الأخبار

ما الذي سيقدمه الرئيس رشاد العليمي لتعز خلال زيارته المرتقبة؟

تقارير | 26 أغسطس, 2024 - 3:02 م

(خاص): يمن شباب نت- تعز

image

من المتوقع أن يصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي خلال الأيام المقبلة، إلى تعز في أول زيارة له إلى المحافظة (جنوب غربي اليمن) منذ توليه السلطة في أبريل عام 2022م، وهي الزيارة الأولى لأعلى مسؤول في الدولة منذ انقلاب مليشيات الحوثي واندلاع الحرب.

وفيما لم يُعلن بشكل رسمي عن موعد الزيارة المرتقبة، فقد شرعت السلطة المحلية بتعز منذ أيام بإجراء الترتيبات والتي شملت إجراءات أمنية مشددة ورفع المخلفات وترميم بعض الشوارع، وإزالة المطبات، فضلا عن رفع صور ترحيبية بالرئيس العليمي والعلم الوطني على مبنى المحافظة والمقرات والمؤسسات الحكومية وفي لوحات الدعاية على الشوارع الرئيسية.

كما شرعت الحملة الأمنية المشتركة بتعز في تطبيق قرار منع التجوال بالسلاح العشوائي داخل المدينة ابتداءً من صباح أمس الأحد، محذرة من أنه سيتم ضبط ومصادرة وإتلاف أي سلاح غير مرخص أو خارج المهمات الرسمية وأنها ستتعامل بكل حزم وصرامة ووفقاً للقانون مع كل من يخالف هذا الإعلان.

ما أهمية الزيارة؟

تأتي زيارة رئيس مجلس القيادة في ظل وضع معقد بعد عشر سنوات من الحرب والحصار الذي تعشيه مدينة تعز التي تصدرت المواجهة مع مليشيا الحوثي وقاتلت على امتداد الخارطة الوطنية دفاعا عن الدولة والنظام الجمهوري، ولازالت حتى اليوم تقاتل وتقدم التضحيات، في المقابل تعاني تعز من إهمال الحكومة الشرعية على كافة المستويات لا سيما ما يتعلق بالخدمات العامة وعدم دعم الجيش الوطني والأجهزة الأمنية.

ويعتقد رامز الشارحي نائب رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب بتعز، أن الزيارة تشكل فرصة ماثلة أمام رئيس وأعضاء مجلس القيادة لاستعادة زمام المبادرة وخلق نموذج جيد كرمزية للدولة في تعز لما تشكله هذه المحافظة من رقم صعب في المعركة الوطنية ومواجهة التهديدات الناجمة عن انبعاث جثة التاريخ المتمثلة بالإمامة وبصورة أكثر خطورة من الماضي نتيجة الحضور الإيراني، مشيرا إلى أن الجمهورية كنظام ليست وحدها من تواجه التهديد بل الوطن برمته.

وقال الشارحي  لـ"يمن شباب نت"، إن تعز لعبت في الماضي دورا محوريا في الأحداث التاريخية ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر وكانت القاعدة الأساسية التي انطلقت منها الثورة، وأسست النوادي الثقافية والشبابية لتلعب دوراً بارزاً تجلى في حشد الشباب والطلاب المتطوعين للالتحاق بصفوف المقاومة الشعبية التي استطاعت مع عناصر من قوات المضلات والصاعقة يومها فك الحصار عن السبعين ودحر جيش الملكيين (...).

وأضاف، "اليوم يعد الحراك الشبابي والشعبي الحي في المحافظة بمثابة نقطة ضوء يمكن البناء عليه، فقط لو توفرت الإرادة السياسية الرامية لتفعيل الطاقات واستيعابها، كخطوة أولى نحو تبلور مشروع وطني حقيقي. نحن اليوم في أزمة، والخيار الصحيح يكون بالتوجه للناس وخلق الاليات المناسبة لتمكينهم من صناعة خلاصهم وتغيير المعادلات في الواقع وفتح أفاق جديدة".

وتابع:" أعتقد أن رئيس مجلس القيادة يدرك أهمية استعادة الزخم الشعبي، والتأسيس لمنطلقات جديدة تتأسس عليها المعركة الوطنية. الوضع معقد كما أسلفنا، لكن بوجود الإرادة والتوجهات الصحيحة وقبل كل شيء التخفيف من معاناة الناس، كل هذا من شأنه أن يسهم في الخروج من المأزق الحالي".

وفي هذا السياق، يرى رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح بتعز أحمد عثمان، أن زيارة الرئيس العليمي إلى تعز تأتي في وقت حساس وهام نظرا للظروف التي تمر بها البلاد وتعز بشكل خاص، حيث تتداخل الأهداف والدوافع والمشاريع  والمخاوف والاحلام والتحديات والفرص داخليا وخارجيا.

وقال عثمان عبر صفحته على "فيسبوك"، إن "تعز تقف في عمق كل هذه التداخلات والأعاصير والتحديات والفرص وتملك ما تفعله لصالح المشروع الوطني والانتصار للجمهورية بحكم علاقاتها التاريخية بالهوية الجمهورية والروح الثورية والثقافة الوطنية التي تمثل كل اليمن حتى عندما ينظر لها كـ(قطاع منفصل)".

وأضاف أن "المسؤولية الوطنية تستحث جميع المكونات في الصف الجمهورية إلى مزيد من الفعل ومزيد من اليقظة وتوحيد الهدف والوسيلة وكثير من الالتفاف خلف القيادة الشرعية حيث يبقى الهدف استعادة الدولة والوسيلة هي تقوية الصف الجمهوري و تقوية وتوحيد كافة روافع المشروع الوطني الجمهوري. هذا بالضرورة يتم عبر قيادة واحدة والتفاف استثنائي خلف هذه القيادة".

وقال القيادي الإصلاحي، إن "الوقت قد حان للبدء بمرحلة جديدة تلتقط فيها اللحظة التاريخية من قبل مجلس القيادة بخطوة ميدانية موحدة وفاعلة تقوي فيها الدولة ويوحد قرارها بما يحقق قفزة تاريخية نوعية بحجم الوطن والأحلام وبقدر التضحيات والشهداء".

وأردف:" قفزة من داخل وخارج الصندوق تناسب التحديات وتصنع الفرص وتتجاوز كل المعيقات وتذيب كل المثبطات وهذا كله سهل وميسور يرتبط بقرار وإرادة مجلس القيادة الرئاسي كقيادة تاريخية في أصعب وأخطر مرحلة تمر بها اليمن عبر التاريخ وعلى قدر التحديات تكون عظمة الانجاز وذلك قبل أن يتجاوزهم ويتجاوزنا الزمن".

ما الذي سيقدمه العليمي لتعز؟

وفيما يأمل المواطنون والمكونات السياسية بتعز أن تحمل زيارة العليمي معالجات فعلية لأزمات المحافظة، وتلبية مطلبها، فقد اعتبر مسؤول سياسي في تعز، أن الزيارة تعكس اهتماما خاصا من الرئيس منذ توليه الرئاسة لتأتي هذه الزيارة كتأكيد على أهمية تعز في معركة تحرير واستعادة الدولة.

وأوضح المصدر السياسي لـ"يمن شباب نت"، أن تعز محاصرة منذ أكثر من عشر سنوات تعيش تحت القصف (...)، لكنها اثبتت صمودا أسطوريا أوقف المليشيات الحوثية، رغم امكانياتها الشحيحة حيث أن الدعم للجيش قليل جدا بالنظر إلى بقية الجبهات إضافة الى صعوبة الخدمات والظرف الأمني وكل هذه التحديات تجعل من زيارة المسؤول الأول للدولة أهمية خاصة.

وقال إن تعز ترى في هذه الزيارة نوع من الاعتراف بدور تعز خلال سنوات الحرب والحصار ودورها المستقبلي في الفترة القادمة سواء كانت تلك الفترة حربا او سلما، بما يعني مرحلة جديدة من الاهتمام بتعز التي يرى أبنائها أنها دخلت خلال السنوات الماضي دائرة التهميش.

وأضاف أن "تعز مازالت تمتلك الحيوية الكاملة في المجال السياسي والمشروع الوطني فيها واضح المعالم لصالح النظام الجمهوري والدولة الديمقراطية الرافضة لأي اعتراف بنظام عنصري سلالي ومستعدة أن تسير الى ابعد نقطة من اجل الانتصار للمشروع الوطني رافضة أي تسويات مجحفة فيما يتعلق بالحديث عن عملية السلام التي كثر الحديث عنها دون وضوح لمعالمها".

وشدد المصدر السياسي، على أنه "يجب أن تراعي هذه الخطة الشعب وتضحياته وإرادته وحقه في دولة مدنية ومجتمع حر وملك حقه في السلطة والثروة وحقه في حكم رشيد عبر تبادل سلمي للسلطة دون أي انتقاص من قيم المواطنة المتساوية وحق الشعب في السلطة والثروة على قاعدة الكفاءة وتكافؤ الفرص عبر وسائل ديمقراطية تعمق المساواة بين أبناء الشعب".

من جانبه يحذر الشارحي، من أن تكرار الأخطاء وتبني منظور ضيق دون الاهتمام بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية وبالسياسات سيكون له عواقب وخيمة، وقال لـ"يمن شباب نت"، إنه "بعد عشر سنوات من المعاناة، يحتاج الناس في تعز رؤية نتائج لتضحياتهم في الواقع، على شكل خدمات وتوجهات تشير إلى أن المستقبل سيكون أفضل".

وعن مطالب تعز يؤكد المصدر السياسي الذي تحدث لـ"يمن شباب نت"، أنها كثيرة خاصة في الجانب التنموي والخدمي لكن تعز تدرك انها تمر بوضع استثنائي وظروف حرب ولهذا فان تر تيب أولوياتها تتعدل على ضوء هذه الظروف ليكون مطلب دعم الجيش ليس للصمود بل للتحرير هو المطلب الاول، إضافة إلى دعم الجانب الأمني.

وأشار إلى أنه على ظل ذلك تقف بقية المطالب الخدمية والصحية والتعليمية الأخرى التي تعاني منها تعز وترضى بالحد المعقول على أمل تحقيق التحرير واستعادة الدولة فتعز تجد نفسها في المجال الوطني العام وروح النظام الجمهوري.

ويرى المحلل السياسي عبدالعالم بجاش، أنه ليس بالضرورة أن تنتظر تعز شيئا من احد وإن كانت قيادة الشرعية. عندما يتم طرح السؤال بصيغة ما الذي تنتظره تعز من الرئيس العليمي تتحول الواجبات الدستورية والمسئوليات القانونية الواجبة على المسئول او المسؤول الضيف في الوضع الراهن تتحول وكأنها هبة أو مكرمة وذلك يخالف القاعدة الأساسية فكل من يتقلد سلطة عامة عليه واجبات.

وقال بجاش لـ"يمن شباب نت"، إن السلطة تتضمن المسئولية وعليه لا تنتظر تعز من الرئيس غير القيام بعمله وواجباته وتامين ما يلزم لقوات الجيش والأمن والموظفين والعمل على تفعيل سلكة الرقابة على أداء السلطة المحلية لضمان تحسين ادائها الخدمي وفي النواحي الأخرى.

وأوضح أن أي تحركات للقيادة الشرعية ممثلة بالمجلس الرئاسي ورئيسه هي خطوة إيجابية في فترة اتسمت بخطأ استراتيجي فادح من قبل السعودية وقائدة التحالف بدأ من السنة الأولى للحرب حين ذهبت الرياض لصناعة حكومة منفى، حتى باتت زيارات مسئولي الشرعية للداخل يحتفى بها كمناسبات لها طابع ضيافة وضيف آت من غربة او من الخارج في حين لا تتعدى الزيارة جزء من مسئوليات وواجبات.

وتابع: "مهما اختلفنا او اتفقنا مع الرئيس العليمي فإن من الإنصاف القول إن الكثير من الخلافات والتوترات في صف الشرعية والصف الجمهوري قد هدأت على يديه وكانت قد بلغت ذروتها قبل ذلك بالوصول الى حالة اقتتال فاقمت ضعف الشرعية وانقسامتها..لقد تحسن الوضع الداخلي نوعا ما ويبقى الهدف ضرورة تفعيل اوراق قوية بحوزة الدولة الشرعية اليمنية التي يتولى العليمي رئاستها".

واختتم المحلل السياسي بجاش حديثه بالقول، إن "تعز تريد من العليمي العمل على تعزيز التلاحم الداخلي بين مكونات القيادة الشرعية وإرغام السلطات المحلية على تحسين جودة خدماتها لجعل عدن وتعز والمناطق المحررة نموذجا في الأمن والتنمية وإن بالحد الأدنى والبقاء عسكريا في جاهزية تامة".

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024