الأخبار

 كارثة السيول بمخيمات النازحين بمأرب.. المنظمات تفشل بإغاثة المتضررين بعد أسبوع من الفيضانات

تقارير | 19 أغسطس, 2024 - 11:03 م

مأرب: يمن شباب نت - إياد البريهي (خاص)

image

مساكن نازحين في مأرب مدمرة جراء السيول، 13 اغسطس 2024 (يمن شباب نت - إياد البريهي)

 

رغم الكارثة الكبيرة التي حلت بالنازحين في مخيمات مأرب، جراء السيول والفيضانات التي ضرب المحافظة الأيام الماضية، إلا ان المساعدات الإنسانية لإغاثة للمتضررين تسير ببط شديد رغم مرور أكثر من أسبوع على الكارثة التي ضربت نحو 111 موقع للنازحين.

وبلغت التدخّلات الإنسانية 12% فقط من إجمالي الاحتياجات الضرورية لإغاثة النازحين المتضررين من الفياضات، والذين يعيشون ظروفاً إنسانية سيّئة بالغة التعقيد، وفق تقرير وحدة النازحين  بمأرب الذي نشر الأحد 18 أغسطس/ آب الحالي.

ومازال المئات من النازحين يعيشون في العراء بلا مأوى ولا غذاء، ويشتكي المتضررين من فشل المنظمات بإغاثتهم بعد ايام من اجتياح السيول لمخيماتهم وتسببت بخسائر بشرية وأيضاً في الممتلكات.

"يمن شباب نت" استمع الى شهادات عدد من المتضررين النازحين، والذين تحدثوا عن تعرضهم لأحداث مؤلمة وقاسية، وأشاروا إلى "خذلان انساني" في مساعدتهم وناشدوا بمساعدتهم.

إقرأ أيضا..
النازحون بمأرب.. ليلة قاسية في العراء بعد أن جرفت السيول مساكنهم

النازحون بمأرب: أسر بلا مأوى

"مبارك عبد القادر" نازح في مخيم جو النسيم يقول لـ"يمن شباب نت"، "لنا ثلاثة ايام تحت الشجر بدون مأوى وبدون غذاء، لا يوجد سوى وجبات ساخنة يتم توزيعها من جمعيات خيرية ما بين الحين والأخر".

يشير "مبارك" بيده الى بقايا هيكل إحدى خيام النازحين (شبكية)، ويقول "هذا كان سكن لثلاث أسر جرفتها السيول بما فيها بلا مأوى ولا غذاء"، ويضيف "عند حدوث العاصفة سقطت الخيمة على عائلة اخيه وتسببت في اصابة طفلتين وهي الان في المستشفى لتتلقي العلاج".

وقال: "أنا وأطفالي عشنا بالعراء لمدة أربعة أيام بعدما جرفت خيمتنا، وبعدها حصلنا على خيمة كمأوى، أما بالنسبة للأكل نعتمد على الوجبات التي توزعها الوحدة التنفيذية للنازحين بالمحافظة ولا تكفي".

وناشد مبارك، المنظمات الإنسانية بسرعة توفير مأوى مناسب يقاوم الامطار والرياح وتوفير كل الاحتياجات لهم.

 مأرب.. كارثة السيول بمخيمات النازحين
إحدى خيام النازحين التي تعرضت للدمار جراء السيول والعواصف في مأرب، أغسطس 2024 (يمن شباب نت)

"هند" أرملة وأم أربعة أطفال، نازحة متضررة من السيول في "مخيم القراشي"، تتحدث بصوت يملؤوه الحزن "بعد الكارثة كنت اتوقع ان المنظمات ستتزاحم على انقاذنا، لكن في الواقع لم يحصل شيء سوى مشهد الالم والحسرة عند كل الأسر بالمخيم".

تحدثت لـ"يمن شباب نت" عن مأساتها بسبب الفيضانات، وقالت "بصعوبة انقذت بنتي عندما سقطت الخيمة وكادت ان تكون احدى ضحايا السيول"، ومازالت بانتظار مساعدات تعيد جزء من حياتها وتحتاج إلى إغاثة إيوائية.

قبل أيام حصلت "هند" على خيمة، من إحدى المنظمات بينما لم تحصل الى الان على مواد إيوائية ومواد غذائية، حسب قولها. وناشدت المنظمات والجمعيات "بسرعة توفير مواد غذائية وايوائية حيث انها لم تعد تمتلك شيء"

120 ألف أسرة متضررة

وفي ظل الظروف السيئة التي يعيشها النازحين في المخيمات منذ سنوات، ارتفع عدد الأسر المتضرّرة من الفيضانات في مأرب إلى أكثر من 12 ألفاً منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري. ويحتاجون لإغاثة عاجلة حيث أن معظمهم مازالوا بلا مأوى.

ووفق تقرير الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب "أنّ من بين الأسر النازحة المتضرّرة من الفيضانات التي تسبّبت فيها أمطار غزيرة، ثلاثة آلاف و673 أسرة تضرّرت كلياً، وثمانية آلاف و689 تضرّرت جزئياً". 

وبشأن الخسائر في الأرواح والمنشآت الخدمية، أفاد التقرير "أنّ ثمانية نازحين توفوا، من بينهم أربع نساء وطفل واحد، في حين أُصيب 34 آخرون، وتضرّرت سبع مدارس كلياً و15 جزئياً، إلى جانب ثلاثة مرافق صحية".

واعلنت الوحدة التنفيذية حاجتها لدعم المتضررين في مجال الاستجابة الطارئة لكافة المتضررين، وتحتاج 3,473 أسرة الى مأوى مستدام، بينما 10,809 أسرة بحاجة الى حقيبة إيواء، ويحتاجون إلى مساعدات نقدية وغذائية.

وحسب بيانات الوحدات التنفيذية بلغ التدخل الانساني 12%، حيث بتدخل طارئ لعدد 200 أسرة، وتوزيع 852 خيمة، وتوزيع 1553حقيبة إيواء، وتم توزيع مساعدات نقدية لعدد 62 أسرة، 1830 سلة غذائية، 5,250 وجبات جاهزة.

 مأرب.. كارثة السيول بمخيمات النازحين
مخيم نزوح في مأرب يضم العشرات من النازحين منذ سنوات ويعيشون ضروفاً قاسية، أغسطس 2024 (يمن شباب نت)

وضع طارئ.. بلا رقيب

وتضم محافظة مأرب أكبر نسبة من النازحين في اليمن بسبب الحرب خلال السنوات الماضية، حيث يوجد 2,1 مليون نازح، منهم أكثر من 458 ألف يعيشون في الخيام، ويتجمعون في أكثر من 200 مخيم في المحافظة. وفق إحصائية تقرير وحدة النازحين لعام 2023.

وخلال السنوات الماضية، لم تنتهي معاناة النازحين في الخيام التي لا تصمد أمام السيول والعواصف وتقلبات المناخ، ويعشون سنوياً في موسم الأمطار كارثة متجددة في واقع قاسٍ، ويحتاجون إلى مأوى مستدام ومشاريع مستدامة، من أجل ألا تكرر مناشدات التدخل الطارئ للإغاثة.

وفي هذا السياق، قال سيف مثنى، مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب "ان السلطة المحلية في 2023 وفرت اراضي لعمل مدن سكنية للنازحين تحفظ كرامتهم وتحميهم من الكوارث وتقلبات المناخ الذي يتعرضون لها بالمخيمات لكن المنظمات تغض الطرف عن المشاريع المستدامة".

وأضاف في مداخلة تلفزيونية "ان المنظمات ما زالت تعمل بالوضع الطارئ (بلا رقابة) ولا تقدم مشاريع مستدامة، وقلصت المساعدات والمشاريع للمحافظة، وتقول إنها بلا مخزون طارئ بالمأوى والغذاء لإغاثة المتضررين من السيول".

استجابة بطيئة رغم المناشدات

ودعا وكيل اول محافظة مأرب عبدربه مفتاح شركاء العمل الإنساني من المنظمات الدولية والمحلية الى التدخل والاستجابة العاجلة لإنقاذ المتضررين من كارثة السيول. وأشار، الى وجود فجوة كبيرة بين احتياجات المتضررين والتدخل الإنساني.

بدوره قال صالح السقاف مدير مكتب التخطيط في مأرب لـ"يمن شباب نت"، "إن كارثة السيول ضاعفت الأعباء على السلطة المحلية وأصبح صعب السيطرة عليها نتيجة الأضرار والاحتياج الكبير".

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الأممية الى سرعة المساندة ومد يد العون للمتضررين بالمواد الغذائية والإيوائية بشكل طارئ، حيث بات الاف النازحين بالعراء نتيجة تضرر مساكنهم.

وقدمت 104 من المنظمات المحلية، نداء استغاثة لمعالجة آثار الوضع الكارثي الذي خلفته الأمطار الغزيرة، الفيضانات، السيول المدمرة، التي ضربت مناطق متعددة في اليمن. ودعت رجال الأعمال اليمنيين في الداخل والخارج، وكافة المؤسسات والشركات والقطاع الخاص، لتقديم المساعدات العاجلة وإغاثة المتضررين.

وناشدت جميع الوكالات والهيئات الأممية والمنظمات الدولية لحشد المزيد من الدعم والمساعدة لمساندة المنكوبين والتخفيف من آثار هذه الكارثة، خاصة في مخيمات النزوح، ودعت منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن السيد جوليان هارنيس، إلى طلب التمويل العاجل للاستجابة للكارثة.

رغم الكارثة الإنسانية والأضرار الكبيرة والمناشدات لا يزال اغلب متضرري السيول في أزمة انسانية ولا تزال معاناة النازحين قائمة، إذا لم يتم توفير مأوى مستدام يحفظ كرامتهم ويقيهم تقلبات الطقس والمناخ، بعد نحو 10 سنوات من النزوح والوضع القاسي.

ومنذ أواخر الشهر الماضي، تسببت فيضانات ناجمة عن الأمطار غزيرة في عدة محافظات يمنية، بمصرع 60 شخصا، وأثّرت على 268 ألف شخص، فيما لا يزال 13 في عداد المفقودين، بحسب ما أفادت وكالة تابعة للأمم المتحدة.

| كلمات مفتاحية: السيول|مأرب|مخيمات النزوح

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024