













صنعاء

غيب الموت في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي المناضل السياسي والأكاديمي والمثقّف، والشخصية الوطنية اليمنية البارزة، محمّد محسن الظاهري، في إسطنبول، بعد معاناة مع "السرطان" الذي أُصيب به في سنواته الأخيرة، واضطر لمغادرة صنعاء وجامعتها التي كان يرأس نقابة هيئة التدريس فيها، وتعرّض بسببها لاعتقالات تعسّفية من مليشيات الحوثي الحاكمة لصنعاء رافضاً مغادرتها رافعاً شعاره الشهير "لا بدّ من صنعاء، وإن تعاظم الخطر".

قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء – وأثناء مؤتمر الحوار الوطني – كانوا يعلنون تأييدهم لتقسيم اليمن إلى أقاليم فدرالية، بل وأيدوا «تقرير المصير» لجنوب البلاد، وأظهروا دعمهم لمطالب الحراك الجنوبي – حينها – بـ«فك الارتباط» واستعادة الدولة الجنوبية التي اتحدت مع الدولة الشمالية في كيان سياسي واحد عام 1990.

تمددت الدعوات التفكيكية والانعزالية في البلاد منذ انقلاب سبتمبر 2014 وما تلاه من اجتياح عدن في مارس 2015، وأسفر ذلك عن صراع دموي وتداخل المدني بالعسكري، وتشابك المحلي بالإقليمي، واختلاط المال بالقبيلة، وتعدد مراكز القرار، وسط تبدل في القيم والانتماءات.

المقال الأخير الذي نشره الصحفي المتميز فارس الحميري حول سلوك مكتب المنسق العام للأمم المتحدة في صنعاء، يحتوي على كشف خطير لطبيعة تعامل وكالات الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين، وتفريطها الفاضح بموظفيها اليمنيين، بل وعبثها بأرواحهم وحياتهم.

يريد الكيان ضربة كبيرة خاطفة ليغسل دماء العجز عن وجهه.. وتريد طهران تمرير رسالة لنتنياهو، واختبار بعض التقنيات في إطار التجهيز لمواجهة محتملة. ويبدو أن العاصمة اليمنية صنعاء، المحتلة من الحوثة، كانت المكان المناسب لتبادل المنافع للطرفين.

في صنعاء، ومختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، يجري تمجيد القتلة والمجرمين، ويتم تصويرهم على أنهم "أولياء"، تُرفع صورهم، ويُنظر إليهم كرموز مُقدّسة، مع أن رصيدهم الحقيقي لا يتجاوز القتل والنهب والاختطاف والتفخيخ وتمزيق الدولة والمجتمع...!!