- عدن..المجلس الانتقالي ينهب مخازن طبية تابعة لوزارة الدفاع (وثيقة) أونمها: مقتل امرأة وإصابة طفل في حادثتي انفجار ألغام بالحديدة الشهر الفائت مقتل لاعب كرة قدم برصاص عنصر في قوات الانتقالي بأبين ركزت على السلام والاستقرار الاقتصادي..نائب المبعوث الأممي يختتم سلسلة من الاجتماعات في عدن الرئيس العليمي يصل القاهرة للمشاركة في المنتدى الحضري العالمي متحدث عسكري: إصابة عضو الرئاسي "طارق صالح" بإصابات طفيفة جراء حادث مروري عرضي إحصائية: وفاة وإصابة 319 شخصا في حوادث سير بالمحافظات المحررة خلال أكتوبر المنصرم
أمنية مشجع قديم لنادي الصقر
كتابنا| 8 سبتمبر, 2024 - 12:16 ص
أنا مشجع قديم لنادي الصقر، وشهدت المباراة الرسمية الأولى على ملعب النادي، أعرف كيف اخترت الصقر لتشجيعه دون أن يستقطبني أحد، أو أعرف تاريخه الرياضي من مجذوب.
كنت في الإعدادية تقريباً أجالس الرياضيين في القرية الذين ورثوا شغف كرة القدم من المغتربين العائدين من الخليج، ذهب الذين يكبرونني لتشجيع أندية مثل أهلي صنعاء، أو تلال عدن أو شعب إب، في تلك الفترة كنت أستمع إلى الراديو وأبحث عن شيء يظهر فيه اسم تعز، لم يكن هناك غير نادي الصقر ضمن أندية الدوري الممتاز، وهكذا وجدت هويتي الرياضية.
أغلب الرياضيين والمشجعين الذين كبروا في العقد الأول من الحرب، لا يعرفون أن الدوري اليمني لكرة القدم، كان اسمه «الدوري الممتاز» في سابقة لم تشهدها دوريات العالم، هذا المسمى جرى تصحيحه من قبل اتحاد كرة القدم، إلى دوري الدرجة الأولى.
لا أعرف إن كان اتحاد العيسي قد قام بهذا الإنجاز التاريخي كإنجاز وحيد للإدارة التي تستحق دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، من حيث بقائها على عرش الاتحادات الرياضية في العالم. أتهكم من الاتحاد بالطبع، انتصاراً لحساباتي القديمة كمشجع صقراوي تفاجأ بإسقاط ناديه وتهبيطه بقرار من اتحاد العيسي وشيباني، الحساب رياضي بحت لا علاقة له بالوطنية ولا المواقف السياسية. تأكيدًا على ذلك، في تلك الفترة كرهت هلال الحديدة الذي يرأسه العيسي، وقاطعت مطاعم الشيباني من باب الاحتياط.
كنا نلتقي اسبوعياً في ميدان الشهداء، كنت أصغر مشجع يأتي من القرية إلى مدرجات الملعب، برفقة المحامي حالياً صلاح شداد الذي كان يشجع أهلي صنعاء بحكم دراسته بجامعة صنعاء، وإدريس، مغترب حالياً وهو صاحب الخطة الرياضية التي جعلت فريق القرية ينهزم بـ14 هدف، وصاحبه سليمان عثمان، حالياً، سائق دراجة نارية، بالإضافة إلى مشجعين اثنين من كريبة بني عون كانا يشجعان الصقر.
لي ذكريات مع الصقر، وهو يمرن جناحيه ضمن أندية الوسط، ويتأهب للتحليق نحو القمة.
لست متأكداً إن كانت مباراة الصقر مع أهلي صنعاء، هي المباراة الأولى التي ستقام على ملعب الصقر وليس الشهداء، ولكنها كانت المباراة الأولى التي أحضرها على ملعب الناي في بير باشا، في تلك الأيام عاد صلاح من صنعاء، ودخلت معه إلى ملعب الصقر، كانت المدرجات الغربية هي الجاهزة، ولأنني أصغر مشجع قدم من القرية إلى بير باشا، فقد دخلت مع صلاح بين مشجعي أهلي صنعاء كي لا أضيع.
انتهت المباراة بنتيجة 1ـ صفر، لصالح نادي أهلي صنعاء، لم أشعر بالغيظ من النتيجة، غير أن التهكم والتشفي الذي وجدته من مشجعين أهلاويين سيجعلني آخذ موقفاً تجاه أهلي صنعاء في المواسم الرياضية التالية، في تلك المباراة سمعت مشجع كبير في السن يقول للمشجعين الآخرين الذين جاؤوا من صنعاء: «أخذنا الثلاث النقاط من عشهم».. وظلوا يدورون حول هذه المقولة ويتهكمون، كدت أختنق، ولم أجرؤ على مغادرة المكان وحدي، كنت صغيراً وأخاف أن أفارق أصحاب القرية فأضيع في بير باشا.
وحين كبرت وغادرت تعز لدراسة الإعلام في صنعاء، كنت أشجع وحدة صنعاء حين يلتقي مع الأهلي، وأول مباراة سأحضرها في ملاعب العاصمة، كانت في ملعب الظرافي، في ذلك اليوم ذهبت مع خالي عامر الذي يشجع الأهلي إلى الملعب، ولأني غريب على صنعاء، خاف خالي أن أضيع في الملعب، فاصطحبني معه إلى المدرجات المخصصة لمشجعي الأهلي، وحين سدد الوحدة الهدف الأول، صحت وحيداً: جوووووول... فرمقوني بنظرات يتطاير منها الشرر، فقلت: تسلل.
في تلك الأيام كان البوستر التي وزعته صحيفة الرياضة معلقاً في غرفتنا، كان بوستر نادي الصقر بطل الدوري، وستبقى الصورة لسنوات، حتى غادرنا صنعاء في 2013، عدت إلى تعز وذهب خالي إلى الغربة.
لي مع الرياضة تاريخ عريق.. مع نادي الصقر النصيب الأكبر من الذكريات.. الحروي والنهاري أبرز الأسماء الإدارية التي ترافقنا في الملعب، ويأتي الاسم الفخم الذي يدير المؤسسة الرياضية الأولى في اليمن، شوقي أحمد هائل، ذكريات مع اللاعبين، الاثيوبي أنور ياسين في بداياته، يوردانوس في أوج تألقه، باولو، مدرب الحراس العراقي بشار عبد الجليل، احمد رامي والعظيم الذي نحب جاعم ناصر، فهد راشد وسامي التام، الهلالي والعاقل، العمقي والعرومي، سراج والبروي، فهمي وطاهر..... وآخرون.
لي ذكريات مع الصحف الرياضية، عناوينها، بما في ذلك الصحيفة التي أصدرها، وذات يوم كتب الصحفي الرياضي صادق حمامة مقالاً في صحيفة الرياضة هاجم فيه الصقر، أتذكر الرد الذي أتي في الصفحة الأخيرة من صحيفة النادي: الصقر "صاد" حمامة.. للعلم، الصحف الرياضية أفضل الميادين لاستعراض المهارات اللغوية وعلم البديع.
أرى الصقر يعود إلى قمته، ولا تنفك أن تتقاطر الذكريات وتتوارد الأماني.
واحدة من الأمنيات: إعادة بناء الملعب بمواصفات دولية، وقدرة استيعابية عالية للمشجعين، فهذه المحافظة تعشق الحياة، علاوة على أن تعز، تتصدر قائمة المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية، ورغم ذلك فإنها بلا ستاد دولي، حتى مشروع ستاد تعز الدولي، سيصل عمر السبعين قريباً، ولم نعرف صورته!.
نثق بشوقي هائل وقدرته على حشد التمويل المطلوب لبناء نادي الصقر، حتى وإن كان مشروعنا ـ للنادي ولتعزـ بمواصفات أقل بقليل من الكامب نو، والبرنابيو، نحن مقتنعين بالحاصل.
مقالات ذات صلة