مطار دمشق يستأنف رحلاته الأربعاء المقبل وسط فتح الأجواء السورية

يستأنف مطار دمشق المغلق رحلاته يوم الأربعاء، 18 ديسمبر/ كانون الأول، وفق مصادر في الخطوط الجوية السورية تواصل معها "العربي الجديد".

وكان مطار دمشق الدولي قد أصدر يوم الأحد الماضي إشعار "نوتام" المعني بسلامة الرحلات الجوية للطيارين، أكد فيه إلغاء جميع الرحلات الجوية حتى الأربعاء المقبل، مع تقدّم فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نحو دمشق، حيث غادر جيش النظام السابق وقوات الأمن المطار.

كما أصدر مطار حلب الدولي إشعارا مماثلا نص على تعليق جميع الرحلات الجوية حتى مساء الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول، وفقا لوكالة "تاس" الروسية للأنباء. ويعدّ مطار دمشق الدولي الأكبر في البلاد وسبق أن خرج عن الخدمة أكثر من مرة من جراء القصف الإسرائيلي، كان آخره في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

وتسعى إدارة العمليات بدمشق إلى تسريع فتح مطاري دمشق وحلب لاستقبال السوريين العائدين بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتسهيل وصول الإعلاميين والبعثات التي تزور سورية، والتي تأتي عبر لبنان أو تركيا، ما يسبب تأخيراً وزيادة مصاريف.

وقال مدير مطار دمشق الدولي أنيس فلوح إن المطار سيستأنف عمله خلال أيام، لتعود حركة الإقلاع والهبوط بعدما توقفت جميع الرحلات من مطار العاصمة السورية وإليه، يوم الأحد، مع هروب الأسد من سورية عبر مطار حميميم في محافظة اللاذقية، غربي سورية، وليس من مطار دمشق الدولي كما روجت بعض الوسائل الإعلامية.

ولم يعط مدير مطار دمشق الدولي أنيس فلوح، في تصريحه اليوم، أي معلومات عن خطوط الطيران أو معيقات استئناف العمل، مكتفياً بالقول "إن شاء الله، سيتم افتتاح المطار بأقصى سرعة لأننا نعمل بشكل مستمر" وأن العمل يمكن أن يبدأ بشكل سريع لتأمين عملية مرور الطائرات في الأجواء السورية بعدما تم إغلاقها.

لا أضرار في مطار دمشق

وتقول مصادر من دمشق لـ"العربي الجديد"، إن المطار لم يلحقه أي أذى أو تهديم للمدرج أو البرج أو الصالات، بل كان حتى فجر الأحد يعمل بشكل جيد، لكن تبدل السلطة بعد هروب الأسد وسيطرة المعارضة على الحكم في سورية أوقفا عمل المطار، كما أن قصف الاحتلال الاسرائيلي، منذ يوم الأحد الماضي للعاصمة وريفها وجنوبي سورية ومدن الساحل، قد يكون سبباً إضافياً لتوقف عمل المطار وإغلاق الأجواء السورية أمام الطائرات.

ونقلت مصادر إعلامية اليوم، عن مدير صيانة الطائرات في المطار سامر راضي قوله إن الخطوط الجوية السورية تضم أسطولا من 12 طائرة، بينها ثمان من طراز إيرباص ايه 320-20.

وتأسس مطار دمشق الدولي، الذي يبتعد عن العاصمة لجهة الشرق بنحو 25 كلم، في نهاية عام 1969 بعد مطار المزة الذي اختص بالطيران العسكري وتعرض خلال الأسبوع الجاري لغارات عدة من إسرائيل.

ليبقى مطار دمشق الدولي الذي لم يتعرض لأي عمليات قصف وتهديم خلال سيطرة المعارضة على دمشق، المقر الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية وأجنحة الشام الخاصة.

وكان مطار دمشق الدولي وما حوله قد تعرض مرات عدة، خلال العامين الأخيرين، لقصف الطائرات والصواريخ الاسرائيلية، إذ خرج عن الخدمة لمدة 12 يوماً في يونيو/ حزيران عام 2022 قبل أن يعود في 22 من الشهر ذاته، وخروجه لساعات عن العمل جراء قصف إسرائيلي آخر في مطلع يناير/ كانون الثاني 2023 وخروجه عن العمل هو ومطار حلب اللذان تعرضا معاً لقصف إسرائيلي في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قبل أن يعود بعد سبعة أيام من الشهر نفسه.

كما خرج مطار دمشق عن العمل والخدمة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي بسبب القصف الإسرائيلي، ليعود للعمل في 26 من الشهر نفسه، لكن طيران الاحتلال الإسرائيلي عاود قصفه في اليوم نفسه ليخرج عن الخدمة حتى 27 ديسمبر من العام الماضي.

وتعرضت المناطق المحيطة بمطار دمشق الدولي خلال العام الجاري للقصف الإسرائيلي مرات عدة، من دون أن يخرج المطار عن الخدمة، بل شهد العام الجاري عودة رحلات بين دمشق ودول عربية وأوروبية، كانت متوقفة منذ عشر سنوات.

وأعلنت مؤسسة الخطوط الجوية السورية (حكومية)، في أغسطس/ آب الماضي، إعادة تشغيل رحلاتها الجوية بين مطاري دمشق وجدة في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد ثماني سنوات من الانقطاع.

كما أعلنت شركة "أجنحة الشام" الخاصة والتابعة لرجال أعمال مقربين من النظام المخلوع، بدء تسيير رحلات جوية جديدة تربط مطار دمشق الدولي بمطاري إسطنبول والقاهرة، مع محطة توقف في مطار الكويت.

المصدر: العربي الجديد