لبيلاروسيا، وهذا ما أسميه "التضامن الأوروبي"، الذي، من دونه، لا وجود لأي "تكامل أوروبي"، على حد قوله.
 
يشار إلى أن العديد من طالبي اللجوء حاولوا الاثنين الماضي عبور الحدود لدخول بولندا من بيلاروسيا، ويوجد حاليا حوالي 4 آلاف طالب لجوء على حدود البلدين، بحسب وكالة الأنباء البولندية.
 
ويتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بتنسيق وصول موجة المهاجرين إلى الجانب الشرقي من أوروبا، وذلك ردا على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد القمع الوحشي الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.
 

المصدر: الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر