الأخبار

جامعة صنعاء.. المساعي الحوثية للسيطرة على أراضيها والدور الإيراني وراء ذلك (ملف)

‫ملفات‬| 14 أغسطس, 2024 - 7:47 م

يمن شباب نت- خاص

image

جامعة صنعاء

بدأت مليشيا الحوثي سلسلة من الهجمات للاستيلاء على أصول جامعة صنعاء وبعض مبانيها، في مخطط جديد يهدف إلى تقويض الجامعة، على ما يبدو، وإنشاء جامعات حوثية خاصة، ومستشفيات محلها باستخدام أصول ومقدرات جامعة صنعاء.

في مايو 2024 أظهرت وثيقة حصل عليها "يمن شباب نت"، أمرًا حوثيًا لهيئة العقارات بأن تسلم 10 آلاف لبنة من أرض جامعة صنعاء لصالح تاجر حوثي ظهر مؤخرًا لبناء مدينة طبية داخل جامعة صنعاء بدون وجه حق.

image

وأظهرت وثيقة أخرى حصل عليها "يمن شباب نت" أمرًا لجامعة صنعاء من أحمد حامد مدير مكتب المشاط، والرجل الحوثي الأول في مؤسسات الدولة بصنعاء - بحسب مراقبون - بأن تسلّم الجامعة الأرض دون الحديث عن التعويضات أو التطرق لحصة الجامعة من أي أموال مقابل تسليمها آلاف اللبن العقارية.

وأمر مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى لمليشيا الحوثي جامعة صنعاء بتسليم 8 مبان على الأقل من أصول الجامعة تقع على الجانب الشمالي منها إلى هيئة الأوقاف الحوثية.

وقال المشاط في خطابه يوم الثلاثاء 20 يونيو2023، في مؤتمر كبير نظمته مليشيا الحوثي وشارك فيه عبدالملك الحوثي، لإجبار مؤسسات الدولة على تسليم أصولها ومبانيها وعقاراتها وأموالها للأوقاف، إن على جامعة صنعاء تسليم المباني الشمالية من جامعة صنعاء إلى هيئة الأوقاف وفق آخر اتفاق بين الطرفين. ولم يكشف المشاط عن تفاصيل الاتفاق الأخير بينهما.

وشن عبدالملك الحوثي في ذات الوقت هو الآخر هجومًا على مؤسسات الدولة، وقال في خطابه: "الجهات الرسمية لم تعد تتفاعل مع الموضوع وكأن ما بيدها ليس أوقافًا أصلا، وأصبح مصادرًا، وشدد على أن هيئة الأوقاف ستقوم باستثمار ما تستعيده من مؤسسات الدولة".

كما أمر مهدي المشاط جميع المؤسسات الحكومية بتسليم ما لديها من أصول أو عقود أو أوراق خاصة بالأوقاف إلى هيئة الأوقاف، وتسديد ما عليها من التزامات، بما فيها خصم مركزي على المؤسسات غير الإيرادية من موازناتها.كما أمر بمنح هيئة الأوقاف صفة الضبطية القضائية، لتمكينها من انتزاع ما يقول الحوثي إنها أموال وقف.
 
أراض عامة وليست وقف

ووفق وثائق اطلع عليها "يمن شباب نت"، ومعلومات من هيئة التدريس بجامعة صنعاء، ومسؤولين كبار فيها، فإن هيئة الأوقاف الحوثية بصيغتها الحالية، ولا وزارة الأوقاف والإرشاد قبل سقوط الجمهورية لا تملك أي لبنة في أراضي الجامعة، ولا في منشآتها.

قال أستاذ جامعي في جامعة صنعاء في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت"، "أما الأوقاف فليس لهم أي علاقة بملكية هذه الأرض بجامعة صنعاء".

وأضاف أستاذ جامعي آخر لـ"يمن شباب نت": "الحرم الجامعي ليست من أراضي الوقف، بل تم شراؤها من أصحاب مذبح. كانت أغلبها مساقي كبيرة، تصب ماءها في بساتين ومزارع صغيرة".

يأتي هذا فيما تشير وثيقة حصل عليها "يمن شباب نت" إبان حكومة عبدالعزيز عبدالغني (1994-1997) أن جامعة صنعاء اشترت جميع أراضيها من ملاكها، بالإضافة إلى الأراضي العامة للدولة، وليس فيها أي وجود للأوقاف أو الأملاك الخاصة.

عين المليشيا على الجامعة منذ وقت مبكر 

وتشير الأخبار التي نشرها الحوثي عن جامعة صنعاء إلى وجود نية مبكرة لدى مليشيا الحوثي للسيطرة على جامعة صنعاء وتحويلها إلى ملكية تتبع مؤسسات حوثية خاصة، باسم الأوقاف وغير الأوقاف.

بدأت الهجمات الحوثية على الجامعة قبل ذلك بوقت أبكر، إذ نشرت وكالة سبأ الحوثية خبرا نهاية يوليو 2016 عن اجتماع عقد بين وزير الأوقاف في حكومة الحوثي حينها "نجيب العجي"، ورئيس جامعة صنعاء د. فوزي الصغير لتمليك الجامعة مباني الأوقاف السكنية الواقعة شمالها.

المباني السكنية بجامعة صنعاء

بعد اشتداد الضغوط من أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء المطالبة بتوفير سكن لهم، وقعت الجامعة برئاسة صالح باصرة اتفاقا مع وزارة الأوقاف في عهد "حمود الهتار" على بناء 8 مجمعات سكنية لأعضاء هيئة التدريس، بتمويل من الجمعية السكنية للهيئة التدريس وفق مقال نشره الدكتور عبدالله الفضلي بموقع نقابة أعضاء هيئة التدريس 2012.

وقال أستاذان آخران في الجامعة لـ"يمن شباب نت"، إن الاتفاق كان بين جامعة صنعاء وهيئة الاستثمار بوزارة الأوقاف على أن تتولى الوزارة البناء لقاء مبلغ تتحصل عليه، في غضون سنوات قليلة أنشئت 7 أو 8 مبان سكنية عظم من عدة أدوار، ثم توقف المشروع".

ويقول عضو في هيئة التدريس، إن المشروع توقف بعد أن حاولت الأوقاف تغيير المخططات لبناء أسواق ومحلات تجارية داخل الجامعة. بينما قال مصدر مطلع في رئاسة سابقة لجامعة صنعاء إن الجامعة سلمت كل المبالغ للأوقاف مقابل تنفيذ الأشغال، وليس مقابل الأراضي، فالأرض ملك للجامعة. 

وقال مصدر ثالث لـ"يمن شباب نت"، إن الجامعة دفعت كل ما عليها، لكن خلافات فنية حول مخططات المشروع أوقفت العمل. 

وكان رئيس الجامعة السابق صالح باصرة قال في 2005 إن خلافات نشأت ورفضًا حول مسألة بناء مجمعات سكنية داخل الجامعة أدت إلى تعثر استكمال المشروع فور إقالة باصرة من رئاسة الجامعة. 

وأوضح الدكتور عبدالله الفضلي أن الخلافات نشأت بعد إصرار الأوقاف على أن تحتوي المباني السكنية دكاكين تؤجرها كجزء من مقابل البناء. 

واعترفت وزارة الأوقاف الحوثية في وقت مبكر بأن دورها كان التنفيذ وأن سبب عدم استكمال البناء كان امتناع جامعة صنعاء دفع المبالغ المخصصة للبناء فقط. 

وقال وزير الأوقاف الحوثية شرف القليصي في 2019 إن جامعة صنعاء لم تسدد ما عليها من مبالغ مقابل البناء وتبلغ 500 مليون. وأضاف إليها سببًا آخر يؤكد ما قاله باصرة ومصدران تحدثا لـ"يمن شباب نت"، "غيرت جامعة صنعاء مخطط البناء أدى إلى تعثر استكمال المشروع".

وقادت نقابة هيئة التدريس بعد الثورة السلمية مظاهرات جديدة لانتزاع سكن لأعضائها، أدى إلى إصدار حكومة محمد سالم باسندوة قرارا بتوزيع 13 لبنة لأعضاء هيئة التدريس، لكنه لم ينفذ.

ادعاء ملكيتها للأوقاف

بعد تغيير رئاسة جامعة صنعاء، عقدت الأوقاف أول لقاء بشأن الأموال التي تدعي أن جامعة صنعاء لم تسلمها نظير بناء المجمعات السكنية شمالي الجامعة، ونشرت وكالة سبأ الحوثية أن اللقاء تضمن أن تشتري الجامعة المباني السكنية. 

وعقد الاجتماع بين فوزي الصغير رئيس الجامعة، وبين فؤاد ناجي نائب وزير الأوقاف الأوقاف، وهو حوثي تتحدث تقارير عدة عن بيعه آلاف الأراضي بأسعار بخسة لأسر مقاتلي الحوثي. 

ويشير تقرير إلى أن "ناجي" باع دفعة واحدة في ذلك الوقت أراضي وقف في منطقة مذبح وشملان بعشرات الملايين لأسر مقاتلي الحوثي. 

وفي هذا الصدد، نشرت وكالة سبأ الحوثية خبرا يفيد أن المبالغ التي تقع على عاتق جامعة صنعاء لقاء إنشاء المباني تبلغ 500 مليون ريال، وأن عقد البناء تضمن أن تستثمر وزارة الأوقاف في البناء وبتمويل منها. قال مصدر مطلع إن الجامعة دفعت جميع الأموال.

في 22 مارس 2016، أصدر نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المعين من قبل الحوثيين، عبد الله الشامي، قرارا بتغيير قيادة جامعة صنعاء، واستبدالها بقيادة جديدة، موالية للجماعة.

ونص القرار على تعيين الدكتور فوزي حمود الصغير قائماً بأعمال رئيس الجامعة، والدكتور محمد علي شكري، قائما بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، والدكتور إبراهيم المطاع، قائما بأعمال نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية. 

رفض مجلس الجامعة والكليات القرار وخاضوا عدة إضرابات واعتصامات استمرت أسابيع حينها. لكن القرار نفذ فعليا.

بعد التغيير عقدت رئاسة جامعة صنعاء المعينة من الحوثي نهاية يوليو2016، لقاء مع وزارة الأوقاف اتفقوا فيه على تثمين المباني بسعر الزمان والمكان، ودفعها للأوقاف. 

اتفق الطرفان على تشكيل لجنة منهما لتحديد قيمة البناء والشغل، في غضو شهر واحد. لكن اللجنة لم تنجز عملها. يبدو المخطط كان واضحا من البداية والحجة هي الديون على الجامعة.

تطور الأمر من المطالبة بتسديد الديون إلى ادعاء بتملك أراضي واسعة في الجامعة، تصل إلى أكثر من نصفها؛ كان أول ادعاء حوثي بملكية الجامعة قد ورد في خبر نشرته وكالة سبأ الحوثية بتاريخ 10 يناير2017 على لسان مدير مكتب الأوقاف في أمانة العاصمة زعم فيه أن الأوقاف الحوثية تملك أكثر من 24 ألف لبنة في حرم جامعة صنعاء.

وقال مصدر مطلع بجامعة صنعاء لـ"يمن شباب نت"، إن أراضي جامعة صنعاء كلها تبلغ 41 ألف لبنة. ما يعني أن الحوثي يريد الاستحواذ على أكثر من نصف الجامعة، بما في ذلك المباني والكليات والأصول. ويؤكد المصدر المطلّع على أن مخططًا حوثيًا كبيرًا يهدف للسيطرة على الجامعة تحت هذه الدعاوي والمبررات.

وعقد الطرفان اجتماعا آخر بعدها بأسبوع بين القيادي الحوثي شرف القليصي وزير الأوقاف الحوثية، وأعضاء من هيئة التدريس بجامعة صنعاء يمثلهم نجيب المغربي اتفقوا فيه، على استكمال مشروع المباني السكنية، لكنهم أطلقوا عليه لقب "مدينة الأوقاف السكنية"، والبحث عن ممولين لشراء المباني. 

الخبر الذي نشرته وكالة سبأ تضمن أيضا صيغة جديدة للسيطرة على الأرض شمل أن تلتزم جامعة صنعاء بدفع إيجار أراضي الأوقاف، التي تبلغ 24 ألف لبنة. وقالت الوكالة إن الاتفاق وفق المقترح مقدّم من مدير مكتب الأوقاف بالأمانة، دون ذكر اسم هذا الشخص.

اقتطاع وتقسيم جامعة صنعاء

وفي 2019 نشرت وكالة سبأ الحوثية خبرًا عن استماع مجلس النواب لردود وإيضاحات وزيري التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب ووزير الأوقاف والإرشاد نجيب ناصر العجي حول مباني جامعة صنعاء السكنية غير المستكملة -التي قال الوزير الحوثي السابق للأوقاف إن مبالغها أقل من 500 مليون ريال. 

وورد في الخبر أن الأوقاف ستفصل مشروع المباني عن جامعة صنعاء لعدم تسديد الديون عليها لصالح الأوقاف. ثم أضاف أن على جامعة صنعاء دفع ثمن الأشغال مع إبقاء الأراضي في رقبة الوقف. 

وتوسعت المطالب بأن تقوم جامعة صنعاء بتوقيع عقود إيجار أراضي الجامعة الوقفية، بما في ذلك دفع الإيجار عن الفترات الماضية، أي مدة 40 سنة. وقالت الوكالة إن العجي طرح خيار فصل المشروع السكني، الذي أعيد تسميته بمدينة الأوقاف، عن جامعة صنعاء، وتسليمه للأوقاف لتنفيذ مشاريعها.

وفي فبراير 2020  نشرت وكالة سبأ الحوثية أن اللجنة الهندسية المكلفة بإعداد التقرير والمكونة من وزارتي الأوقاف والأشغال وجامعة صنعاء بشأن المشروع المكون من ثمانية مباني كل مبنى يتكون من ثمانية أدوار بتكلفة إجمالية للأعمال المنفذة بالمشروع اثنين مليار و786 مليون ريال بسعر الزمان والمكان.

جامعة الأوقاف البديلة لجامعة صنعاء

أنشأ أحمد حامد، بأمر من المشاط هيئة الأوقاف الحوثية، في يناير2021 وفصلها عن وزارة الأوقاف، وبدأت معركة ضروسة ضد الشعب والقطاع الخاص وصولا إلى مؤسسات الدولة كما حدث في اجتماع أمس لاستعادة أراضي الوقف. وزعم عبدالمجيد الحوثي في مقابلة صحفية له أن الهيئة تهدف لاستعادة ملايين اللبان من الأوقاف، تشمل 170 نوعا من الأوقاف. 

يأتي هذا في الوقت الذي ذكر تقرير خبراء العقوبات الأخير، أن تلك الهيئة استولت على أراضي في الحديدة بمبلغ يتجاوز 12 مليون دولار في عملية سطو واحدة.

بعد تشكيلها بشهرين فقط، طردت الهيئة أكثر من 41 أستاذا جامعيا من سكن قديم في جامعة صنعاء، وطردت عشرات آخرين غيرهم من شقق مستأجرة لصالح أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وأسكنت أتباعها بدلا عنهم.

image

نهاية2021 ناشد رئيس جامعة صنعاء المعين من الحوثي ويدعى القاسم عباس في مذكرة له عبدالمجيد الحوثي تخصيص مساعدات لأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء من أموال الهيئة تشمل دفع مساعدات نقدية لكبار أساتذة جامعة صنعاء بمعدل 100 ألف ريال شهريًا للاستاذ الدكتور، و60 ألف ريال للأستاذ المساعد، و40 ألف للموظفين والمعيدين. وأبدى عبدالمجيد الحوثي عزمه تخصيص مبلغ لمساعدة هيئة التدريس تحت بند مصرف العلماء والمتعلمين، ثم تنصل عن ذلك.

وفي مطلع 2022 طالب عبدالمجيد الحوثي جامعة صنعاء مساعدته بتعديل قانون الوقف بما يناسب هيئة الأوقاف. ثم كثّف من عقد اجتماعاته مع رئيس جامعة صنعاء القاسم عباس المعين من الحوثي.

جامعة إيرانية

في يونيو2022 نظمت هيئة الأوقاف الحوثية المؤتمر الأول للأوقاف، شارك فيه عبدالملك الحوثي بخطاب افتتاحي داعم للهيئة. نتج عن المؤتمر توصية باستعادة جميع الأوقاف من كل جهة. كما دعا لإنشاء جامعة الأوقاف للعلوم والتكنولوجيا. 

بعد ستة أشهر فقط، بدأ الحديث في صنعاء عن الإجراءات العملية الحوثية لتنفيذ جامعة الأوقاف، وقالت الهيئة في3 يناير2023  إن اجتماعًا برئاسة رئيس الهيئة العامة للأوقاف عبدالمجيد الحوثي أقر موازنة مركز الدراسات والبحوث للعام 1444 هـ وإعداد دراسة لإنشاء جامعة الأوقاف للعلوم والتكنولوجيا إنشاء كليات علمية وطبية وهندسية وتطبيقية تنفيذاً لمخرجات المؤتمر الوطني الأول للأوقاف. 

ثم تبعه اجتماع آخر بين رئيس جامعة صنعاء القاسم عباس، وعبدالعزيز بن حبتور وهيئة الأوقاف الحوثية، ناقش مسألة تسليم أراضي جامعة صنعاء وسكن المدرسين غير المستكمل لهيئة الأوقاف الحوثية. 

بعد أقل من شهر كانت إجراءات تأسيس جامعة الأوقاف الخاصة بالحوثي على أراضي جامعة صنعاء تمضي قدمًا بعقد ورشة علمية حول الخطوات والإجراءات الأكاديمية الصحيحة لإنشاء جامعة الأوقاف للعلوم والتكنولوجيا، نظمها مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي.

وفي العشرين من يونيو 2023 نظمت مليشيا الحوثي اجتماعًا واسعًا لقيادات مؤسسات الدولة، وهيئة الأوقاف، أمرتهم فيها بتسليم كل العقود، ومنحها الصفة الضبطية القضائية، وخصم أي مبالغ من أي جهات غير إيرادية عبر الحسابات المركزية.

وقال المشاط ما نصه: "على جامعة صنعاء بتسليم المباني التابعة للأوقاف شمال الجامعة لاستكمالها والاستفادة منها حسب آخر اتفاق بين الأوقاف والجامعة وفق الغرض المخصص للمشروع". ويعني هذا بناء جامعة الأوقاف للعلوم والتكنولوجيا بديلا لجامعة صنعاء.

وفّر المشاط فرصة هائلة لتمويل المشروع عبر السيطرة على أموال البنوك المصادرة بقانون أصدره في مارس 2023، الذي تمتنع المليشيا عن إعادته للنبوك والمودعين، ومنحه لعبدالمجيد الحوثي لاستكمال بناء جامعته الخاصة على أطلال جامعة صنعاء. 

وقال في خطابه في يونيو 2023: "على اللجنة الاقتصادية والبنوك التعاون مع هيئة الأوقاف في البحث عن تمويلات للمشاريع الاستثمارية الخاصة بها من خلال تفعيل رأس المال المتوقف بعد تعديل قانون الربا".

ماذا عن الدور الإيراني في هذه الخطة؟

 بعد أسبوعين فقط من اقتحام الحوثي بالقوة المسلحة جامعة صنعاء وتغيير رئاستها في نهاية مارس 2016 زار القائم بأعمال السفير الإيراني حينها في صنعاء مرتضى عابدين، الجامعة، برفقة رئيس الجامعة المكلف من قبل الحوثيين فوزي الصغير، ثم افتتح وفي وقت لاحق كلية اللغة الفارسية وأغلق عشرات الأقسام العلمية الأخرى.

نهاية 2021 وتحديدا في أكتوبر من تلك السنة، أعلنت إيران وصول قائم جديد بأعمال السفارة في صنعاء حسن إيرلو، الذي قتل نهاية 2022 بكورونا كما تقول إيران، إلا أنه كان نشطا جدًا في جامعة صنعاء. إذ أنشأ قاعة كبيرة للأبحاث العلمية، كما ادعت السفارة الإيرانية حينها، وأكد على دعم الجامعة. 

ووفق تقارير احصائية، فقد قتل وتوفي من أكابر علماء جامعة صنعاء في 2021  أكثر من أربعين عالمًا من أعضاء هيئة التدريس بطرق مختلفة.

يأتي هذا في الوقت الذي تشير المصادر إلى اعتزام جامعة آزاد الدولية الإيرانية إنشاء فرع لها في اليمن وفق تصريح لعلي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الثقافية في سبتمبر2021.

وفي يوليو من السنة الفائتة، جامعة صنعاء تعلن عن توفير منح دراسية وترفيهية إلى إيران للطلاب الملتحقين بقسم اللغة الفارسية في محاولة من المليشيا وإيران تجنيد أكبر عدد ممكن الشباب اليمنيين عبر طلبة جامعة صنعاء لتكوين فرع للباسيج الإيراني في اليمن.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024