الأخبار

ذوو الاحتياجات الخاصة بحضرموت.. صعوبات تواجه تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع

تقارير | 3 أغسطس, 2024 - 11:08 م

حضرموت: يمن شباب نت - إكرام فرج (خاص)

image

أطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة يلعبون في مؤسسة حضرموت لرعاية الأطفال المصابين

 

تكافح مؤسسة حضرموت للتوحد الأهلية، وبإمكانيات محدودة من أجل دعم الأطفال المصابين بمتلازمة التوحد ومساعدة أسرهم في تأهيلهم وتدريبهم وإدماج هذه الفئة في المجتمع، لكنها باتت اليوم تواجه تحديات عدة، رغم أهميتها.

وتأسست المؤسسة التي تعد من أبرز المؤسسات الرائدة بمدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن، عام 2012م تحت مسمى جمعية حضرموت، وكانت ترعى 50 طفلاً من ذوي الإحتياجات الخاصة "التوحد، والضمور، متلازمة الداون، صعوبة التعلم".

ومع حلول عام 2015 تم تغيير الاسم إلى جمعية حضرموت للتوحد بزيادة عدد الأطفال حينها إلى 120 طفلاً، وبعام 2017م شهدت الجمعية نقلة نوعية وتحول المسمى بعدها لتصبح مؤسسة حضرموت للتوحد، والتي باتت اليوم تمثل بارقة أمل للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم في حضرموت، رغم ما توجه من تحديات.

تأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة

وقالت إيمان محمد الريدي المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت للتوحد، إن من الأهداف المؤسسة، تمكين الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من مساعدة أنفسهم وأسرهم والقيام بأدوارهم الفعالة في المجتمع ومساعدتهم للاندماج وسط المجتمع، من خلال توفير بيئة مناسبة ووسائل تعليمية حديثة للأطفال في المؤسسة.

وأشارت إلى أن المؤسسة تعمل عل إرشاد الأسرة والمجتمع على كيفية التعامل مع الأطفال من هذه الفئات وتدريب الكوادر البشرية في المنشآت التي تهتم بهذه الشريحة من الأطفال.

image
مدربات مع أطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة في حضرموت

كما تمكنت المؤسسة من إنجاز الكثير من الأهداف التي رسمتها منذ بداية تأسيسها وذلك في استقطاب أخصائيين في مختلف مجالات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيلها لكادر التعليمي لجمعيات ومراكز ذوي الإحتياجات الخاصة في حضرموت بالساحل والوادي.

وذكرت الريدي، أن المؤسسة ساهمت في تأهيل أمهات الأطفال من ذوي الإعاقة على كيفية التعامل مع أطفالهم، ووصلت بأعداد كبيرة من الأطفال إلى مراحل متقدمة من حيث المهارات والقدرات وتعديل السلوك.

وأوضحت أن إجمالي المتخرجين منذ نشأة المؤسسة بلغ 98 طفلاً من بينهم من تم دمجهم وإلحاقهم بالمدارس العامة وعدد من الأطفال البالغين وتأهيلهم للعمل المهني لممارسة حياتهم بصورة طبيعية. كما عملت على نشر الوعي المجتمعي والمؤسسي تجاه قضايا احتياجات ذوي الإعاقة وأثرت العمل الطوعي والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.

تحديات تواجه تأهيل الأطفال

وبالرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة إلا إنها تواجه العديد من الصعوبات التي تعيق مسيرتها وتحد من قدرتها على تقديم خدماتها بالشكل المطلوب، ومن هذه التحديات، نقص التمويل حيث تعتمد المؤسسة على التبرعات والدعم الخيري لتسديد إيجار المبنى الخاص بالمؤسسة بحسب فاطمة باراس نائبة المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت للتوحد.

وقالت باراس، إن المؤسسة تواجه مشكلة فيما يتعلق برواتب الموظفين، موضحة أنه تم سحب جميع التعاقدات الحكومية، وإنهاء المبلغ السنوي الحكومي المخصص للمؤسسة بعد إضراب الموظفين واحتجاجاهم العام الماضي للمطالبة بتعاقد بقية الكادر بالمؤسسة وتلبية عدة مطالب لهم.

وأضافت، أنه نتيجة الحرمان الذي طال المؤسسة اضطررنا إلى تقليص أعداد الطلاب والكادر الوظيفي والاستغناء عنهم بدلاً من تحسين رواتبهم فتضم المؤسسة حالياً 98 من الكادر الوظيفي وعدد الأطفال 177 بين طالب وطالبة موزعين على أربعة أقسام متخصصة.

وأشارت إلى أنه ونتيجة لضيق المبنى وعدم وجود ميزانية تشغيلية لازالت المؤسسة تزاول نشاطها في مبنى سكني غير ملائم لهذه الشريحة مما جعلها غير قادرة على استيعاب أعداد إضافية من الأطفال، لافتا إلى أن المؤسسة تسعى حالياً لبناء موقعها الخاص بعد أن حصلت على الأرض المناسبة لإقامته والذي سيحل مشكلة في عدم قبول الأطفال الذين هم على قيد الانتظار.


 
وأوضحت باراس، أن المؤسسة لا زالت تواجه عدداً من التحديات اللوجستية وهي الصعوبة في الحصول على المواد والمعدات الضرورية والألعاب لتفريغ الطاقة عند الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ولتنفيذ برامجها وأنشطها.

وبسبب الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي واشتداد درجات الحرارة في فصل الصيف تعاني المؤسسة من عدم استيعاب الأطفال وعدم تحملهم للحرارة ويأتي ذلك نتيجة لأن معظم أطفال التوحد يعانون من شحنات كهربائية مما يؤثر عليهم وعلى تدريبهم وتأهيلهم بشكل كبير لذا هي بحاجة ماسة إلى تكييف وبدائل لاستمرار التيار الكهربائي بالمؤسسة.

دور المجتمع

وتشير عبير خرد المدير الفني لمؤسسة حضرموت إلى ضعف الوعي المجتمعي حول اضطراب التوحد، مما يؤدي إلى وصم الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم. وقالت لـ"يمن شباب نت"، إنه يمكن تعزيز الوعي المجتمعي حول هذا الاضطراب فمن المهم أن يلعب المجتمع دوراً هاماً في توفير الدعم والتوعية للأشخاص المصابين وعائلاتهم من خلال التوعية والتثقيف (وسائل الإعلام) وإنشاء مجموعات الدعم للأشخاص المصابين بالتوحد وأسرهم وتقديم الدعم النفسي..

وشددت على أن المجتمع يحتاج إلى تعزيز القبول والتضامن مع أطفال التوحد أشعارهم بالترحيب والتقبل دائما والاندماج بهم وتوظيف الأفراد من ذوي اضطراب التوحد في بعض المهن التي يستطيعون إتقانها بل إن البعض لديهم مهارات مميزه ولابد من تقدير إبداعاتهم.

وأضافت، أن التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على الطفل في عملية التواصل والتفاعل الاجتماعي ويتضمن أنماط محددة ومتكررة من السلوك، موضحة أن "طيف التوحد" للإشارة إلى وجود مجموعة متعددة من الأعراض والعلامات وعلى مستويات مختلفة من الشدة.

وعن طرق التعامل مع أطفال التوحد، يقطع العاملون في المؤسسة شوطا طويلا لمساعدتهم ومن أهم هذه الطرق هي الالتزام بجدول زمني مصور أو روتين يومي يحث أطفال التوحد على الالتزام بالمهام ومعرفة روتين يومهم ولابد من إعداد الطفل مسبقا في حالة حصول أي تغيير اضطراري في الجدول الزمني.

ومن الطرق أيضا، تفهم مشاعرهم وتقبلها وضرورة التفاعل معهم من خلال الأنشطة الجماعية والالعاب المحببة لهم مثل الجري ولعب الكره والقفز وغيرها وتفريغ طاقاتهم وتساعدهم على التأزر الحركي البصري، كما أنهم بحاجة إلى الحب والاحترام العناق التعزيز الإيجابي اي تعزيز الإيجابيات التي يقوم بعملها الطفل من خلال إعطاءه المعززات المحببة له.

وشددت الخرد على أنه يجب عدم الاستسلام من قبل الأهالي واعطاء الطفل الوقت الكافي للتحسن والبحث عن الكثير من التقنيات والمناهج المختلفة التي تساعد في اكتشاف الأفضل للطفل وعدم الإحباط والتحلي بالصبر، وتدريب الطفل في بيئة آمنة ومريحة خالية من المشتتات واستخدام وسائل مرئية ومجسمات محببة له.

وللدعم الأسري والاجتماعي أهمية كبيرة فتعتبر الأسرة الركيزة الأساسية في تطوير أطفال التوحد ومساعدتهم في تحقيق إمكاناتهم، إذ يتطلب من الأهالي دعم أطفالهم وتفهم احتياجاتهم والقدرة على التعامل مع تحدياتهم الخاصة ولابد أن يتمتع الأهل بالمعرفة والمهارات اللازمة للتفاعل مع أطفالهم بطرق فعاله وملائمة، وإشعارهم بالحب والاهتمام والثقة في قدراتهم وعدم مقارنتهم بغيرهم.

ووفق تقرير منظمة العفو الدولية، فإن ملايين الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن قد تحمَّلوا سنوات من النزاع المسلح، بل وكانوا من أكثر الفئات تعرضاً للإقصاء في غمار تلك الأزمة الإنسانية، ويوجد ما لا يقل عن أربعة ملايين ونصف مليون يمني من ذوي الإعاقة لا يحصلون إلا على دعم شحيح.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024