الأخبار

هل توظف روسيا مليشيات الحوثي للرد على الدعم الغربي لأوكرانيا؟

تقارير | 16 سبتمبر, 2024 - 5:26 م

يمن شباب نت- خاص

image

مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط في لقاء سابق مع قيادات حوثية

أثار اجتماع أمريكي بريطاني يوم الجمعة حديثا عن ردود فعل روسيا على إمكانية قيام واشنطن ولندن بتزويد أوكرانيا بأسلحة صاروخية تضرب العمق الروسي وقواعدها العسكرية هناك.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أن واشنطن ولندن ناقشتا، أمس الأول الجمعة، موضوع السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أوروبية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وسط مخاوف من رد موسكو بتسليح مليشيا الحوثي التي تهاجم السفن في البحر الأحمر.

ووفقاً لتقرير آخر نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أسابيع نقلاً عن مصادر استخباراتية أمريكية، فإن موسكو تستعد لتزويد ميليشيا "الحوثيين" المدعومة من إيران في اليمن بصواريخ متطورة مضادة للسفن.

وفي مطلع أغسطس الماضي أفادت الشبكة الأمريكية CNN بأن روسيا كانت تستعد لتسليم صواريخ ومعدات عسكرية أخرى للمتمردين الحوثيين في اليمن أواخر الشهر الماضي، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وسط موجة من الجهود خلف الكواليس من جانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لوقفها".

ورفض مسؤول أميركي رفيع المستوى مناقشة تفاصيل خطط روسيا لتسليح الحوثيين. لكن المسؤول قال إن الولايات المتحدة تعتبر أي محاولة من جانب طرف ثالث لتعزيز إمدادات الأسلحة للحوثيين "متناقضة مع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها" عندما يتعلق الأمر بتحقيق تسوية سلمية دائمة في اليمن بين الحوثيين والسعوديين، والمساعدة في استقرار المنطقة.

وقال مسؤولون، إن الروس اعتبروا تسليح الحوثيين وتقديم المشورة لهم وسيلة للرد على إدارة بايدن بسبب قرارها السماح لأوكرانيا بشن هجوم داخل الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة.

وبينما تم التراجع عن نقل الأسلحة الوشيك، قامت روسيا بنشر عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين على مدى ثلاثة أيام في أواخر يوليو/تموز، حسبما ذكرت المصادر، للشبكة الأميركية.

وقالت المصادر، إن مسؤولين أميركيين تابعوا قيام سفن روسية كبيرة بتوقف غير معتاد في جنوب البحر الأحمر، حيث نزل الأفراد الروس، ثم التقطهم الحوثيون في قارب ونقلوهم إلى اليمن.

وذكرت إن الروس كانوا يحملون حقائب معهم، لكن لم يكن هناك شيء يبدو كبيرا بما يكفي لحمل أسلحة أو مكونات أسلحة. ولم يتضح ما إذا كانت السفن الروسية تحمل المعدات التي كانت روسيا تستعد لنقلها إلى الحوثيين قبل أن يتخلى الكرملين عن الخطة.

لماذا اختار بوتن الحوثي؟

وتقول الباحثة الروسية في معهد واشنطن آنا بور شفسكايا "يتوافق تسليح الوكلاء أو تمكينهم مع قواعد اللعبة التي يمارسها الكرملين و أصبح فلاديمير بوتين، كما هو متوقع، متحالفاً بشكل أوثق مع القوى المناهضة للولايات المتحدة والمزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

وتبين الباحثة في مقال لها بالمعهد الأميركي أن بوتين اختار الحوثيين لعدة أسباب أولها: اختار نزاعاً منخفض الحدة مع الغرب لأن روسيا لديها موارد أقل. وثانيا بالنسبة لموسكو، أثبت تشتيت انتباه الولايات المتحدة بتكلفة منخفضة وإجبارها على إنفاق مواردها في مواجهة الوكلاء المتمكنين أنه تكتيك فعال في معركتها الأكبر لإعادة تشكيل النظام الدولي. وفي كثير من الأحيان، كانت ردود واشنطن على الاستفزازات الروسية منعزلة ضمن مسارح إقليمية محددة وغير مرتبطة باستراتيجية شاملة.

ثالثا: ستكسب روسيا أثر مما ستخسر إذا ساهمت في تأجيج أزمة البحر الأحمر، سواء من خلال تسليح "الحوثيين" أو تمكينهم بوسائل أخرى. ومن وجهة نظره، لا يختلف ذلك عما تفعله الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا. البيانات المتاحة تشير إلى أن الأزمة أثرت أقل نسبياً على شحنات النفط الروسية من تأثيرها على شحنات نفط منافسيها. وتستمر ناقلات النفط الروسية في المرور عبر قناة السويس والبحر الأحمر وخليج عمان دون عوائق نسبياً. وقد تجنب "الحوثيون" السفن الروسية إلى حد كبير.

رابعا: بينما قد تتحمل موسكو بعض التكاليف من جراء تمكين "الحوثيين"، فإن الفوائد تفوق تلك التكاليف على الأرجح. فقد تعاملت موسكو مع وكلاء يصعب التعامل معهم من قبل، مثل حفتر. وعلى الرغم من محدودية الأسلحة التي يمكن لروسيا تصديرها بسبب الحرب الأوكرانية، إلّا أنه يمكنها إرسال صواريخ مضادة للسفن إلى "الحوثيين" دون التأثير على تلك الجبهة.

خامسا: طبيعة الحوثيين وتكوينهم وأهدافهم التوسعية وسيطرتهم المطلقة على الشعب في مناطق حكمهم دون أي اعتبار لمصالح السكان، تجعل الحوثي مستعدا لتقديم أي تنازلات للروس مقابل الحصول على الأسلحة وفرض هيمنتهم البحرية في البحر الأحمر، لأنه يحقق أهداف طموحة للحوثيين خاصة في حربهم ضد السعودية.

لن يكون مجرد تسليح فقط

تشير الباحثة الروسية إلى أن اعتماد روسيا المتزايد على الوكلاء بدأ في الفترة 2014-2015، عندما سيطرت على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ثم تدخلت عسكرياً في سوريا. ومنذ ذلك الحين، تتبع روسيا ما وصفه رئيس الأركان الروسي آنذاك فاليري غيراسيموف، أثناء حديثه عن سوريا في مؤتمر الدفاع السنوي "للأكاديمية الروسية للعلوم" في أوائل عام 2019، باستراتيجية "العمل المحدود".

وكانت الحرب المستقبلية موضوعاً رئيسياً لذلك المؤتمر، ووفقاً لروايات الخبراء، أشار غيراسيموف على ما يبدو ضمناً إلى أن سوريا ستشكل مثالاً للعمليات الروسية المستقبلية.وعلى مر السنين، قامت موسكو بتسليح الوكيل الأكبر لإيران، "حزب الله"، في ساحة المعركة السورية.

واعتمد الكرملين على جهات فاعلة أخرى للاضطلاع بالمهام الشاقة، لا سيما إيران ووكلائها. وفي الواقع، بلغت العلاقات الروسية الإيرانية مستويات غير مسبوقة نتيجة تدخل موسكو في سوريا، حتى قبل غزو أوكرانيا.

وفي تقرير نشرته قناة الحرة الأمريكية عن أن الهجوم الروسي المضاد في إقليم كورسك الذي اقتحمته أوكرانيا أبطل معادلة الأرض مقابل الأرض، وأظهر احتياج الحكومة الأوكرانية لصواريخ شادو البريطانية وأتاكمز الأمريكية بعيدة المدى لضرب الروس داخل معاقلهم البعيدة، ظهرت تأكيدات روسية على أن موسكو لديها إمكانية للرد بالمثل لتزويد مليشيات بالمنطقة العربية لمهاجمة المصالح الغربية.

ونقلت القناة الأمريكية عن المحلل الروسي أندريه أنتيكوف، أنه لا يمكن التنبؤ بردة فعل موسكو في حال قررت واشنطن وأوروبا السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل العمق الروسي.

وأضاف: "يمكن لروسيا أن ترد بشكل غير مباشر من خلال تزويد بعض القوى في الشرق الأوسط بأسلحة متطورة ودقيقة وبعيدة المدى بما يسمح لها بتهديد المصالح الأميركية والغربية هناك".

وأردف: "تستطيع موسكو على سبيل المثال أن تعطي الكثير من الأسلحة لحزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، بالإضافة إلى العديد من الميلشيات داخل العراق".

وكان بوتين نفسه قد توعد في يونيو الماضي بإمكانية تزويد من يصفهم بمناهضي أعدائه بالأسلحة.

وقال بوتين إن موسكو يمكنها توريد أسلحة بعيدة المدى لمناطق بالعالم لتوجيه ضربات فعالة لدول تزود أوكرانيا بالأسلحة وشدد على أن استهداف روسيا بمشاركة الغرب يعني حربا مباشرة سترد موسكوا عليها.

وبحسب الموقع الروسي في زد، فإن الخبراء يرون أن لكل دولة من دول الناتو الرئيسية بالمنطقة نقاط ضعف يمكن استغلالها ضدها. كما يمكن أن تستفيد روسيا من دعمها للحوثيين في اليمن  في استهداف القواعد والمعدات الأميركية.

وفي يوليو الماضي، حذرت وكالات المخابرات الأمريكية من أن موسكو قد تسلح المليشيات الحوثية في اليمن بصواريخ متقدمة مضادة للسفن رداً على دعم إدارة بايدن للضربات الأوكرانية داخل روسيا.

ومؤخرا، قالت مصادر خاصة لـ"يمن شباب نت" إن القيادي الحوثي علي الهادي رئيس الغرفة التجارية بأمانة العاصمة وهو الواجهة التجارية الأكثر قربا لقوة الصواريخ والطيران المسير والقوة البحرية للمليشيا يزور روسيا منذ ثلاثة أسابيع تقريبا.

وبحسب المصدر فإن علي الهادي ذهب بغطاء لشراء القمح الروسي وإمكانية عقد شراكات مع شركات روسيا لبناء مصانع الغلال المتعثرة له في الحديدة، لكنه وفق المصدر ذاته يمهد لعقد صفقات عسكرية مع الروس لصالح الجماعة.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024