الأخبار

تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية".. دفن لخارطة الطريق وتعميق عزلة المليشيا سياسياً (تقرير)

تقارير | 24 يناير, 2025 - 1:13 م

يمن شباب نت ـ خاص

image

 

حاولت مليشيا الحوثي الإرهابية عبثاً استجداء الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، عبر الإعلان عن إطلاق سراح طاقم سفينة غالاكسي ليدر بعد 14 شهراً من اختطافهم في البحر الأحمر، لترسل رسالة إلى إدارة ترامب أنها تنوي طي صفحة تصعيدها في البحر الأحمر، والانخراط في عملية سلام لإنهاء الصراع في اليمن، في محاولة يائسة منها للتحايل على أي مساعٍ أمريكية لضربها على غرار أذرع إيران في المنطقة.

هذا الاستجداء عبّر عنه عضو الوفد الحوثي المفاوض، عبدالملك العجري، الذي ربط عملية إطلاق سراح البحّارة المختطفون بجهود التهدئة الإقليمية وإحلال السلام في اليمن، وطالب الأطراف المعنية وعلى رأسها السعودية بالانخراط الجدي لاستكمال جهود السلام و"خارطة الطريق" وهذه الأخيرة صيغت بنودها بين السعودية ومليشيا الحوثي خلال العامين الماضيين بدعم من مسقط ولبت معظم مصالح الحوثيين، وتعرقل توقيعها جراء تصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر أواخر العام 2023م.

استجداءات المليشيا لم تجد نفعاً لدى الإدارة الأمريكية الجديدة التي سارعت بإعادة تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية، وهو التصنيف الذي من شأنه أن يشدد الخناق على مليشيا الحوثي، ويقطع الطريق على أي علاقات أو اتصالات معها من قبل أي كيانات أو دول أو منظمات، وهو ماسينعكس بالتأكيد على خارطة الطريق للحل في اليمن.

تصفير جهود "الوهم" 

يرى الكاتب والباحث اليمني، نبيل البكيري، أن افتتاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية بإعادة تصنيف مليشيا الحوثي، منظمة إرهابية أجنبية، بأنه مؤشر لمرحلة ساخنة بين الإدارة الأمريكية وبين وما تبقى من المحور الإيراني.

وأضاف في مداخلة على قناة "يمن شباب"، أن قرار التصنيف يعني بصورة واضحة سياسياً "إهالة التراب على كل الجهود التي تم بذلها سابقا من المبعوثين الأممي والأمريكي وجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان بشكل عام أو ما يُسمى بـ "خارطة الطريق".

وأوضح البكيري أن كل الجولات المكوكية والمباحثات والتفاهمات أصبحت من الماضي، وأصبحنا أمام أرضية سياسية صفرية، مضيفاً أن الإدارة الامريكية الجديدة صفّرت كل الجهود التي بُذلت في صناعة نوع من الوهم عن إمكانية التوصل إلى سلام مع هذا الجماعة.

وتابع: "أعتقد أن مليشيا الحوثي اليوم باتت عارية ومعزولة دولياً، وأمام أمر واقع شديد الخطورة حول مصيرها السياسي والعسكري"، لافتاً إلى أن الحوثيين ماكانوا يتصورون أن يصلوا إلى هذا المرحلة من الحصار الدولي، حتى أن سلطة عمان التي تستضيف وفد الحوثيين المفاوض ستكون في موقف محرج لها بعد هذا التصنيف الذي احتوى على نص يحاسب أي كيان او نظام يقدم أي مساعدة للحوثيين.

وشدد البكيري التأكيد على أن المليشيا الحوثية أصبحت معزولة ومنبوذة ومحاصرة دولياً ولم يعد لديها القدرة على التعامل مع أي جهود في سبيل ما يسمى إحلال السلام.

يعمق عزلة الحوثي

الباحث في مركز مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط، إبراهيم جلال، يؤكد هو الآخر أن إعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية من شانه أن يُعمق عزلة الجماعة سياسياً، ويجمد محادثات خارطة الطريق، ويرفع كلفة التسهيلات الاقتصادية واللوجستية التي تقدمها بعض الدول في الإقليم وخارجه.

وأضاف في تدوينة على منصة إكس، أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تكتفِ بالمناورة السياسية الحوثية الأخيرة واختارت انفتاحها للتعامل مع التهديد في سياقه الحقيقي كونه يشكل تحدياً استراتيجياً لأمن دول الإقليم والملاحة الدولية.

وأوضح "الجلال"، أن التصنيف سيوسع نطاق العقوبات المفروضة على الحوثيين وداعميهم بشكل مباشر وغير مباشر، وفي حال استمرار هجماتهم العابرة للحدود فإن التنصيف يمهد لاستهداف قيادات الجماعة وقدراتها بشكل أكثر جدية، فضلاً عن تعزيز احتمالات تنفيذ عملية عسكرية لاستعادة الساحل التهامي بالكامل.

دفن خارطة الطريق

 من جانبه قال رئيس مركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي، أن القرار الأمريكي قرار متشدد للغاية ويدفن نهائياً خارطة الطريق الأممية.

وذكر أن الملفت للغاية في هذا القرار أنه يحشد ويعاقب -بنص فضفاض ويمكن التوسع بتأويله- أي علاقه مع جماعة الحوثيين بما فيها قطع التمويل الأمريكي عن أي منظمة لا تقوم بما يكفي من توثيق لـ انتهاكاتهم، أو بما يكفي في مواجهة الحوثيين عموماً.

وأشار إلى أن القرار يسمح باستئناف تنفيذ قرارات البنك المركزي بنقل البنوك إلى عدن رغماً عن الجميع، ويجفف الموارد، ويعاقب على أي مستوى من العلاقة السياسية والمالية من أي منظمات دولية أو أطراف وشركات محليه مع الحوثيين، ويغلق باب السياسة والحوار معاهم، ويصعد إلى السطح سياسات الخنق الاقتصادي الأقصى للجماعة، بما يبدو مساراً واضحاً لتقويضها اقتصادياً وسياسياً قبل تقويضها عسكرياً.

وأكد "المذحجي" أن هذه القرار يعني "نهاية عقد من الفرص استثمرتها هذه الجماعة ـ الحوثيين ـ على حساب اليمنيين".

فرصة سانحة

 ما ذهب إليه البكيري والجلال والمذحجي بشأن خارطة الطريق، أكد عليه الباحث "سيف المثني" مدير مركز واشنطن لحقوق الإنسان ومسؤول المناصرة فيه لدى الكونغرس الأمريكي، موضحاً أن القرار يمثل اغتيال كامل الأركان لخارطة الطريق.

ودعا "المثنى"، في تدوينة له على منصة إكس، الحكومة الشرعية التحرك لرفع الحظر عن شراء الأسلحة، والاستعداد لمعركة قادمة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم لها أكثر مما قدمت.

وفي هذا السياق يتفق معه الباحث إبراهيم جلال الذي أكد في تدوينته التي علق فيها على القرار، على أنه وفي حال لم يرفع القرار خلال ٣٠ يوم وكان جزءاً من استراتيجية شاملة "فإن على الحكومة اليمنية وشركائها اقتناص الفرصة التاريخية لفرض مشروع وطني يعزز ركائز السلام والاستقرار بما ينعكس على مستقبل اليمن ويحقق تطلعات شعبه، ويعزز أمن واستقرار ونماء الإقليم ويسهم في تأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن".

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024