مؤسسة "يمنيون" الثقافية تدشن يوم القهوة اليمنية في ماليزيا

دشنت مؤسسة "يمنيون" الثقافية فعاليات يوم القهوة اليمنية في ماليزيا، بالتزامن مع الذكرى السابعة لانطلاقتها، وذلك في حفل احتضنته جامعة APU، برعاية السفارة اليمنية في ماليزيا، ضمن تقليد سنوي تحرص المؤسسة على تنظيمه في ماليزيا وعدد من الدول المجاورة، بهدف الاحتفاء بالقهوة اليمنية والتعريف بتاريخها العريق وسرديتها الثقافية.

وفي كلمته، أكد سفير اليمن لدى ماليزيا وعميد السلك الدبلوماسي العربي، الدكتور عادل باحميد، أن القهوة اليمنية ليست مجرد منتج زراعي، بل رمز تاريخي يعكس عمق الهوية اليمنية، مشددًا على أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي في ظل التحديات الراهنة. 

وأشار إلى أن الهوية اليمنية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمن، وأن الدفاع عنها هو جزء لا يتجزأ من الدفاع عن الوطن.. منوها بدور مؤسسة "يمنيون" في إبراز الموروث الثقافي اليمني، معربًا عن تقديره لجهود الجالية اليمنية في ماليزيا، بما في ذلك القطاع الخاص والمدارس واتحاد الطلبة، في دعم مثل هذه المبادرات.

وتحدث السفير عن قوة الدبلوماسية الثقافية، مشيرًا إلى أن جلسة قهوة يمنية قد تحقق ما تعجز عنه الاجتماعات السياسية التقليدية، مضيفًا أن الجهود الفردية والجماعية للحفاظ على الهوية اليمنية، مهما بدت بسيطة، تحمل أثرًا كبيرًا في تعزيز الوعي والانتماء، مشيدًا بالجهات الرسمية والمجتمع المدني الذين يعملون معًا لتقديم صورة مشرّفة عن اليمن في الخارج.

وفي سياق متصل، قدم رئيس مؤسسة "يمنيون" الثقافية، الدكتور فيصل علي، عرضًا بعنوان "رؤية يمنيون الثقافية: القهوة اليمنية إرث يتجدد"، استعرض فيه الجذور التاريخية للقهوة اليمنية، مشيرًا إلى ارتباطها بمملكة سبأ وامتداد زراعتها في المرتفعات اليمنية منذ الألفية الأولى قبل الميلاد. 

وأوضح أن القهوة اليمنية لم تكن مجرد مشروب، بل استخدمت في الصناعات الطبية والعطرية منذ قرون، وأن اسم "مقهى" يعود إلى الكلمة اليمنية "مقهاية"، بينما أصل كلمة "coffee" في اللغة الإنجليزية يرتبط باللهجة اليمنية وليس بالمصطلح التركي "kahveh".

وتناول الدكتور فيصل في عرضه مسيرة انتشار القهوة اليمنية من المخا إلى العالم عبر التجار اليمنيين والهجرات التاريخية، مشيرًا إلى أن لقب "نبيذ الغيوم" أُطلق عليها بسبب زراعتها في المرتفعات التي تمر السحب من تحتها، مما منحها نكهة فريدة، لافتا إلى ارتباطها بالصوفية اليمنية من خلال فرقة الشاذلية، التي ساهمت في نشرها عالميًا، ودور مدينة المخا في تصديرها، مؤكدًا أن القهوة اليمنية ليست مجرد سلعة، بل رسالة حضارية تنقل للعالم قيم التسامح والمحبة.

وشهد الحفل تكريم السفارة اليمنية والملحقية الثقافية والجالية اليمنية والاتحاد العام للطلاب اليمنيين، إضافة إلى عدد من المؤسسات والشركات الداعمة، تقديرًا لمساهماتهم في إنجاح الفعالية، كما ألقى الدكتور ماجد السامعي، مقدّم الحفل، أبياتًا شعرية بعنوان "للشاذلية سر"، لاقت ترحيبًا واسعًا من الحضور.

يذكر أن مؤسسة "يمنيون" الثقافية تنظم يوم القهوة اليمنية سنويًا في الثالث من مارس، إلا أن موعد الفعالية هذا العام قُدّم نظرًا لتزامنه مع شهر رمضان المبارك، وتستمر فعاليات الاحتفاء بالقهوة اليمنية حتى الثامن من مارس، بمشاركة واسعة من الشركاء في القطاع الخاص والمدارس اليمنية والاتحادات الطلابية والجالية اليمنية في ماليزيا.