الأخبار

كيف تحولت ذكرى 21 سبتمبر إلى معركة محتدمة ضد الحوثيين؟

‫ملفات‬| 21 سبتمبر, 2024 - 8:24 ص

خاص: يمن شباب نت

image

 

في الذكرى العاشرة لسقوط العاصمة صنعاء بيد عصابة المتمردين الحوثيين، انشغلت المليشيا الإرهابية، الموالية لإيران، بتنفيذ حملات ترهيب في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها، عبر اختطاف كل من يحتفل- أو يتوعد بالاحتفال- بذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر التي أطاحت بحكم سلالتها الإمامية الكهنوتية (1962م).

 ومن الملاحظ أن مظاهر الاحتفاء بثورة سبتمبر الكبرى (26 سبتمبر)، تزداد وتتوسع كل عام في مناطق سيطرة الميليشيات، متخذة بذلك شكلا من أشكال المقاومة الشعبية السلمية ضد هذه الجماعة العنصرية المتمردة على الشرعية، بالتزامن مع ذكرى انقلابها المشئوم على السلطة الشرعية في البلاد (21 سبتمبر 2014). الأمر الذي يجعلها تنظر إلى مثل هذه التظاهرات الاحتفالية الشعبية المتزايدة، رغم سلميتها، كتهدد خطير لبقاء واستقرار سلطاتها الهشة.

وبينما تدّعي مليشيا الحوثي أنها صارت قوة إقليمية مهيمنة، لها تأثير جيو-استراتيجي على المستوى الإقليمي في المنطقة- كما جاء مؤخرا على لسان المنتحل صفة وزير الدفاع في حكومتها التي لا يعترف بها أحد سوى إيران- نجدها، بدلا من ذلك، تتوعد كل من يحتفل بذكرى "26 سبتمبر"، والذين وصفتهم، في بيانها الأخير (أمس)، بـ "قوى وجماعات الارتزاق"، متهمة بذلك كل من يرفض سلوكها الإمامي العنصري بالعمالة للخارج، بينما أنها هي، في واقع الحال، تجسد قمة العمالة بتنفيذها أوامر وتوجهات طهران..!!

image

حملات خطف تقابلها حملات تصعيد ثورية

  مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة للانقلاب الحوثي (21 سبتمبر)، ارتفعت وتيرة احتفالات المواطنين بذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة في مناطق سيطرة الميليشيات، خاصة في كل من محافظات: صنعاء، إب، الحديدة، ذمار، والبيضاء..

ورغم حملة القمع والترهيب التي نفذتها الميليشيات السنة الماضية، من خطف واعتقالات وتعذيب، بمناسبة الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر، والتي طالت أكثر من 1,500 شخص تم اختطافهم في غضون أيام قليلة؛ إلا أن ذلك لم يمنع الناس، أو يحجمهم، خوفا، من مواصلة احتفالاتهم بالذكرى هذا العام.

وحسب ما رصده "يمن شباب نت" في الاعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فقد اختطفت المليشيات، منذ مطلع سبتمبر الجاري، العشرات من المواطنين، بينهم قيادات قبلية وحزبية، وصحفيين وناشطين. كما لم يسلم منها طلاب الجامعات والمدارس، بل وبعض الباعة في الأسواق العامة..!!

وأعتبر مراقبون هذه الوتيرة المتزايدة من الاحتفالات، بأنها تمثل أحد أقوى مظاهر الرفض المتصاعد ضد سياسات وسلوكيات هذه العصابة العنصرية، والمتمردة على قيم الجمهورية التي جاءت بها ثورة الـ 26 من سبتمبر، مؤكدين، في الوقت نفسه؛ على أن الشعب اليوم، من خلال إصراره هذا، إنما يستلهم قيم ثورته العظمية للتخلص من ثالوث: الظلم والفقر والمرض، الذي اتسمت بها فترة الحكم الملكي الإمامي، وتسعى سلالته اليوم إلى إعادتها بعد 62 عاما من الثورة.

 إحصائية أولية مع أبرز المختطفين

وفقا لآخر تحديث تمكن "يمن شباب نت" من رصده حتى مساء أمس الجمعة (20 سبتمبر)، فقد أخطفت مليشيا الحوثي الشيخ المقدم زايد راجح المنتصر من أبناء قرية "العرفاف" بمديرية دمت، محافظة الضالع، بعد كتابته منشورا يدعو فيه للاحتفاء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

ومن الصحفيين البارزين، اختطفت الميليشيات بصنعاء الكاتب الصحفي المعروف: محمد دبوان المياحي، من داخل منزله صباح أمس الجمعة، وصادرت أجهزته الإلكترونية وبعض مقتنياته الشخصية، وذلك على خلفية مقال كتبه ضد الميليشيات على صفحته الخاصة بالفيسبوك.

كما خطفت المليشيا، يوم الجمعة أيضا، الصحفي فارس حرمل، وهو مدون مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت قد اخطفته السنة الماضية لتصويره مظاهرات بمناسبة ذكرى 26 سبتمبر. وجاء اختطافه هذه المرة بعد يومين من اختطاف عمه علي ثابت حرمل في صنعاء، بالإضافة إلى الشيخ أمين راجح، والدكتور بجامعة صنعاء سعيد الغليسي، والدكتور أحمد العشاري، والأستاذ نايف النجار، والذين اختطفوا قبل ثلاثة أيام من منزل الشيخ أمين راجح بصنعاء.

وفي وقت سابق تعرض شخص يدعى "عرفات قيفان" للخطف والاعتقال بتهمة السخرية من المولد النبوي، الذي يحتفل به الحوثيون منذ شهر تقريبا. وهو المناسبة التي اشتهروا فيها بجمع مبالغ كبيرة من الشركات والتجار والمواطنين بشكل قسري.

وبحسب مصادر خاصة لـ "يمن شباب نت" فإن عدد المختطفين في صنعاء لوحدها تجاوزوا أكثر من 500 شخصا حتى مساء الجمعة.

وقال أحد هذه المصدر: إن الحملة ما تزال مستمرة، وتزداد استعارا يوما عن آخر، مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر، مستدركا: وبالتالي فمن الصعب الحصول على أرقام نهائية دقيقة. لكنه قلل من جدوى هذه الحملة الحوثية التي وصفها بـ "اليائسة"، دون أن تكون مرهبة المجتمع، بل محفزة، معتبرا أن ذلك "ثمن يجب دفعه لمواجهة الحوثي والاحتلال الإيراني".

image

محافظة إب.. الأبرز احتفالا والأكثر اختطافا

كان لمحافظة إب نصيب الأسد من الإعلانات الواسعة بالاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وأكثرها تعرضا للخطف والدهم والاعتقال. بحسب تأكيدات أحد المصادر المحلية.

وطبقا للمصدر؛ فقد اختطف الحوثيون، في الساعات القليلة الماضية، ما يزيد عن 30 شخصا في مديرية السدة لوحدها، وهي مسقط رأس شهيد الثورة المناضل "علي عبد المغني"، وذلك بعد أسبوعين من اختطاف 15 آخرين، عقب إعلان عزمهم الاحتفال الواسع بذكرى ثورة 26 سبتمبر، بينهم "علي المجذوب" صاحب بسطة لبيع "البسباس".

وذكرت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي في مدينة إب اختطفت عدد كبير من التربويين والأساتذة المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر، على رأسهم: الأستاذ التربوي عبد العزيز الفضلي، والأستاذ أمين الاشول، والأستاذ عبدالاله الياجوري، والاستاذ أحمد عبده حسين المغني (نائب مدير إدارة الامتحانات بمديرية السدة)، والاستاذ غالب علي غالب شيزر، والاستاذ عبده أحمد الدويري، إلى جانب المحامي أكرم الطاهري..

كما تعرض للاختطاف أيضا: عاقل عقال مديرية المشنة الاستاذ خالد الجوحي بسبب دعوته لإحياء ذكرى 26 سبتمبر، والنقيب فهد أبو رأس من مدينة القاعدة، ومحمد عمر الكثيري من قلب المدينة، وآخرين غيرهم.. وتوقعت مصادر في المحافظة ارتفاع عدد المختطفين مع اقتراب موعد الذكرى.

أبرز مراحل المقاومة الشعبية سلميا منذ سقوط صنعاء في 2014
  • بعد أيام من سقوط صنعاء، لم يكن هناك من يحتفل بإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر سوى القليل جدا من الشباب المتحمسين في مناطق سيطرة الحوثي. حيث كان الجميع حينها ما يزال مصدوما ومذهولا من سقوط الدولة بتلك الطريقة السهلة دون أي مقاومة حاسمة ضد الحوثيين، الذين عمدوا لاحقا، منذ السنوات الأولى على انقلابهم، على تجريم ومنع أي تظاهرات أو حشود تقام ضدهم، مستغلين في ذلك ظروف الحرب.
  • ومع بدء بروز مظاهر الاحتلال والتدخل الإيراني، عبر الحوثي، كشّر الأخير عن أنيابه ضد الجمهورية، حيث شرع في تقويض وتجريم كل ما له صلة بالنظام الجمهوري، بما في ذلك أي مظاهر أو مساعي شعبية لأحياء ذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر.
  • ورغم زيادة منسوب المنع والتضييق، خلال السنوات الأولى من الحرب؛ لجأ الناس إلى استغلال المقايل والأعراس وحفلات التخرج التي تحولت تدريجيا إلى مناسبات بديلة، ممكنة، للاحتجاج الضمني (غير العنيف) ضد المتمردين الانقلابيين، من خلال إضفاء الطابع الوطني على تلك التجمعات عبر الأغاني والاناشيد والأهازيج الوطنية، ثم رفع الأعلام الوطنية والشعارات الجمهورية. ولاحقا توسعت مظاهر الاحتجاجات السلمية من خلال إحياء صلاتي التراويح والقيام في شهور رمضان نكاية بالحوثيين الذين منعوهم من تلك الشعائر، بجانب تظاهرات رابطة أمهات المختطفين التي بدأت منذ وقت مبكر في مناطق سيطرة الحوثيين. مع أن كل تلك المتنفسات الصغيرة والبسيطة لم تكن تمر مرور الكرام، بل واجهت الكثير من القمع والمضايقات بشتى الطرق والوسائل، بينها المنع والاعتقال والخطف والترهيب بل والقتل أحيانا..
  • وفي سبتمبر 2020، خرجت أول تظاهرة في صنعاء ضد الحوثيين ردا على جريمة مقتل الشاب عبد الله الأغبري بعد تعذيب بشع تعرض له في محل جوالات لمدة ساعات. وكانت تلك التظاهرة أبرز التحركات الشعبية بعيدا عن سيطرة الحوثيين.
  • ومع أواخر 2021، احتفل الآلاف فجأة في شوارع صنعاء، رافعين الأعلام الوطنية ومرددين الأغاني الوطنية والشعارات الجمهورية ليلا، بعد فوز ساحق لمنتخب الناشئين على المنتخب السعودي، وامتدت الاحتفالات وتوسعت في السبعين وشوارع أخرى دون أن تستطيع مليشيا الحوثي منعهم أو قمعهم. وفد مثل ذلك تحولا بارزا في الحراك الشعبي المنظم، المناهض للحوثيين سلميا.
  • وفي شهر سبتمبر من نفس السنة، أطلق ملايين اليمنيين العنان لحريتهم بالاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي رافقتها احتفالات التنصير في عدد من القرى الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
  • من يناير حتى مارس/ 2022؛ انتشرت شعارات على جدران وشوارع محافظة صنعاء وأمانة العاصمة والبيضاء وذمار والحديدة، لافتات جريئة لأول مرة، تدعو الحوثي إلى الرحيل، على شاكلة: "ارحل يا حوثي"، و"لا حوثي بعد اليوم"، و"الحوثي عدو الله". ويعتقد أنها كانت السبب الأبرز في قبول الحوثيين للهدنة مع التحالف العربي (السعودي- الإماراتي)، بوساطة أممية، بعد رفض دام سنوات لكل اتفاق للهدنة. ومع ذلك فقد كان من الواضح أن قبوله بهذه الهدنة، تحت وقع الضغط الشعبي المتفجر في مناطق سيطرته، لم يكن سوى مجرد تكتيك سياسي لنزع الفتيل. إذ بدأ الحوثي بعد ذلك بتكريس معظم جهوده نحو اتخاذ إجراءات متسلسلة بهدف قمع الغضب الشعبي الداخلي. بما في ذلك إنشاء سلسلة من الأجهزة الاستخباراتية الجديدة؛ مثل جهاز برنامج الصمود الوطني، وجهاز مكافحة الاستقطاب، ومدونة السلوك الوظيفي، وجهاز المبادرات واللجان المجتمعية، وأخيرا- وليس آخرا- جهاز استخبارات الشرطة ومكافحة الإرهاب.

image

  • ورغم ذلك؛ في سبتمبر 2022، وجد آلاف اليمنيين أنفسهم فجأة يغامرون بإحياء ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وهذه المرة ليس فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقرى النائية، بل خرجوا عصر ذلك اليوم في شوارع العاصمة اليمنية المحتلة (صنعاء)، في السبعين وحدة والدائري والزبيري، كما تبعتها احتفالات مكثفة واسعة في عدد من المحافظات، أهمها: إب والحديدة وذمار. وحينها لم تتمكن مليشيا الإرهاب الحوثية من احتواء تلك التظاهرات، رغم استخدامها للقوة المفرطة.
جنازات شعبية كاستفتاء جماهيري عريض

شهدت العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الكهنوت الحوثي، خلال فترة عام ونصف تقريبا (من منتصف 2021 حتى مطلع 2023) أضخم أربع جنازات شعبية حتى الآن، لقامات وطنية جماهيرية كبيرة، هي: جنازة العلامة محمد العمراني، مفتي الجمهورية الراحل (يوليو 2021)، وجنازة الشاعر اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح (نوفمبر 2022)، وجنازتي الشيخين حسين (أبريل 2022) وصادق (يناير 2023)- أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.

ويمكن القول إن الحضور الجماهيري الكبير الذي شهدته هذه الجنازات، مثل مؤشرات عميقة الدلالة على مقاومة شعبية سلمية واسعة ضد صلف وجبروت الحوثيين. إذ كان جميع أصحاب هذه الجنازات من القامات الدينية والثقافية والقبلية الكبيرة، البارزة والمؤثرة. والأهم هو أن جميع هؤلاء كانوا من الشخصيات الوطنية الجمهورية، المتمسكة بمبادئ وقيم ثورة 26 سبتمبر. ومن لم يكن منهم قد أعلن صراحة رفضه لانقلاب الحوثي وتوجهاته، فقد آثر الانعزال دون أن يتماهى، أو يتحول إلى بوق وترس في مشروعهم. وقد امتلأت شوارع العاصمة المحتلة صنعاء بآلاف المشيعين، الذين لم يخشوا من ترديد الهتافات الوطنية، لتتحول مثل هذه الجنائز إلى أشبه باستفتاء شعبي عريض متمسك بالجمهورية ومناصر للثورة. ما زاد من عزل عصابة الحوثي عن مبادئ وقيم المجتمع اليمني الوطنية، حيث كانت هذه الجماعة السلالية تفرض حصارا على الشعب، وتمنعه حتى من حضور مثل تلك الجنازات التعبيرية في التضامن الوطني، خلال السنوات السابقة.

image

مظاهرات "ارحل يا حوثي".. ونموذج "الثائر المكحل"
  • في مارس 2023، قتلت مليشيا الحوثي شابا في أحد سجونها بمحافظة إب، بعد اعتقاله، والمعروف باسم "حمدي المكحل"، وكان قد أشتهر بنقده الحاد وتحديه المستمر لمليشيا الحوثي عبر عدد من تسجيلات الفيديو التي كان يبثها تباعا على وسائل التواصل الاجتماعي. ونتيجة لذلك تحولت جنازته إلى أقوى تظاهرة مناهضة للحوثيين على الإطلاق، في مناطق سيطرتهم، حتى تاريخه. وقد تميزت هذه التظاهرة، التي اشترك فيها آلاف المواطنين من الرجال والنساء والشباب والمراهقين، برفع هتافات وطنية تمجد ثورة سبتمبر، وتطلب- بكل جرأة- برحيل عصابة الحوثيين الكهنوتية، حتى رغم حملات الخطف والدهم والاعتقالات التي طالتهم، في محاولة لترهيبهم وتفريقهم، منعا لأي تداعيات قد تخرج الفعالية التأبينية عن مسارها نحو المجهول. ومع أن الميليشيات نجحت في حصر تداعيات الغضب الشعبي المتفجر في حدود ضيقة إلى حد ما، إلا أن مثل هذه التظاهرة، من وجهة نظر عدد من المتابعين، تشكل تطورا لا يمكن تجاهله في مسار الرفض الشعبي، الذي بدأ يتنامى في هذه المحافظة بشكل خاص، من خلال ظهور نماذج فردية متوالية من شخصية "المكحل"، وأخرى جماعية من خلال استمرارية الأنشطة المناهضة للحوثي.
عناصر صعدة لمواجهة أبطال صنعاء       
  • في سبتمبر2023: نشرت مليشيا الحوثي الإرهابية، آلافا من عناصرها الراديكاليين، استقدمتهم من محافظة صعدة، كبديل عن عناصرها من أفراد الشرطة المقيمين في العاصمة صنعاء، تحسبا منها لقمع أي تحركات تصعيدية قد تنجم عن احتفالات المواطنين بأعياد سبتمبر الوطنية. حيث أنها قد استشرفت ذلك من خلال دعوات المتظاهرين، الجريئة والمتزايدة على صفحات الفيسبوك بوك.
  • وفي 25 من الشهر (أي قبل يوم واحد من ذكرى الثورة السبتمبرية الخالدة)، مزقت عناصر الميليشيات العلم الوطني بعد احتفال صغير في جولة "ريماس" بحدة. الأمر الذي استفز الشارع اليمني ودفعه للخروج في اليوم التالي بعشرات الآلاف في محافظات صنعاء وإب والحديدة بدرجة رئيسة، ومحافظات أخرى، تهتف للجمهورية.
  • وقد شكل ذلك أبرز تحد يواجهه الحوثيين، حتى ذلك الحين، لدرجة أن أطلق كبار قادتهم، بمن فيهم عبد الملك الحوثي نفسه، ومعه المدعو "مهدي المشاط" المنتحل صفة الرئيس، وغيرهم من قادة الميليشيات، تصريحات يتهمون فيها المحتفلين بأنهم أداة للمخابرات الأمريكية، الصهيونية، البريطانية، متوعدين إياهم باستخدام القوة حفاظا على الأمن..!!
  • مارس/2024؛ أدت جريمة حوثية بتفجير منازل على رؤوس ساكنيها في رداع بمحافظة البيضاء، شهر رمضان الفائت، إلى خروج تظاهرة شعبية واسعة تسبقها هتافات: "لا إله إلا الله، الحوثي عدو الله"، و"لا حوثي بعد اليوم"، ما شكل تطورا نوعيا جديدا في تاريخ النضال الشعبي، بدخول مناطق رداع القوية، والمسلحة بكثافة، إلى العمل السلمي، رغم أن المعارك المسلحة التي تخوضها القبائل هناك ضد الجماعة الإرهابية لا تكاد تهدأ إلا لتندلع من جديد.

image

دور النقابات في تصعيد الاحتجاجات
  • بالتزامن مع الحراك الشعبي غير المنظم، الذي اقتصر على فعاليات معينة؛ مثل: الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر، والاحتفالات بفوز المنتخب الوطني، وتلك المظاهر التعبيرية في تشيع جنازات القامات الوطنية، ومقتل "المكحل"، وجريمة تفجير منازل المواطنين في رداع...الخ؛ فقد برزت النقابات والتجمعات المهنية في تنظيم سلسلة من التظاهرات والإضرابات الاحتجاجية الناجحة، لاسيما خلال النصف الثاني سنوات الحرب الماضية، كان أبرزها وأكثرها فاعلية تكوين وإنشاء وإضراب نادي المعلمين اليمنيين، الذي يخوض- منذ السنة الماضية وحتى اليوم- إضرابا ضد التعليم المجاني لإجبار المليشيات، التي تجني جبايات ضخمة، على دفع مرتبات المعلمين، رغم حملات الخطف والترويع والرهائن ضد قياداته.
  • كما نظمت عدد من الهيئات العمالية، مثل: نقابات مصانع المياه المعدنية، والملابس والأدوية، ومحطات الكهرباء التجارية الخاصة، ونادي القضاة، ونقابة المحامين، والاتحاد العام للغرف التجارية، وغيرها..؛ إضرابات وفعاليات احتجاجية منظمة، خلال السنتين الماضيتين (وتحديدا منذ هدنة أبريل 2022). حيث حققت بعضها نجاحات واسعة، أجبرت خلالها الميليشيات على التراجع عن سياساتها الاقتصادية المدمرة، فيما تتواصل المفاوضات في أخرى مازال الحوثي يرفض التجاوب بشأنها حتى الآن.
  •  كما نظمت عشرات القبائل، على مدى السنوات الماضية أيضا، سلسلة من الوقفات والاعتصامات، بدأت أبرزها في صنعاء، وامتدت لتشمل محافظات أخرى، مثل: ذمار والجوف وصعدة، وغيرها من المحافظات، وأغلبها محصورة في مطالب قبلية حقوقية، لكن بعضها يكاد يتطور إلى مطالب وطنية عامة، كما يحد غالبا كنتيجة لتعنت الميليشيات واستخدامها القوة.
المظاهرات تصل صعدة
  •  في أغسطس المنصرف، نظم مئات المزارعين في صعدة احتجاجات واسعة ضد قيادات حوثية، على رأسها زكريا المتوكل- مدير مكتب الزراعة الحوثية- يطالبونه فيها بالرحيل عن منصبه. كما نظم ملاك شاحنات نقل الغاز المسال من موانئ الحديدة، خلال شهر سبتمبر الجاري؛ مظاهرات أمام شركة الغاز في صنعاء وموانئ الحديدة، لمطالبة بإقالة مدير الشركة المعين من الحوثي من منصبه أيضا.. في مؤشر قياسي منتظم على توسع الاحتجاجات وتطورها عموديا وأفقيا، لتصل إلى مواجهة صدامية حتمية متوقعة، ضد قيادة ميليشيا الحوثي بشكل مباشر، بعد أن تكون قد استكملت دورتها النضالية، مرورا على مؤسساته التي تشكل أهم موارده المالية.
  • ويشير خبراء إلى أن دخول النقابات بقوة واسعة في الاحتجاجات، خاصة نقابات الموظفين الحكوميين، ونقابات القطاع الخاص؛ بمثابة خطوة أساسية لتحويل التظاهرات الوطنية السنوية، والطارئة والعفوية الأخرى، ضد الحوثيين إلى عمل سلمي منظم يعمل على نزع سيطرته العسكرية، وإزاحته وطرده عن احتلال اليمن.
  • سبتمبر2024؛ لأول مرة في تاريخ النضال الشعبي سلميا ضد الحوثيين، يعلن عشرات آلاف اليمنيين مبكرا منذ بزوغ شهر الثورة (سبتمبر المجيد)، عزمهم تنظيم تظاهرات واحتفالات بذكرى الثورة والجمهورية، رغم حملات القمع والخطف المستعرة.
  •  وقد دشن الطلاب تلك الاحتفالات، فعلا، بتنظيم حفلات التخرج على أنغام النشيد الوطني، في عمق مناطق سيطرة ما تسمى "سلطات الأمر الواقع"، وذلك بعد سنوات من الحرمان نتيجة الحظر القائم من قبل الميليشيات الامامية. كما قد حدث ذلك رغما عن قرارهم بمنع أي تجمعات، أو احتفالات، أو فعاليات، طيلة شهر سبتمبر الثورة.
  • وختاما؛ من المهم الإشارة هنا إلى أن إحصاءات منصة الفيسبوك تشير إلى أن كلمة "سبتمبر"، هي الأكثر شيوعا في منشورات اليمنيين على المنصة، مؤخرا، والتي وصلت في بعض الأيام إلى قرابة مليون مرة.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024