- الشركة اليمنية للغاز تؤكد تغطية احتياجات السوق المحلية وتدعو لمراقبة الطرق والشواطئ

سلمان المقرمي
مجلس العضاريط
كتابنا| 17 فبراير, 2025 - 6:54 م
ورد في المعجم: عُضْرُطُ وعُضَارِطُ وعُضْرُوطُ: الخادِمُ على طَعامِ بَطْنِه، والأَجيرُ، جمعه: عَضارِطُ وعَضارِيطُ وعَضارِطَةٌ، واللَّئيمُ. وفي بعض المعاجم تعريفات أخرى.
أما التعريف في المدينة القديمة بتعز لكلمة العضروط فهو جني الخرابة، الذي يستوطن البيوت المهجورة والمهدمة، ويعيش داخلها في الأقبية المغلقة والممرات الضيقة، يحافظ على الخراب ويعززه، ولا يسمح لأحد السكن والإصلاح ولا يقوم بنفسه بالترميم والمحافظة.
من أهم أعمال العضروط أنه يفرض القلق والخوف وفقدان السكينة ويحول كل مكان عامر إلى خرابة أشباح. حين يسالمك العضروط فهو فوضوي، لا خط سير ولا اتجاه ومزاجه متقلب ولا يعيش إلا داخل المعارك الوهمية التي ليس لها أثر في الواقع. أي بالدارجة "شُغلة ويشغلك معه".
يتندر اليمنيون دائما بأحد أمثالهم الشعبية القائل: لن تخضر الزيلة إلا وقد الحمار مات. الزيلة الكداشي. ومعناه أن الفرج المنتظر لن يأتي بهذا الجيل من القيادة، لكنه قد يأتي لبجيال قادمة، إذ على الحمار أن يصبر بدون أكل إلى موسم الأمطار القادم على المستنقعات لينبت العشب في الزيلة.
سكان قرية الحنان جنوبي التربة غادروا قريتهم بعد أن هيمن عليها شبح العضاريط قبل عقد من الزمن، والحقيقة أن القرية تقع في منطقة لا تستطيع حتى الدواب الوصول إليها لذلك تركوها وانتقلوا إلى مناطق أخرى في التربة.
العضروط في العادة مهمته تخويف الأطفال فيحاصرهم من بعد أذان العشاء إلى آذان الفجر، ويمنع التواصل السري سكنيا بين الناس. ويحل بدل كل من يترك مسكنه مغلقا ولو لشهرين أو ثلاثة.
وتختلف صوره في ذهنية المواطن بحسب السن عند صغار السن وعند الكهول وعند الشباب، فهو الوحيد القادر أن يفرض النوم على الأطفال حتى وهم جياع، بمجرد ذكره أو ذكر أحد قصصه. إذ أنه وشبح الخوف إخوان.
كما يعمل على توسيع دائرة الخراب ويوقف ترميم أي شيء، هو إذن لا يسكن ولا يدع الناس يسكنون. وظهوره في المكان أولى العلامات على الدمار والاندثار.
فالعضرطة المبتلى بها المناصب القيادية اليمنية التي جعلت البعض من المواطنين يعتقد أن مناصب القيادة العليا في اليمن بها مس شيطاني، فكل قيادة يجري تعيينها يتعضرط بعضهم على بعض وتسود سلوكيات العضرطة، فتعطل كل شيء إلى درجة أنها تستنزف المجتمع في معارك العضرطة للإصلاح بين عضاريط القيادة.
بدأت معارك إعادة التوحيد في قبل غيرها من الجمهوريات العربية لكنها صارت اليوم الأطول عمرا والأبعد أملا عن التحقيق.
ويبدو أننا متأملين بكلمات الإرياني مطهر رحمه الله: يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس. وهذا لا يعني غياب الإمكانيات ولا يعني انعدام القدرة ولا يعني غياب الحاضنة الشعبية والجمهور، بل إن كل المقومات متوفرة لكن كل هذه المقومات تفتقر إلى الإرادة وقبلها للخيال السياسي لدى العضاريط.
وقد اعتقد الشعب اليمني أن مجلس الثمانية بدلا من مجلس الاثنين بالقيادة وحكومة الكفاءات الشابة غير المصنفة إيديولوجيا وسياسيا كما يعرف الحالمون من أبطال ما يسمون بمنظمات المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية بالمستقلين هم الأجدر على الإدارة والقيادة. لكن 15 عاما من التجربة أثبتت عكس ذلك.
استبشر الشعب بمجلس القيادة / العضاريط/كون القاعدة الشرعية تقول الجماعة لا تخطئ، لكن جماعة العضاريط لا تخطئ ليس لأنها تتداول الأمر وتتشاور فيه بل هي لا تخطئ لأنها لا تعمل أصلا وإن عمل جزء من الثمانية فإن بقية العدد يتعضرط عليه ويوقف عمله.
لقد شغل مجلس العضاريط عدن والمناطق المحررة والسعودية ومجلس التعاون والجامعة العربية والرباعية ومجلس الأمن دون الوصول إلى حل بوجودهم.
من إنجازات العضاريط انهيار الصرف حتى بعد وصول الخمسمائة مليون دولار وعدم دفع قيمة وقود محطات الديزل والوقود المستهلك الأكبر لموازنة الدولة، وتوقف المرتبات لأشهر. بل وصل لأن تكون تسعيرة البترول في مأرب تختلف عن مثيلاتها في حضرموت وعدن وتعز وتختلف كل محافظة عن أخرى وفقا للعضاريط الذين يديرونها، وانخفاض سعر العملة المحلية عشر مرات. منذ 2014.
الازدحام على أشده عند المعالجين بالقرآن والأعشاب وإدارة الجوازات، وأسواق القات. ويبدو أن العضرطة في طريقها للانتقال كموجات كاسحة من مركز العضرطة الوطني في معاشيق عبر المجلس وحكومته ومؤسساته لتتحول إلى الرياض وأبوظبي والقاهرة وغيرها. وأصبحنا نخاف أكثر أن تتحول العضرطة إلى مرض عربي فتدمر بالمنطقة بأكملها.
ونخاف أيضا أن تصيب العضرطة المؤسسات الدولية من نيويورك إلى دافوس إلى ميونيخ ومناطق شتى بالعالم. ما نخافه أن يشعب العضروط ليقود معركة ضد الشعب اليمني بأكمله بعد معارك التعطيل بين بعضه البعض. ونتائج هذه المعركة ستكون مدمرة للبلد أكثر مما هي مدمرة له.
مقالات ذات صلة
أراء | 28 يناير, 2025
ما المطلوب من الحكومة بعد تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟
أراء | 5 يناير, 2025
إلى الحكومة اليمنية: قبل أن ينخرها النمل الأبيض
كتابنا | 4 يناير, 2025
اليمنيون وفَهم الواقع السياسي
أراء | 19 ديسمبر, 2024
لا تهدروا فرصة للسلام
كتابنا | 14 أكتوبر, 2024
انهيار العملة يُسقط مجلس الرئاسة