الأخبار
Image Description

نجيب نصر

النُّخَب السياسية وتزييف الوعي

‫أراء‬| 9 فبراير, 2025 - 8:41 م

يواصل ياسين سعيد نعمان عمله القديم بصورة محدَّثة، يحاول مراوغة الواقع، ومسايرة الوضع الحالي في اليمن، مستفيدا من حياته الباذخة المترفة في لندن لمواصلة تزييف الوعي، ومواصلة القفز إلى الأمام للمحافظة على منصبه ووجاهته وحضوره الشخصي والسياسي باعتباره منظرا أول للاشتراكية في اليمن وأمينا عاما للحزب الذي أكل عليه الدهر وشرب.

وبين ذلك الزهو الأعمى، يواصل الأتباع تأييد أقواله، فبعد أن نقرأ قائمة طويلة من الجمل الطويلة المكررة يعلق عليه أتباعه "قراءة حصيفة".

ولا ندري، أين تكمن تلك الحصافة، ولا أين كانت الحصافة حين كان في السلطة ثم تحول إلى المعارضة؟!

لكن، ذلك هو الحال، وتلك هي النخب السياسية في اليمن، بارعة في تزييف الوعي وهدم الوطن ومكتسباته. ومع ذلك، هنالك كلمة حق يجب أن تقال، فياسين هو أحسن حبة في الكرتون؛ كرتون الوطن، وكرتون الحزب، وكرتون السياسة اليمنية!! لذلك يسعى أتباعه لتلميع تلك الحبة الأقل فسادا بتصورهم، والأقل خللا، والأقل غباء.

يتحدث عن الوطن، والعقد الاجتماعي المأمول، وكأنه جان جاك روسو، وهو لا يجيد فن الخطابة والحوار والمناظرة القائمة على الحجج والبراهين، إذ إن الحجج التي يقدمها غالبا ما تنقلب ضده، ويجد نفسه متأرجحا بين واقعه الحقيقي وقراءته الحالمة، وتلك علة الحفظ، علة من يحفظ أقوال الفلاسفة والمنظرين ويعجز عن الإبداع أو على الأقل يعجز عن استعمال تلك الحجج في مكانها المناسبة، لذلك ظل تائها مع رفاقه حتى أسقطوا دولة الجنوب، ثم أسقطوا ما تبقى من أثرٍ للدولة في الشمال!

قبل أشهر خرج يشكو لمتابعيه بأن وظيفته "سفير لليمن في بريطانيا" وظيفة بائسة وتعيسة، ربما لأنه لم يجد الأتباع الذي كانوا يصفقون له في اليمن، ويريد العودة لممارسة التضليل والتزييف المعتاد.

لا بأس يا ياسين، اترك الوظيفة البائسة لمن هو أكثر كفاءة منك، وعد إلى الوطن، عد يا ياسين فالوطن ينتظرك، فما زال كما تركته، متوهجا بالحلم لم يتغير، فالناس يعيشون، والعُملة مستقرة، والرئيس يحكم، والحكومة تبني المشاريع الخدمية، والتعليم متطور، والرعاية الصحية متوفرة للجميع وبالمجان.
أليس كذلك؟!

فعد يا ياسين.. عد!!
ولا تتحدث عن فبراير.. 
ولا عن الحلم الشعبي الذي أجهضته أنت ومن معك من الساسة، ثم تحاجج وتتحدث عن الحوثي والمشروع الإيراني، يا له من حجاج تعيس، ويا لها من حجة بائسة تشبه وظيفتك البائسة.

كأنك نسيت أين كنتَ حين سقط الوطن، وتريد أن تتناسى اليوم تلك المناطق المحررة التي لا يوجد فيها لا حوثي ولا عفاشي، لكن الخوف مسيطر عليك، ولا تجرؤ على قول إلا ما يملى عليك!
ما أتعس العبودية يا ياسين!!
الآن عرفتُ لماذا تصف وظيفة سفير بالبائسة!

لا مشكلة أيها المنظّر الكبير، لا مشكلة أن تردد الأقوال التي تصل إليك كالببغاء، لا مشكلة، فالعبودية قيد، ونحن سنتقيد معك، وسنقول مثلك: الحوثي والمشروع الإيراني هو سبب البلاء في المنطقة العربية كلها، لكن هناك صبيا مشاغبا لم يكمل الخامسة يحاول كسر ذلك القيد، فيقول: أين الحوثي في الجنوب، وأين الحوثي في تعز ومأرب.

لا بأس يا ياسين، فحين يصل العجز إلى مداه، نكتشف تعاسة النخب السياسية وبؤسها!
لتعش هانئا يا ياسين، واقعد في لندن، وواصل التنظير.
ودع المكارمَ لا ترحل لبغيتها.
واقعدْ فإنكَ أنت الطاعمُ الكاسي!!

*نقلاً من صفحة الكاتب على "فيسبوك"

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024