الأخبار
Image Description

هشام طرموم

مأساة المخفيين قسرا وخذلان عائلاتهم

‫كتابنا‬| 31 أغسطس, 2024 - 6:32 م

ليس هناك ما هو أشد وطأة على النفس من أن تعيش لحظات القلق والخوف المستمر، وما أقسى هذا الشعور الذي يدخل صاحبه في حالة اضطراب وارتباك دائم، فالذي تكبله المخاوف ويسيطر عليه القلق لا يعرف الاستقرار إليه طريقا ويصبح أسير اضطرابه.

كم من عائلة يمنية يحاصرها هذا الشعور وهي تقف عاجزة أمام المصير المجهول لأبنائها المخفيين قسرا في سجون جماعة الحوثي، فيما يمر عليها اليوم العالمي للاختفاء القسري، وهي ماتزال تقاوم ذلك الشعور وتخوض معركة البحث عن أبنائها في ظل محدودية الدور الحكومي والخذلان الأممي فلا أحد من المعنيين ودعاة الإنسانية قام بدوره المفروض تجاههم.

أسرة السياسي محمد قحطان منذ أكثر من تسعة أعوام وهي تناشد وتطالب بالكشف عن مصيره لكنها تصطدم بوحشية وقبح ميليشيا الحوثي التي تواصل اختطافه واخفاءه منذ أبريل 2015م، وترفض إطلاق سراحه أو حتى الكشف عن أي معلومة تطمئن أسرته، بل حولت قضيته إلى ملف للابتزاز ولم تستجب للدعوات والمناشدات بالكشف عن مصيره وإنقاذه حتى أنها رفضت تنفيذ القرار الأممي رقم 2216.

في المفاوضات المتعلقة بملف المختطفين والأسرى تتهرب جماعة الحوثي من الكشف عن مصير السياسي قحطان، ومنذ بدء أول تفاوض مع الحكومة الشرعية عبر وسطاء محليين رفضت الإفصاح عنه بعد أن وافقت على تبادل الكل مقابل الكل غير أن عناصرها المعنية بالتفاوض طلبت العودة إلى قيادتها الميليشياوية للبت في الأمر، لكنهم رجعوا برفضهم إطلاق محمد قحطان مشترطين استثناءه، وهذا الأمر حدث قبل الذهاب إلى اتفاق استكهولم الذي رعته الأمم المتحدة في العام 2018م، وحتى اليوم ما تزال جماعة الحوثي تواصل رفضها الكشف عن مصيره.

مأساة السياسي قحطان واحدة من عدة مآسي لمخفيين قسرا في سجون جماعة الحوثي، فقصة الصحفي وحيد الصوفي وهو المخفي كذلك قسرا في سجون الجماعة منذ أكثر من تسع سنوات هي الأخرى أيضا التي تضاف إلى السجل الأسود لهذه الجماعة التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق اليمنيين.

وكما هي عادة الميليشيا الحوثية في التعامل مع المختطفين وتطبيق منهجيتها العدوانية تجاههم، تجد أغلب المختطفين في سجونها لا بد وأن يمروا بفترة اختفاء قسري لكنها تتفاوت الفترات من مختطف لآخر.

ولا توجد إحصائية دقيقة لحالات الاختفاء القسري في سجون جماعة الحوثي لكن بيان منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى أشار إلى أن جماعة الحوثي قامت بين عام 2014 إلى مطلع عام 2023م بارتكاب 596 حالة اختفاء قسري.

وخلال الأشهر الماضية شن الحوثيون اختطافات واسعة طالت العشرات من موظفي الوكالات والمنظمات الدولية والمحلية في صنعاء، وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن ميليشيا الحوثي اختطفت ما يزيد عن 60 شخصا منذ 31 مايو/ أيار إلى 12 يونيو/ حزيران الماضيين، وما يزالون مخفيين بينهم أربعة نساء.

هذا السلوك الحوثي الاجرامي الرافض للكشف عن مصير المخفيين قسرا بسجونه يتطلب موقفا مسؤولا وتاريخيا من قادة الحكومة الشرعية وأحرار اليمن وعليهم أن يعملوا بكل الوسائل لإنقاذ المخفيين وكل المختطفين من سجون الحوثي حتى تتحقق لهم الحرية ويتم رفع المعاناة عنهم وعن أسرهم.

والأجدر بهم والعالم يحيي مناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري أن تتحول هذه المناسبات إلى مبادرات شعبية وتحركات رسمية لإنقاذ المخفيين والمختطفين من سجون الحوثي، وهي مسؤولية إنسانية ووطنية.

| كلمات مفتاحية: الحوثيين|المخفيين قسراً

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024