الأخبار

محور "نتساريم".. شاهد على فشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي في غزة

‫غزة‬| 9 فبراير, 2025 - 4:49 م

image

يمتد محور "نتساريم" من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولا إلى شاطئ البحر غربا (الأناضول)

في اليوم الـ22 لوقف الإبادة التي ارتكبتها تل أبيب بدعم أمريكي في قطاع غزة، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من محور "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية.

ويمتد محور "نتساريم" من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولا إلى شاطئ البحر غربا، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين الرئيسي.

انسحاب إسرائيلي

وشهدت الليلة الماضية خروج الآليات العسكرية الإسرائيلية من المحور الذي أقامته تل أبيب خلال الإبادة كخط فاصل وسط القطاع، بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلالها للمناطق الشرقية للقطاع.

وفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته على محور "نتساريم" مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ليعزل محافظتي غزة والشمال عن مناطق الوسط والجنوب، ما أجبر قرابة مليون فلسطيني على النزوح إلى جنوب وادي غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف.

وفي 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، انسحب الجيش من المحور الممتد بين شارع الرشيد (الساحلي) غربًا حتى شارع صلاح الدين شرقا، ما سمح بعودة تدريجية لأكثر من نصف مليون نازح فلسطيني إلى شمال القطاع.

ومع بدء العودة، سار الفلسطينيون مشيا على الأقدام عبر الطريق الساحلي، فيما استخدمت المركبات طريق صلاح الدين، وسط إجراءات تفتيش نفذتها ثلاث شركات أمنية أمريكية ومصرية، وفق ما ذكره الإعلام العبري.

ما هو محور "نتساريم"؟

يعود اسم "نتساريم" إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة أقيمت في قطاع غزة قبل تفكيك المستوطنات عام 2005، ويعد المحور طريقا استراتيجيا وسط القطاع، يربط بين شمال غزة وجنوبها، وتحيط به مناطق متنوعة تشمل أراضي زراعية ومخيمات للاجئين الفلسطينيين وتجمعات سكانية.

من جهة الشمال، يقترب المحور من حي الزيتون في مدينة غزة، وهو أحد أقدم أحياء القطاع وأكثرها كثافة سكانية.

بينما من جهة الجنوب، يمر بالقرب من وادي غزة، وهو مجرى مائي يفصل المدينة عن المناطق الوسطى، ويتصل بمناطق المغراقة ومخيم النصيرات الذي يعد من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في وسط القطاع.

أما من الشرق، فيحده جحر الديك، وهي منطقة زراعية قريبة من الحدود مع إسرائيل، لطالما تعرضت للاستهداف العسكري بسبب موقعها المفتوح.

كما توجد أراضٍ زراعية شاسعة تمتد على طول المحور، استخدمت سابقا كمناطق عازلة خلال الاحتلال الإسرائيلي لمستوطنة "نتساريم" التي كانت تقطع التواصل بين شمال وجنوب غزة.

ومن الغرب، يتصل المحور بالطريق الساحلي عبر مفترق الشيخ عجلين، ما يجعله ممرا رئيسيا لحركة التنقل بين غزة والمحافظات الجنوبية.

توسيع المحور

خلال الأشهر الماضية، دمر الجيش الإسرائيلي مئات المباني على جانبي المحور، في محاولة لإنشاء منطقة عازلة وسط القطاع، وأقام شبكة واسعة من البؤر العسكرية، وأبراج الاتصالات، والتحصينات الدفاعية، ما حوّله إلى خط عسكري.

وبدأ الجيش الإسرائيلي التوغل باتجاه محور "نتساريم" مع الشروع في عمليته البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأرادت إسرائيل من السيطرة على المحور الواقع بين محافظتي غزة والوسطى، تقسيم القطاع إلى قسمين والفصل بينهما بالقوة العسكرية، ومنع حركة الفلسطينيين ومركباتهم.

وفي بداية العملية البرية بلغ طول المحور 8 كيلومترات، وعرضه بضعة مئات الأمتار، لكن إسرائيل وسعته مؤخراً لتصير مساحته الكلية نحو 56 كيلومترا مربعا.

ردود أفعال

وفي 20 أغسطس/ آب 2024 شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن إسرائيل "وتحت أي ظرف لن تغادر ممر نتساريم (الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه)، ومحور فيلادلفيا" على الحدود بين غزة ومصر، واللذين سبق أن زعم أنهما "أصول استراتيجية" لبلاده.

والأحد، أكدت حركة حماس، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من "محور نتساريم" وسط قطاع غزة يمثل "استكمالا لفشل أهداف حرب الإبادة الإسرائيلية بالقطاع على مدار 15 شهراً".

وقال متحدث الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن "عودة النازحين الفلسطينيين، واستمرار عمليات تبادل الأسرى، إلى جانب الانسحاب من نتساريم، يدحض كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تحقيق نصر كامل على شعبنا".

فيما قال محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلي لنوعام أمير، إن انسحاب الجيش من محور نتساريم يعني سيطرة حركة حماس مجددا على شمالي قطاع غزة وخسارة تل أبيب بشكل نهائي إنجازات الحرب.

وأضاف المحلل بالقناة 14 الإسرائيلية الخاصة: "بدأت قواتنا بالانسحاب من محور نتساريم وسط قطاع غزة الليلة الماضية (ليلة السبت)".

وأضاف أن "هذا المحور يشكل في الواقع منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه، وهو نقطة استراتيجية بالغة الأهمية في الحرب" ضد الفصائل الفلسطينية في غزة.

وأكد أمير إن إعادة المحور إلى حماس تسمح لعناصر الحركة بالتحرك بحرية في شمال قطاع غزة، معتبرا أن الانسحاب من محور نتساريم يعني "إعادة إسرائيل السيطرة إلى حماس عليه".

"وهذا يعني أننا نخسر بشكل نهائي إنجاز الحرب (الإبادة بغزة) في تطهير شمال قطاع غزة، والسماح لحماس بالحركة بحرية مرة أخرى بأي طريقة تختارها"، وفق المحلل.

وبدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، في 19 يناير الماضي، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

المصدر : الأناضول

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024