بعد تقييم وكالة الإستخبارات المركزية.. ماذا قال نائب الرئيس الأميركي عن قتلة خاشقجي؟

 
أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، السبت 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أن الولايات المتحدة ستحاسب جميع قتلة جمال خاشقجي، وذلك في أعقاب تقارير صحافية ذكرت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) خلُصت إلى أن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقف وراء قتل خاشقجي في إسطنبول الشهر الماضي.
 
 وقال بنس على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (إبيك) في بابوا غينيا الجديدة إن «الولايات المتحدة عازمة على محاسبة جميع المسؤولين عن عملية القتل تلك».
 
ووصف بنس قتل الصحافي السعودي بأنه «عمل فظيع وإهانة لصحافة حرة ومستقلة»، لكنه رفض التعليق على معلومات سرية. وتأتي تعليقات بنس في أعقاب تقارير ذكرت أن وكالة سي آي إيه تعتقد أن الأمير محمد بن سلمان متورِّط في مُخطط قتل الصحافي السعودي.
 
 وفي حال تأكدت المعلومات فإنها ستناقض التحقيق السعودي الذي أبعد الشبهات عن وليّ العهد في هذه القضية. كما ستهدد بالمزيد من التوتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها الرياض التي سعت إلى طيّ صفحة قضية خاشقجي ورفضت الدعوات المطالبة بتحقيق دولي.
 
وقال بنس: «سنتابع الحقائق». لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تريد إيجاد وسيلة للحفاظ على «شراكة قوية وتاريخية» مع المملكة العربية السعودية.
 
أفاد مسؤولون أميركيون بأنَّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) استنتجت أنَّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
 
 وحسب صحيفة The New York Times الأميركية فقد أجرت الوكالة تقييمها استناداً إلى سيطرة وليّ العهد على السعودية، والذي تمثَّل في أنَّ عملية القتل ما كان لها أن تحدث دون موافقته، ودعمت استنتاجها بمجموعتين من الاتصالات المهمة: مكالمات مُعتَرَضة لولي العهد في الأيام التي سبقت عملية القتل، ومكالمات أجراها فريق الاغتيال مع أحد كبار مساعدي ولي العهد.
 
وتعتقد وكالة الاستخبارات المركزية منذ أسابيع أنَّ الأمير محمد كان متورطاً في عملية قتل خاشقجي، لكنَّها كانت مترددة في الخروج باستنتاجٍ قاطع يفيد بأنَّه أصدر أمراً مباشراً بعملية القتل. ونقلت الوكالة هذا التقييم إلى أعضاء الكونغرس ومسؤولين في إدارة ترامب.
 
وقال المسؤولون إنَّ التغيير الذي طرأ على تفكير مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية جاء بعد ظهور معلومات جديدة. وتضمَّنت الأدلة اعتراض مكالمة مُعتَرَضة تُظهِر عضواً في فريق الاغتيال وهو يتصل بأحد مساعدي الأمير محمد ويقول له: «أبلغ رئيسك» أنَّ المهمة أُنجِزت. غير أنَّ المسؤولين حذروا من أنَّ المعلومات الجديدة لا تُشكِّل دليلاً مباشراً يربط الأمير محمد بعملية الاغتيال، التي نُفِّذت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
 
 
ووفقاً لأشخاص مطلعين على نتائج الاستخبارات، تُظهِر المكالمات المُعتَرَضة أنَّ الأمير محمد كان يحاول إيجاد سبل لإغراء خاشقجي للعودة إلى السعودية، ولو أنَّ ولي العهد لم يقل على وجه التحديد في المكالمات الهاتفية إنَّه يريد قتل خاشقجي.
 
وقال مسؤول سابق إنَّ وكالات الاستخبارات تدرس كذلك الاتصالات بين خاشقجي والسفير السعودي لدى واشنطن وشقيق ولي العهد، خالد بن سلمان. وكان نفي الأمير خالد سريعاً على نحوٍ غير معتاد.
 
فقال في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أمس الجمعة 16 نوفمبر/تشرين الثاني إنَّ «آخر تواصل» له مع خاشقجي كان بصورة نصيّة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وإنَّه لم يشر قط لذهاب خاشقجي إلى تركيا. فغرَّد قائلاً: «لم أحادثه عبر الهاتف قط، وبالتأكيد لم أُشِر عليه قط بالذهاب إلى تركيا لأي سبب».
 
هذا ونُشِر تقييم وكالة الاستخبارات المركزية لأول مرة الجمعة بصحيفة The Washington Post الأميركية. ورفض متحدثٌ باسم الوكالة التعليق على المسألة. يخلق التقييم القاطع على نحوٍ متزايد من جانب وكالة الاستخبارات مشكلةً للرئيس دونالد ترامب، الذي ربط إدارته بالأمير محمد وأعلن أنَّه مستقبل السعودية، الحليفة طويلة الأمد للولايات المتحدة.   لكن بالتأكيد سيؤدي التقييم الجديد من جانب وكالة الاستخبارات المركزية إلى تقوية تصميم المُشرِّعين بالكونغرس على مواصلة التحقيق في مقتل خاشقجي ومعاقبة السعودية.
 
وكان جاريد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره البارز، مُقرَّباً على نحوس خاص من الأمير محمد. ودافع كوشنر طويلاً عن فكرة أنَّ وجود علاقة قوية مع السعوديين هو أمر في مصلحة الولايات المتحدة، وضغط للإبقاء على الدعم لولي العهد رغم قتل خاشقجي، الذي يقول المسؤولون السعوديون الآن إنَّه قُتِل نتيجة جرعة مميتة من الأدوية المُخدِّرة المُهدِّئة وقُطِّعت جثته.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر