













كتابنا

لم يكن ميلاد حزب التجمع اليمني للإصلاح ميلادًا عابرًا، بل كان نقطة فارقة في المشهد السياسي اليمني، جاء في لحظة زخم سياسي وتحول ديمقراطي، وتلاحم المشروع الوطني مع تأسيس حياة سياسية طموحة وملتصقة بالواقع وقريبة من الجماهير.

في أواخر التسعينيات، لم يكن لحزب التجمع اليمني للإصلاح أي وجود يذكر في عزلتنا النائية، أقصى مديرية شرعب السلام، التي كانت آنذاك معقلًا للاشتراكية الجبهوية. كان عدد المنتمين للإصلاح في المنطقة بالكاد يصل إلى عدد أصابع اليد..

العملية الأخيرة ضد قطر لا تستهدف حماس أو قطر وحدها، وإنما المنظومة الأمنية لدول الخليج ككل، وتبعث رسائل سلبية لهذه الدول للبحث عن بدائل، سواء ذاتية، أو بتحالفات جديدة.

مع أن المليشيا الحوثية انقلبت على الشرعية والجمهورية قبل 11 عامًا في 21 سبتمبر، إلا أن هذا الشهر يشكل بالنسبة لها مصدر قلق دائم ورعب متزايد، لأنه يحمل ذكرى ثورة اليمنيين التي حررت الوطن من قيود الإمامة الكهنوتية، في 26 سبتمبر 1962.

الشهر الوحيد الذي يعرفه اليمنيون باسميه هو أيلول/سبتمبر. الأكثرية تخلط بين أسماء الأشهر الميلادية والسريانية. ربطت عن كبار السن أيام الغبار باسم «تموز»، لا أعرف هل هو نفسه «إبريل» أم «رجب»؟.

تجارب الدول تُظهر أن الرموز السياسية ضرورة وجودية، تمنح الأجيال هوية واضحة وتوفر للأنظمة جدارًا نفسيًا يحميها من محاولات الاختراق أو العودة إلى الماضي. الدول التي تمتلك رموزًا حية تستطيع إنتاج خطاب وطني جامع، بينما الدول التي تهمل رموزها تُترك شعوبها ضائعة في فراغ الذاكرة والارتباك والتيه.

لطالما أننا صرنا الآن في صلب معركة وجودية علنية مع كهنوت مستجد يعمل على طمس ذاكرة مقاومة جذوره، ومحو تاريخ صراع اليمني مع أسلافه، وإخفاء تاريخه الأسود، وخلق التباس وتزييف ينفذ من خلالهما إلى وعي المجتمع..

لقد شكل الهبوط في سعر صرف العملة الأجنبية أمام الريال اليمني، أو بعبارة أخرى تحَسُّن الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، انتصارًا حقيقيًا بالنسبة لعموم الشعب الكادح، حتى بدون إصلاحات اقتصادية حقيقية، ومع ما تحمله عدد من الإجراءات المتخذة لتحسيّن أسعار الصرف من انتقادات وإدانة واضحة لمؤسسات الدولة نفسها، التي كانت تعرف مكامن الخلل، ولكنها قررت أن تترك الحبل على الغارب.

تابعنا جميعًا كيف تمكنت الحكومة والبنك المركزي، من مواجهة مضاربي العملة وشركات الصرافة التي حاولت التلاعب بأقوات الناس، في تلك اللحظات حضرت الدولة. وحضورها ليس مجرد مفهوم سياسي أو اقتصادي، بل هو ضرورة وجودية وحاجة شعبية ملحة، وهو ما أثبته الواقع اليمني مؤخرًا في معركة استعادة قيمة الريال اليمني.