- كأس الرابطة الإنجليزية: ليفربول وأرسنال ونيوكاسل إلى نصف النهائي نتسابق لقتل أكبر عدد في غزة.. ضباط إسرائيليون: نقتل كل فلسطيني قرب محور نتساريم ولو كان طفلا إجراءات وشيكة أكثر قوة ضد الحوثيين.. هل تُحدث المتغيرات الإقليمية نقطة تحول استراتيجية في اليمن؟ سورية: الحكومة الانتقالية تعيّن دبلوماسيين وتستعد لمحاكمة مرتكبي الانتهاكات "تعبت من الكتابة عن الأطفال القتلى".. لماذا استقال موظف بالخارجية الأميركية بسبب سياسة إسرائيل تجاه غزة؟ الأمم المتحدة تقول إنها تكثّف جهودها لتهيئة وقف إطلاق النار وترتيباتها في اليمن أردوغان يستقبل ميقاتي بأنقرة: استقرار سورية ورفض اعتداءات إسرائيل
أرخبيل سقطرى وخطر التجريف.. سطو على الأراضي وانتهاكات تهدد محمياتها الطبيعية
ملفات| 17 نوفمبر, 2024 - 12:14 ص
(خاص) يمن شباب نت - سقطرى
تتوسع عمليات تجريف آراضي جزيرة سقطرى من قبل مؤسسات إماراتية، والتي لم تتوقف بشراء الأراضي من المواطنين بثمن زهيد عبر سماسرة يتبعون المجلس الانتقالي، لكنها توسعت لتشمل السطو على آراضي تتبع الدولة عليها مخططات حكومية.
وتتواصل الانتهاكات المتواصلة في البناء العشوائي بالارخبيل، كما ان السياحة قي محميات جزيرة سقطرى الطبيعية، يعرض تصنيفها بقائمة التراث العالمي للخطر، حيث تم إدراجها ضمن قائمة التراث في العام 2008 من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة (يونسكو).
ومنذ سيطرة قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على الأرخبيل في يونيو 2020، تزايدت عمليات شراء الأراضي من المواطنين في استغلال لوضعهم المعيشي، من قبل شخصيات ومؤسسات إماراتية، أبرزها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد، التي تنشط في الجزيرة تحت مسمى العمل الإنساني.
السطو على أراضي مطار سقطرى
لم يتوقف الأمر عند شراء الأراضي من المواطنين بثمن بخس، بل وصل إلى الاستحواذ على أراضٍ خاصة بالدولة والمؤسسات الحكومية، كما حدث في أكتوبر الماضي، من قبل مؤسسة خليفة، حيث نزل ممثلوها لتدشين مشروع بناء بوابة وسور لمطار سقطرى
وبدأت قصة السطو على آراضي مطار سقطرى بما كشفته مصادر لـ"يمن شباب نت"، عن تجهيزات لإعلان تدشين مشروع سور وبوابة مطار أرخبيل سقطرى، بتمويل مؤسسة خليفة الإمارتية التي تعتزم إنشاء مواقع عسكرية بجانب المطار واقتطاع مساحة من الأراضي الحكومية لصالح الإمارات.
وكشف المدير العام لمطار سقطرى عبد الله الخضر، أن مؤسسة خليفة الإماراتية توسعت بمساحة تقدر بحوالي مئة وستون متر باتجاه صالات المطار. وفق مذكرة – حصل عليها موقع يمن شباب نت – موجهة إلى وزير النقل ورئيس هيئة الطيران المدني بتأريخ 23 أكتوبر الماضي.
وقال في المذكرة "أن الموقع المحدد من قبل مؤسسة خليفة مخالفاً للمخطط الجديد الذي تم تحديده من قبل المهندسين واللجنة المشتركة من المحافظة والهيئة العامة للطيران المدني، ومعمد من قبل مكتب أراضي وعقارات الدولة في سقطرى".
وقال مصدر مسؤول بالسلطة المحلية في سقطرى "أن مؤسسة خليفة الإمارتية لها أهدافها الخاصة، وتسعى لاستقطاع مساحة واسعة من أراضي مطار سقطرى، بالاتفاق مع محافظ المحافظة التابع للانتقالي رأفت الثقلي".
وأفاد المصدر لـ"يمن شباب نت"، - طلب عدم ذكر اسمه - أن المشروع المراد تنفيذه مخالف لمخطط المطار، موضحا "أن سور المطار حول المدرج يقدر بنحو 4 كيلو طول، ونصف كيلو عرض بحسب التخطيط الحكومي"، وقال "أنهم يريدون اقتصاص مساحة كبير لصالح المؤسسة الإماراتية".
توجيهات حكومية بلا تنفيذ
وتضارب التوجيهات الحكومية المركزية بين إيقاف أي استحداث بمحيط مطار سقطرى، وسبقه توجيه من وزير النقل بالتقييد بالمخطط الحكومي المعتمد من اللجنة المشتركة رداً على مذكرة مدير مطار سقطرى.
وفي 3 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، وجه وزير الدفاع محسن محمد الداعري – في وثيقة سرية اطلع عليها "يمن شباب نت" - بإيقاف أي استحداثات في حرم مطار سقطرى حفاظا على المصلحة العامة إلا بتوجيهات من هيئة الطيران المدني ووزارة الدفاع.
وتكشف توجيهات غرفة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع اليمنية، إلى محافظ سقطرى رأفت الثقلي، وقائد اللواء الأول مشاه بحري، عدم التزام السلطة المحلية بتوجيهات وزارة النقل قبل اعلان موعد تدشين إنشاء سور مطار سقطرى.
وكان وجه وزير النقل عبد السلام حميد، بالتقيد بالمخطط المعد من قبل اللجنة المشتركة من الفريق الفني للهيئة العامة للطيران المدني والسلطة المحلية بالمحافظة، وبحسب المحضر المعد من الجهتين، وفق مذكرة بتأريخ 22 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
ومن أجل تسريع بدء الإنشاءات في مطار سقطرى، وصل الخميس الماضي، 15 نوفمبر الجاري، خلفان المزروعي، المندوب الإماراتي في سقطرى والذي يعرف على أنه الحاكم الفعلي الذي يدير ميلشيات الإنتقالي في سقطرى منذ سيطرتهم عليها.
وعن العمل في سور المطار من قبل مؤسسة خليفة، أكد مصدر محلي لـ"يمن شباب نت"، "أنه لم يبدأ بعد، ولا يوجد أي استحداثات حتى اللحظة".
وفي مطلع الشهر الجاري زار محافظ سقطرى دولة الإمارات، ووفق مصادر رسمية "والتقى المحافظ الثقلي خلال زيارته مسؤولين بدولة الإمارات وناقش معهم الجوانب الإنسانية والتنموية والخدمية التي يقدمونها للمحافظة".
تجريف واسع للآراضي
وتتعرض أرضٍ واسعة في سقطرى للتجريف وعمليات شراء من قبل مؤسسات ومسؤولين إماراتيين، عبر نافذين محليين مستغلين بذلك حاجة المواطنين ووضعهم المعيشي المتردي، حيث تشير مصادرنا في سقطرى إلى أن الاماراتيين اشتروا أراضٍ في السواحل والمرتفعات وفي مختلف مناطق سقطرى بما في ذلك أراض زراعية وتسويرها بالأسلاك الحديدة.
وقال الشيخ علي عامر، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني، "أن الأرضي جرفت عن طريق الشراء من ملاكها بثمن بخس، وذلك نتيجة حاجتهم لها في ظل الأوضاع المزرية التي تشدها البلاد".
وأضاف لـ"يمن شباب نت"، إن السلطة المحلية في أرخبيل سقطرى ممثلة بالمحافظ رافت الثقلي، لا يوجد لديها روح المسؤولية، من أجل الحفاظ على سقطرى وتوقيف عمليات البيع الجنوني للأراضي".
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني، دعت السلطة المحلية للقيام بإجراءات حازمة لإيقاف عملية البسط على أراضي سقطرى وعبد الكوري والتصرفات غير القانونية فيها والتي تضعها أمام مسؤولية كاملة في حال استمرارها في التراخي وغض الطرف.
وطالبت اللجنة - في بيان اطلع عليه يمن شباب نت - "سلطات الدولة العليا إيقاف الانتهاكات التي تتعرض لها سقطرى من القوى النافذة وعلى رأس تلك الانتهاكات الاستيلاء على المساحات والأراضي في مختلف المناطق في مخالفات صريحة للدستور وللنظم والقوانين وقرارات الدولة ذات الصلة".
ودعت تحضيرية مؤتمر سقطرى الوطني، مجلس النواب إيقاف ومحاسبة المسؤولين المتواطئين في التفريط والعبث بأراضي أرخبيل سقطرى وتشكيل لجان خاصة للاطلاع ورفع التقارير.
انتهاكات خطيرة
لم يتوقف الأمر في تجريف وشراء الأراضي، بل وصل إلى استهداف والعبث بالهوية السقطرية الفريدة، وجلب عادات وتقاليد دخيلة على المجتمع، وعبث في المحميات من قبل السياح الأجانب الذين تستقدمهم الإمارات إلى الأرخبيل، دون معايير تضبط السياحة في المحمية الطبيعية.
وقال سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، إن "هناك مخالفات كثيرة بما يخص البناء، وبناء المشاريع في المناطق الساحلية والمحميات الطبيعية وداخل غابة دم الأخوين، مشيرا إلى أن من ضمن المخالفات العمران الحضري، التطور الحضري الذي يزحف على المحميات الطبيعية".
وأضاف حديث لـ"يمن شباب نت"، "أن هناك تجريف للأحياء البحرية بشكل يفوق المسموح به والمقرر والمحدد باللوائح التي تحدد الاصطياد في المحميات الطبيعية، لأن سقطرى وشاطئ سقطرى والمياه الإقليمية المحيطة بسقطرى هي داخلة ضمن التراث الطبيعي".
وأشار جميح "أن من ضمن المخالفات، دخول السياح إلى مناطق محميات طبيعية في سقطرى بشكل عشوائي وغير منظم"، مشيرا إلى "أن السياح يقومون أحيانا بأعمال العبث، ويشعلون النار للمشاوي وما إلى ذلك من حفلات التي تقام بين حين وآخر داخل المحميات الطبيعية، وهذه خطرة وممنوعة".
وأضاف: "إدخال بعض النباتات من خارج السياق الطبيعي والنباتي لسقطرى، أثر إلى حد ما، لكن تمت مواجهة هذه المعضلة، لأن كان هناك نوع من السوس، دخلت مع بعض النباتات التي أريد بها تزيين شوارع العاصمة حديبو"، مؤكدا أن هذه أهم المخالفات التي أحاط بها اليونسكو.
وقال جميح "أن آراضي جزيرة سقطرى ورغم كونها مملوكة لأشخاص هذا لا يعني أن لديه حرية التصرف بما يخالف القوانين اليمنية الخاصة بالمحميات الطبيعية وبما يخالف القوانين والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الجمهورية اليمنية والخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي".
جزيرة سقطرى مهددة
وكشف سفير اليمن لدى اليونسكو، ان المنظمة الدولية على علم في كل ما يحدث في سقطرى لافتا أنه "تم مناقشة جزيرة سقطرى في يوليو الماضي وكان هناك ميل لان توضع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بفعل المخالفات والانتهاكات التي تجري".
وأضاف: "استطعنا أن نؤجل هذا النقاش إلى الدورة المقبلة للجنة التراث العربي وكان من ضمن الاشتراطات أن ترسل لجنة إلى سقطرى لرفع تقرير تفصيلي عن حقيقة الأوضاع هناك إلى لجنة التراث العالمي في اليونسكو ومن ثم تتخذ قرارا بوضع سقطرى على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر".
وأشار السفير جميح إلى "أن اللجنة ستخرج قريبا، وأن اليونيسكو بصدد تشكيلها، يفترض هذه اللجنة تذهب إلى قطاعات واسعة تزور مناطق مختلفة وتطلع بتقريرها".
أهمية أرخبيل سقطرى
تقع جزيرة سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، وتبعد عن السواحل الجنوبية لليمن بنحو 350 كيلومترا، شرق خليج عدن حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وكذلك إلى الشرق من القرن الأفريقي.
وإذا كان هذا الاسم يرتبط بكبرى الجزر، فإن الأرخبيل يضم ثلاث جزر أساسية أخرى، وهي إلى جانب سقطرى جزيرة درسة وسمحة وعبد الكوري، إلى جانب عدد من الجزر الصخرية الأخرى. وتبلغ مساحة “الجزيرة الأم” حوالي 3650 كيلومتر مربع.
وتعتبر سقطرى من أكبر المحميات الطبيعية في العالم، وتوصف بكونها أوسع متحف مفتوح للثروة النباتية والأعشاب الطبية والأشجار المعمرة، حيث يصل تعداد ثروتها النباتية إلى أكثر من 850 نوعا، أكثر من ثلثها يعتبر فريدا وغير موجود في أي بقعة أخرى من العالم.
ويوجد في جزيرة سقطرى بعدة أصناف من النباتات والأشجار التي لا توجد في مكان آخر، مثل شجرة "دم الأخوين" التي تُستخدم في مجالات الكيمياء، وتتميّز بالعديد من الحشرات التي لا توجد إلا فيها، كفراشات النهار وفراشات الليل، بالإضافة إلى80 نوعا من الحشرات الطائرة على اختلاف أنواعها.
بينما تتوافد على شواطئ الجزيرة الدلافين التي تسبح باستعراضات رائعة تلفت الأنظار، ويوجد 352 نوعا من الأصداف والشعب المرجانية بالإضافة إلى السلاحف الخضراء الضخمة، ويحصي المتخصصون 25 نوعا من شجر اللبان في العالم بأسره، 9 منها موجودة في جزيرة سقطرى.
أخبار ذات صلة
محلية | 18 ديسمبر, 2024
منظمة الفاو تبدأ مسحًا ميدانيًا لإقامة مشاريع في القطاعين الزراعي والسمكي بسقطرى
سياسة | 18 ديسمبر, 2024
مشايخ وأعيان سقطرى يرفضون مشاريع التفرقة ودعوات "الحكم الذاتي"
سياسة | 17 ديسمبر, 2024
سقطرى: مؤسسة إماراتية تشترط على وجهاء التوقيع على "الحكم الذاتي" مقابل معونة مالية
سياسة | 16 ديسمبر, 2024
مؤتمر سقطرى الوطني يرفض إعلان الحكم الذاتي ويحمل الرئاسي والحكومة المسؤولية
محلية | 12 ديسمبر, 2024
مقتل عنصر من قوات الانتقالي في اشتباكات غربي عدن
محلية | 7 ديسمبر, 2024
قوات الحزام الأمني تضبط عبوات ناسفة وأحزمة متفجرة في محافظة لحج