- في اجتماع استثنائي.. الحكومة تقر خطتها الاقتصادية للأولويات العاجلة دعوات الحكم الذاتي في اليمن مشاريع تقسيم برغبة وأطماع قوى إقليمية (تقرير) مصادر: الزبيدي يطالب بتعيينات جديدة لأنصاره في مؤسسات الدولة قوات أمنية تابعة للانتقالي تحتجز صحفياً في حاجز تفتيش بشبوة غزة..استشهاد 5 صحفيين فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف سيارة بث في مخيم النصيرات بعد تبرئته..مركز حقوقي يطالب بتعويض الصحفي أحمد ماهر ومحاسبة المسؤولين عن اعتقاله اليمن.. شبكة دولية تتوقع استمرار أزمة انعدام الأمن الغذائي حتى مايو القادم
"خمس خوات"... يمنيات من فئة الصم يمنحن أحلامهن أصوات حيّة
تقارير | 1 ديسمبر, 2024 - 9:43 ص
(خاص): يمن شباب نت- فتح العيسائي
فتيات يمنيات من فئة الصم صاحبات مشروع "خمس خوات"
لا تشمل الإعاقات أحلامنا ولا يمكنها تعطيل شغفنا، هذا ما تراه عائشة وصديقاتها الأربع من فئة الصم والبكم، بعد نجاحهن بافتتاح مشروعهن الخاص في مدينة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن، إذ يعتقدن أن الطموح امتداد للحياة، وانعكاس لحيوية الفرد القادر على تحقيق ذاته.
وضمن مساعيهن لتجاوز التحديات وتحقيق أحلامهن بحياة مستقرة، نجحت عائشة وصديقاتها الأربع، بافتتاح مطعم "خمس خوات" للأطعمة الصحية والمعجنات، الأمر الذي مكنهن من الالتحاق بسوق العمل، ليصبحن من رائدات الأعمال، على الرغم من كونهن من الصم.
شغف وقوة
في الوقت الذي يرى فيه البعض صعوبة انخراط النساء في سوق العمل، لا سيما إذا كانت من الصم والبكم، تعتقد عائشة أنها رفقة صديقاتها الأربع، قادرات على تحويل الاعاقة من عجز إلى حافز قوي يدفعهن نحو النجاح.
وفي هذا السياق، تشير عائشة جباري مدير مطعم خمس خوات الى أن الدافع الرئيسي وراء تأسيس المشروع، كان الرغبة في إثبات أن التحديات التي تواجههن كونهن نساء صم، يمكن أن تتحول إلى قوة دافعة للابتكار والإبداع.
وأضافت جباري في إطار حديثها لـ"يمن شباب نت": "أردنا أن نظهر للمجتمع أن الإعاقة ليست عائقًا بل فرصة لتقديم قيمة مميزة. بالإضافة إلى ذلك، كان لدينا رغبة في تحقيق استقلالنا المادي والمساهمة في تحسين حياتنا وحياة عائلاتنا".
وتابعت: "حظينا بدعم معنوي كبير من عائلتنا وأصدقائنا المقربين، الذين كانوا دائمًا ما يشجعوننا على المضي قدمًا لتحقيق أحلامنا".
وذكرت: "عندما أعلنا عن المشروع، وجدنا تفاعلًا رائعًا من المجتمع، تحمس الناس لفكرتنا وأبدوا إعجابهم بشجاعتنا وتصميمنا، مما أعطانا دافع كبير للاستمرار".
وأكدت: "بدأت الفكرة من شغفنا المشترك بالطهي وحبنا لتجربة وصفات جديدة ومبتكرة، إذ كنا نعد المعجنات للعائلة والأصدقاء، ونلاحظ إعجابهم الكبير بجودة ما نقدمه، ومن هنا جاءتنا الفكرة لتحويل هذا الشغف إلى مشروع يجمعنا كأخوات ويمكّننا من تقديم شيء مميز للمجتمع".
وفي الوقت الذي تعتقد فيه عائشة أن هناك طلبًا كبيرًا على المعجنات ذات الجودة العالية والنكهات الفريدة. ترى أنه بإمكانهن تلبية هذه الحاجة من خلال مشروع يركز على التميز والجودة، لا سيما وأن هذا المجال يعكس شغفهن الكبير بالطهي وقدرتهن على إبداع وصفات خاصة بهن. حد تعبيرها.
وأوضحت: "نحن صديقات بمثابة أخوات حقيقيات، وهذا المشروع الذي أسميناه خمس خوات يعكس علاقتنا القوية كعائلة ورغبتنا في العمل معًا لتحقيق هدف مشترك".
واختتمت بالقول: "هذا الترابط العائلي هو ما يميز مشروعنا ويجعله قريبًا من قلوبنا ومن قلوب الناس الذين يدعموننا".
مشاريع حيوية
في الوقت الذي يعد فيه مشروع خمس خوات، مشروعًا خاصًا، يرى خبراء اقتصاد، أن مثل هذه المشاريع الصغيرة يمكن أن تسهم في معالجة الأزمة الاقتصادية بصور متعددة، وإن كانت نسبية.
وفي هذا السياق يرى الباحث والمحلل الاقتصادي وحيد الفودعي أنه يمكن لمثل هذه المشاريع الصغيرة أن تسهم في معالجة الأزمة الاقتصادية بطرق متعددة، على الرغم من محدودية أثرها المباشر مقارنة بالمشاريع الكبرى أو السياسات الاقتصادية الشاملة.
وفي إطار حديثه لـ"يمن شباب نت" يعتقد الفودعي أن من أبرز اسهامات المشاريع الصغيرة مثل خمس خوات: "توفير فرص عمل مباشرة لخمس فتيات من الصم والبكم، الأمر الذي يساعد في تمكين الفئات المهمشة وتعزيز اندماجها في سوق العمل".
وأشار الى أن: "المشاريع الصغيرة غالباً ما تعتمد على الموارد المحلية وتلبي احتياجات المجتمعات المحيطة بها، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ويحفز الدورة الاقتصادية داخل المدينة أو المنطقة".
وأضاف: "تعد هذه المشاريع أيضًا نموذجاً للشباب على إمكانية تحقيق نجاح اقتصادي، حتى في ظل الأزمات، وهذا قد يشجع المزيد من الشباب على خوض غمار ريادة الأعمال، ما يساهم في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الوظائف التقليدية أو المساعدات الخارجية".
وفي الوقت الذي يرى فيه أن المشاريع الصغيرة قد تكون محدودة في البداية، يعتقد الفودعي أن: "انتشارها على نطاق واسع يمكن أن يؤدي إلى تقليص البطالة، خصوصاً بين الفئات التي تعاني من صعوبة في الحصول على وظائف، مثل ذوي الإعاقة". حد قوله.
وأضاف: "من أبرز اسهامات هذه المشاريع في معالجة الأزمة الاقتصادية، أنها تعمل على تمكين أصحابها من تحقيق استقلال اقتصادي يسهم في تحسين مستوى معيشتهم وتقليل اعتمادهم على المساعدات، مما يخفف الضغط على الدولة أو المؤسسات الخيرية".
وفي سياق مختلف، نوه الفودعي على أن بقاء هذه المشاريع فردية دون دعم من الدولة أو المنظمات التنموية، سيعني محدودية تأثيرها الإيجابي على المستوى العام.
وأكد على أهمية الدعم المتمثل في التدريب والتمويل، وتوفير بيئة مناسبة للنمو، يمكن أن يوسع من نطاق هذه المشاريع ويزيد من تأثيرها الإيجابي على الاقتصاد الوطني.
واختتم الباحث الفودعي بالقول:" المشاريع الصغيرة مثل "خمس خوات" ليست فقط ذات منفعة فردية، بل قد تصبح لبنة أساسية في بناء اقتصاد وطني أكثر استدامة إذا تم دعمها بشكل صحيح".